السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن ننطلق في سباق الخير لهذا الشهر لابد أولا أن نستعدله……….
فكيف سيستقبل قلبك رمضان؟
أريد أن يسال كل منا نفسه..
كم من السنين مرت و نحن نصوم رمضان؟
منا من صام رمضان 30 سنه.. ما الذي تغير في احواله…لا شئ…….
قد يكون السبب عدم استعدادنا لاستقبال رمضان..
لذلك و في هذه الدقائق نريد معرفةالأسباب التي تعيننا على الفوز بهذا الشهر..
حتى يكون افضل من سابقيه إن شاء الله..
التوبة…. بداية الطريق
أنا أتعجب عندما تذكر كلمة توبة و لا تهتز لها قلوبنا،
أنا أخشى عندما نسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"لو بلغت ذنوبكم عنان السماء…."أن يكون هناك أناس قد بلغت ذنوبهم عنان السماء في هذا العصر من كثرتها و فجرها و الاستهانة بها.
و لكن هناك أشياء أسوا من المعاصي…
إنها الغفلة…يوجد رجال و نساء شغلتهم الموضة و المال و مشاكل الحياة عن الله تبارك و تعالى..
أليست هده الغفلة تحتاج إلى توبة؟
أليس القلب الساهي عن الله في حاجه إلى التوبة؟
أليست العين التي لم تدمع منذ 6 شهور من حب الله و من جلال الله في حاجه إلى توبة؟
نحتاج ان نتوب من المعاصي ومن غفلتنا..
أحيانا يكون
صاحب الكبيرة النادم أحب إلى الله من
صاحب الصغيرة المصر عليها…
محتاجين نتوب
نحتاج ان نتوب
عن عبادات قصرنا في تجميلها
و تزينها لله عز و جل
نحتاج ان نتوب
عن صلوات تأخرت عن مواعيدها،
و سنن لم نؤدها…
كيف نستقبل رمضان و نحن لم نحدث هذه التوبة
و لم نحدث بها أنفسنا؟
ليكن شعارك و أنت تستقبل تلك الأيام شعار سيدنا
موسى عليه السلام
و عجلت إليك ربى لترضى
أين العجلة إلى الله عز وجل…علينا أن نتبرأ من المعاصى و الذنوب لكي نبدأ رمضان و نحن عباد تائبين لله عز وجل..توبة يفرح بها الله عز وجل و يباهى بها ملائكته
…و احذروا الغفلة..
فان الغفلة اشد من المعصية
لان العاصي يشعر بذنبه و يتألم من معصيته،و لكن الغافل مشكلته أنه لا يشعر ان هناك مشكلة.
تعلم …كيف تحصى ذنوبك؟
يحدثنا القرآن عن التوبة، فيقول الله عز وجل"قل يا عبادي الدين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه،الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم"
لا تظن أنك لست من المسرفين ، فالمؤمن دائما يتهم نفسه بالتقصير..
و في الأثر أن المؤمن يرى ذنوبه على قلتها كالجبل
يوشك أن يقع عليه…
و أن الكافر يرى ذنوبه على كثرتها كذبابة
يهشها بيده فتطير
كان سفيان الثوري أحد التابعين يحكى عن نفسه فيقول
جلست يوما اعد ذنوبي فإذا بها 21 ألف ذنب،فقلت لنفسي تلقى الله يا سفيان
ب21 ألف ذنب، تقف بين يدي الله يسألك عن 21 ألف ذنب ذنبا ذنبا..ماذا تقول؟
والله ليسقطن لحم وجهك خجلا و أنت تعرض قبائحك على الله ..ثم قال لنفسه يا سفيان هذا ما تذكرته من الذنوب،فكيف بما أحصاه الله ونسيته أنت؟
ويقول عز وجل
ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون ياويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا.
و يقول الله عز وجل
يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا
فقال سفيان
والله لاستغفرن عنها ذنبا ذنبا
ولكن الذنب لا يغفر إلا بتوبة…
يقول تعالى
"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب،فأولئك يتوب الله عليهم"
سئل الحسن البصري عن تفسير قوله تعالى"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"
قال:هو الذنب فوق الذنب حتى يعمى القلب..
فسارع لتمحى ذنوبك .
