تخطى إلى المحتوى

حب الدنيا 2024.

حب الدنيا

)اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ( الحديد 20

أعلموا أخواني أن الدنيا فانيه و زينتها واهيه والسعادة فيها زائفه وأموالها ضائعه, فأعملوا لأخرة باقية زينتها دائمه والسعادة فيها زاهيه, قل لي يا عبد الله كم تساوي الدنيا و ما فيها من نعيم مع الأخرة وما فيها من شقاء أو سعادة ؟

روى أبن ماجة في صحيحه قال :حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنَ الْكُفَّارِ فَيُقَالُ اغْمِسُوهُ فِي النَّارِ غمسة‏ فَيُغْمَسُ فِيهَا ثُمَّ يُقَالُ لَهُ أَىْ فُلاَنُ هَلْ أَصَابَكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لاَ مَا أَصَابَنِي نَعِيمٌ قَطُّ ‏.‏ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ ضُرًّا وَبَلاَءً ‏.‏ فَيُقَالُ اغْمِسُوهُ غمسةً فِي الْجَنَّةِ ‏.‏ فَيُغْمَسُ فِيهَا غمسةً فَيُقَالُ لَهُ أَىْ فُلاَنُ هَلْ أَصَابَكَ ضُرٌّ قَطُّ أَوْ بَلاَءٌ فَيَقُولُ مَا أَصَابَنِي قَطُّ ضُرٌّ وَلاَ بَلاَءٌ ‏"‏ ‏.‏ رواه أبن ماجة وأخرج مسلم على نحوه.

كم تساوي الدنيا وما فيها عند رب العرش العظيم ؟ كم تباهينا و تفاخرنا باموالنا و اولادنا ؟ هل أحد منهم سيرافقنا الى الأخرة ؟ هل أحد منهم سيشفع لنا عند جبار السموات و الأرض يوم الحساب يوم لا ينفع مال و لا بنون الأ من آتى الله بقلب سليم؟

ذكر الغزالي في مكاشفة القلوب قال: قال بعضهم : يا أيها الناس أعملوا على مهل و كونوا من الله على وجل , ولا تغتروا بالأمل و نسيان الأجل و لا تركنوا الى الدنيا فأنها غدارة خداعة, وفتنتكم بأمانيها, وتزينت لخطّابها فأصبحت كالعروس المجلية, العيون اليها ناظرة, والقلوب عليها عاكفة, والنفوس لها عاشقة, فكم من عاشق لها قتلت, و مطمئن اليها خذلت, فأنظروا اليها بعين الحقيقة, فأنها دار كثير بوائقها, جديدها يبلى, وملكها يفنى, وعزيزها يذل, وكثيرها يقل …… فأسيقظوا من غفلتكم و أنتبهوا من رقدتكم ( الغزالي في كتاب مكاشفة القلوب(.

آيات القرآن عظيمه واحاديث المصطفى عديدة و أثار الأنبياء و الصحابة كثيرة و أقوال العلماء جميلة في ذم الدنيا وغرورها والعمل للأخرة والسعي لها, فلنتفكر بها ولنعتبر ممن سبقونا من باعوا الأخرة بالدنيا أين هم؟ في القبور, هل من شفيع؟ هل من انيس؟هل من مال أو ولد؟ صدق تعالى ذكره وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا مريم 80

من الآيات العظيمة

)إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)يونس 24

(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) العنكبوت 64

(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا) الكهف54

)وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ( الشورى 45

)فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى* فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى) النازعات 37-41

(وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُونَ* أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ المُحْضَرِينَ) القصص 60 , 61

) بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) الأعلى 16, 17

)اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) الحديد 20

وجاء في تفسير هذه الآيه الكريمة في تفسير الطبري أنه يقول الله عز وجل : اعلموا أيها الناس أن متاع الحياة الدنيا المعجلة لكم ما هي إلا لعب ولهو تتفكهون به وزينة تتزينون بها وتفاخر بينكم يفخر بعضكم على بعض بما أولي فيها من رياشها وتكاثر في الأموال والأولاد ويباهي بعضكم بعضا بكثرة الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم ييبس ذلك النبات فتراه مصفراً بعد ان كان اخضر نضراً, ثم يكون ذلك النبات حطاماً يعني به أن يكون نبتا يابسا متهشماً وفي الآخرة عذاب شديد للكفار ومغفرة من الله ورضوان لأهل الإيمان بالله ورسوله ويقول تعالى ذكره:وما زينة الحياة الدنيا المعجلة لكم أيها الناس إلا متاع الغرور. تفسير الطبري

من أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام

(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خضرة وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ)‏‏.‏ رواه مسلم