يصف الله عباده المؤمنين فيقول"و الذين لا يدعون مع الله اله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاما،يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا،إلا من تاب و آمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات".
يقول العلماء
إن اشد صراخ أهل النار ليس على ألم النار و ليس على ألم التعذيب،ولكن على ذنوب فعلوها و لم يتوبوا عنها
أتدرى إن لم تسرع بالتوبة ما هو البديل؟
البديل هو صراخ أهل النار..
فهل لنا أن نسارع بالتوبة قبل
فوات الأوان؟
أين الإرادة؟
أين إرادتنا للتوبة قبل رمضان؟
وآلا فكيف سنستقبل رمضان ونحن على معاصينا و ذنوبنا و غفلتنا..
تب يا أخي في الدنيا قبل أن تندم في الآخرة
أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله و أن كنت لمن الساخرين،أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حيت ترى العذاب لو أن لي كرة فاكون من المحسنين، بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها و استكبرت و كنت من الكافرين
فأين إرادتنا للتوبة؟
ولتعلم أخي الحبيب أن للتوبة ثلاثة شروط
الندم
الإقلاع عن الذنب
العزم على عدم العودة
والعجيب أن الثلاثة شروط متعلقة
هل تعرفت علىقاتل المائة نفس
كما جاء في الأثر أن رجلا قتل 99 نفسا،فذهب لرجل
فقال له:هل لي من توبة؟فقال له: ليس لك من توبة، فقتله فاكمل المائة…
ولكن نفسه ما زالت تحدثه بالتوبة..
فذهب فسال عن اعلم أهل الأرض،فأخذوه إليه فقال هل لي من توبة و قد قتلت مائة نفس؟ فقال
ومن يمنع توبة الله عن عباده..
ولكن اخرج من الأرض التي أنت فيها فإنها بلد سوء و اذهب إلى الأرض الصالحة فان فيها أناس صالحون،فقبض الله روحه في الطريق،فاختلفت فيه الملائكة،
فقالت ملائكة العذاب انه قتل مائة نفس..
و قالت ملائكة الرحمة انه عاد إلى الله…
فاختلفوا فيه،فأرسل الله ملكا يحكم بينهم فقال قيسوا بين الأرضيين فإلى أي الأرضين أقرب أخذه أهلها ،فقاسوا بين الأرضين فقربه الله إلى أرض الصلاح بشبر فقبضته.
وهكذا المبادرة إلى التوبة تنجى العبد مهما كانت معاصيه
حدث في الإسكندرية
حادثه حدثت في الإسكندرية في زماننا هذا…
كانت هناك سيدة صالحة طائعة لله عز وجل،وكانت تسكن أمامها سيدة متبرجة بعيدة جدا عن الله،ولكن المرأة الصالحة لم تقطع علاقتها بها.
ففي أحد المرات طلبت المرأة المتبرجة من السيدة الصالحة أن تذهب معها لشراء بدلة جينز فوافقت السيدة ولكن بشرط أن تأتى معها إلى درس دين ثم تذهب معها لشراء البدلة الجينز،فوافقت فذهبت إلى الدرس و كان يتحدث عن التوبة،فانتهى الدرس و إذا بالفتاة تبكى بكاءا شديدا،وتقول
تبت يا رب..ارحمني يا رب…
أتري التوبةالتى ترقرق القلب..
فقالوا كفاك بكاء هيا،فقالت لهم كيف انزل و أنا بهذه الملابس؟كيف اخرج إليه كيف سأقابله؟
فآتوا إليها بعباءة و عندما خرجت من المسجد صدمتها سيارة فماتت انظر إلى رحمه الله عندما يختار عبده
انظر إلى التوبة كيف تورث حسن الخاتمة؟
ويحكى شاب قصته فيقول
كنت شابا ضائعا مسرفا في المعاصى و كنت مسافرا من القاهرة إلى الإسكندرية و كعادتي كنت أشرب السجائر،أتناول الخمر،و فجأة حدثت حادثة أمامي ،سيارة اصطدمت بشجرة.فنزلت من السيارة مسرعا و ذهبت إلى السيارة الأخرى فوجدت رجل عجوز على مشارف الموت،وكان صوت القرآن يخرج من السيارة،فعرفت انه رجل صالح.
فبدأت أجذبه من السيارة فقال أطفأ السيجارة،
أنظر إلى هذا الرجل
حريص على أن ينصح حتى وهو يموت
فيقول:ثم جذبته للخارج فشم رائحة الخمر منى
فقال لي:يا بنى إني سأموت ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إذا صنع لكم ..أحدا معروفا فليكافئه،وإني أريد أن أكافئك قبل أن أموت وإني لا املك إلا النصيحة..
اتق الله..وتب إليه
يقول الشاب:فسبحان الذي أماته ليحيني..
وهكذا الكلمات الصادقة تحي قلب كاد أن يموت
توبة الغامدية
انظروا الى الغامدية و إلى إرادتها للتوبة..
كانت الغامدية صحابية جليلة و كانت متزوجة من صحابي و تعيش في المدينة المنورة،وتتربى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم،وبعد كل هذا تزنى.
فذهبت إلى النبي فقالت:يا رسول الله زنيت و إني حبلى من الزنى،فأقم على الحد،طهرني يا رسول الله فقال لها النبي اذهبي حتى تلدي.
فذهبت إليه بعد 9 شهور و قالت يا رسول الله طهرني ، فقال النبي الرحيم اذهبي حتى تفطميه،ثم تأتي للنبي بعد سنتين و معها الطفل وفى يده قطعة من الخبز يأكلها،ثم يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ويحمله و يقف في المسجد يقول:من يكفل هذا و يكون رفيقي في الجنة..؟
وتساق الغامدية إلى حيث ترجم،فترجم حتى تموت و يقف النبي صلى الله عليه وسلم ليصلى عليها ،فقال عمر يا رسول الله أتصلى عليها وهى زانية؟ فيقول النبي
ويحك يا عمر..لقد تابت توبة لو قسمت على 70 من أهل المدينة لوسعتهم..ألا يكفيك أنها جادت بنفسها لله..
من
لديه هذه الاراده في التوبة؟
من
ما زال مستعد أن يتوب عن ذنب فعله منذ سنتين أو أكثر؟
توبة مالك بن دينار
مالك بن دينار من كبار التابعين يحكى توبته فيقول
بدأت حياتي فاسقا فاجرا ظالما و كنت اعمل شرطيا اضرب الناس و اخذ منهم الحقوق و أشرب الخمر.
حتى جاءت ليلة فقلت لنفسي ليتني أتزوج ، فتزوجت فأنجبت طفله سميتها فاطمة و كلما كبرت فاطمة كلما قل الشر في قلبي و كثر الخير في قلبي.
فلما بلغت ثلاث سنوات ماتت فانقلبت أسوأ مما كنت و لم يكن عندي من صبر المؤمنين ما يصبرني ، فعدت كأسوأ ما يكون،فقلت لنفسي لأشربن اليوم شربا أسكر منه سكرة ما سكرت مثلها قط.
فشربت وشربت حتى سقطت و أغمى على ، فرأيتني يوم القيامة و قد جمعت الخلائق و أظلمت الشمس و سجرت البحار و انشقت الأرض فخرج منها الناش كالفراش المبثوث و سارت الشمس تدنو من رؤوسنا فرأيتني أغرق في عرقي من شدة ذنوبي ثم سمعت المنادى ينادى
فلان بن فلان ،هلم على العرض على الجبار
فأرى فلان هذا اعرفه من شده رعبه فتأتى الملائكة فتأخذه حتى جاء الدور على، فسمعت أسمى..
مالك بن دينار هلم للعرض على الجبار..
فوجدت الخلائق تختفي فليس في الأرض غيري،ثم رأيت ثعبانا عظيما سميكا يفتح فمه يجرى خلفي يريد أن يلتهمنى ،فجريت والثعبان خلفي فرأيت رجل عجوز أمامي فقلت له أنقذني من هذا الثعبان،فقال لي أنا ضعيف ولكن أجرى في هذا الاتجاه فجريت و الثعبان خلفي، فرأيت النار أمامي فقلت
أأنجو من الثعبان فأسقط في النار
فعدت مسرعا و الثعبان خلفي يريد أن يلتهمنى فعدت إلى الرجل العجوز و قلت له أدكني ،فبكى رأفة بحالي ،وقال لي أنا ضعيف لا أستطيع أن أنقذك و لكن أجرى في اتجاه هذا الجبل فجريت و الثعبان يكاد أن يقتلني ،فرأيت الأطفال يصيحون
يا فاطمة أدركي أباك..
فجاءت فاطمة فعرفتها و الثعبان سيأكلنى ، فأخذتني بيمينها و دفعت الثعبان بشمالها فمضى،ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا و أنا ارتعد و قالت لي يا أبت
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق
فقلت يا فاطمة ما هذا الثعبان؟ فقالت
هذا عملك السئ أنت أسمنته حتى كاد أن يقتلك
والشيخ العجوز
هذا عملك الصالح أضعفته فما عاد يستطيع أن ينقذك حتى بكى رأفة بحالك
يا أبت
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
فاستيقظت اصرخ من نومي أقول
قد آن يا رب.. قد آن يا رب..
فاغتسلت و خرجت إلى المسجد أبغي صلاة الصبح
فأدركت الإمام في صلاه الصبح يقرأ نفس الآيةألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
ثم يقول
أيها العبد العاصي ..عد إلى مولاك..
أيها العبد الهارب .. عد إلى مولاك..
أيها العبد الغافل.. عد إلى مولاك..
مولاك يناديك كل يوم بالليل و النهار يقول لك من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا
ومن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا
و من أتاني يمشى أتيته هرولا
(إن الجنة لتتزين من السنة إلى السنة لشهر رمضان فإذا دخل رمضان قالت الجنة
اللهم اجعل لي في هذا الشهر من عبادك سكانا
فمن صان نفسه في رمضان فلم يشرب فيه مسكرا و لم يرم فيه مؤمنا ببهتان،و لم يعمل فيه خطيئة..زوجه الله كل ليلة حورية من الحور العين..
و
الجنة تنادى:اللهم اجعل لي في هذا الشهر من عبادك سكانا
و الحور العين تنادى: اللهم اجعل لي في هذا الشهر من عبادك أزواجا
فكن ممن يفوز بالحور العين هذا الشهر.
أنت …ماذا ستفعل؟
ماذا ستفعل مع الصلاة في رمضان؟
ماذا ستفعل مع القرآن في رمضان؟
ماذا ستفعل مع التراويح في رمضان؟
ماذا ستفعل مع صله الرحم في رمضان؟
ماذا ستفعل مع الدعوة في رمضان؟
ماذا ستفعل مع الدعاء في رمضان؟
ماذا ستفعل مع الصدقة في رمضان؟
كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل شعبان قال
(اللهم بارك لنا في شعبان و بلغنا رمضان)
انظر:النبي يطلب البقاء في الدنيا لماذا؟ حتى يبلغ رمضان و ذلك لعظمه رمضان
لابد لكل من يريد الفوز برمضان أن يضع قبل أن يبدأ رمضان خطه بها أهداف و مستهدفات ووسائل لكل جزء من حياته، وآلا يحيد مهما تكن الظروف عن هذه المستهدفات
لابد أن تضع لنفسك أولويات..أحذر أن يفوتك قطار رمضان و أنت ما زلت في لهوك
و حرمانك..
بهذا و بهذا فقط يمكن أن نفوز برمضان
بشرى
من قام رمضان إيمانا و احتسابا
غفر له ما تقدم من ذنبه
إيمانا:
أي قربا لله و إخلاصا له.و احتسابا:
أي رغبة في الثواب و طمعا في الأجر.
حافظ على الصلاة في مسجد يصلى بجزء يوميا…
و في النهاية تكون قد ختمت ختمه أخرى و لكن وأنت
قائم تصلى بين يدي الله.
أكثر من الدعاء في هذا الشهر..هناك أوقات مستجابة
للدعاء و هي
عند الإفطار،بين الآذان و الإقامة،بعد الصلاة،
في الثلث الأخير من الليل.
نسأل الله العظيم أن يختم لنا الشهر برضوانه
و العتق من النار
***************************
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
***************************
سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله و الله أكبر
منقول للفائدة
أنا أتعجب عندما تذكر كلمة توبة و لا تهتز لها قلوبنا،
لا تظن أنك لست من المسرفين ، فالمؤمن دائما يتهم نفسه بالتقصير..
لابد أن تضع لنفسك أولويات..أحذر أن يفوتك قطار رمضان و أنت ما زلت في لهوك
تذكرة قيمة.. جزاكِ الله خيرا..
اللهم ردّنا إليك مرداً جميلا..