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عُمَرُ بْنُ يُونُسَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ أَبُو زُمَيْلٍ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏ ‏قَالَ ‏
‏دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَالَ فَجَلَسْتُ فَإِذَا عَلَيْهِ إِزَارٌ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبهِ وَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ ‏ ‏الصَّاعِ ‏ ‏وَقَرَظٍ ‏ ‏فِي نَاحِيَةٍ فِي الْغُرْفَةِ وَإِذَا ‏ ‏إِهَابٌ ‏ ‏مُعَلَّقٌ فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ يَا ‏ ‏ابْنَ الْخَطَّابِ ‏ ‏فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَالِي لَا أَبْكِي وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا ‏ ‏أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا ‏ ‏أَرَى وَذَلِكَ ‏ ‏كِسْرَى ‏ ‏وَقَيْصَرُ ‏ ‏فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ قَالَ يَا ‏ ‏ابْنَ الْخَطَّابِ ‏ ‏أَلَا ‏ ‏تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا قُلْتُ بَلَى ‏

‏حدثنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏المسعودي ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن مرة ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏عن ‏ ‏علقمة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏ما لي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال (جلس) في ظل شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها

(‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُكْتِبُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ‏ ‏قَال سَمِعْتُ ‏ ‏عَطَاءَ بْنَ قُرَّةَ ‏ ‏قَال سَمِعْتُ ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ضَمْرَةَ ‏ ‏قَال سَمِعْتُ ‏ ‏أَبَا هُرَيْرَةَ ‏ ‏يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ) ‏رواه الترمذي ‏ ‏

(حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، وَهُوَ الرَّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ همه جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا همهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ)‏.‏ رواه الترمذي

(حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنْكَبِي فَقَالَ ‏"‏ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عابر سبيل وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي أَهْلِ الْقُبُورِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ غَدًا)‏.‏ رواه الترمذي

(حَدَّثَنَا اَبُو الْيَمَانِ، اَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، اَنَّهُ اَخْبَرَهُ اَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الاَنْصَارِيَّ وَهْوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا اَخْبَرَهُ اَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ اَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ اِلَى الْبَحْرَيْنِ يَاْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ صَالَحَ اَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَاَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ اَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الاَنْصَارُ بِقُدُومِ اَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَتْ صَلاَةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمِ الْفَجْرَ انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَاهُمْ وَقَالَ ‏"‏ اَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ اَنَّ اَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَىْءٍ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا اَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَاَبْشِرُوا وَاَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ لاَ الْفَقْرَ اَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ اَخْشَى عَلَيْكُمْ اَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدنيا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا اَهْلَكَتْهُمْ)‏.‏رواه البخاري

(حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، – يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ – عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ)‏.‏ رواه مسلم

(حدثنا عبد الله بن منير سمع أبا النضر حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) رواه البخاري

من أثار الأنبياء والصحابة:

عن علي رضي الله عنه قال لعمارلاكيلاتحزن علىالدنيا فإن الدنيا ستة أشياء : مأكول ومشروب وملبوس ومشموم ومركوب ومنكوح ، فأحسن طعامها العسل وهو بزقة ذبابة ، وأكثر شرابها الماء ويستوي فيه جميع الحيوان ، وأفضل ملبوسها الديباج وهو نسج دودة ، وأفضل المشموم المسك وهو دم فأرة ، وأفضل المركوب الفرس وعليها يقتل الرجال،وأما المنكوح فالنساء وهو مبال في مبال ، والله إن المرأة لترين أحسنها يراد به أقبحها)

قال عيسى عليه السلام ( لا تتخذوا الدنيا فتتخذكم عبيداً , أكنزوا عند من لا يضيعه فأن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه الآفة و صاحب كنز الله لا يخاف عليه الآفة) وقيل لعيسى عليه السلام:علمنا علماً واحدا يحبنا الله عليه قال أبغضوا الدنيا يحبكم الله.

قال لقمان عليه السلام لأبنه : يا بني أن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه ناس كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الأيمان بالله و شراعها التوكل على الله لعلك تنجو وما أراك ناجياً

من أقوال العلماء الجميلة

قال الحسن : رحم الله أقواماً كانت الدنيا عندهم وديعة فأدوها الى من أئتمنهم عليها ثم راحوا خفافاً وقال أيضاً من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في دنياك فالقها في نحرة. قال سفيان : أما ترى النعم كأنها مغضوب عليها قد وضعت في غير أهلها وقال أبن الجوزي في صيد الخاطر(رأيت سبب الهموم والغموم الإعراض عن الله عز وجل والإقبال على الدنيا‏.‏ وكلما فات منها شيء وقع الغم لفواته‏.‏ فأما من رزق معرفة الله تعالى استراح لأنه يستغني بالرضا بالقضاء فمهما قدر له رضي‏.‏ وإن دعا فلم ير أثر الإجابة لم يختلج في قلبه اعتراض لأنه مملوك مدبر فتكون همته في خدمة الخالق‏.‏ ومن هذه صفته لا يؤثر جمع مال ولا مخالطة الخلق ولا الالتذاذ بالشهوات‏.‏ لأنه إما أن يكون مقصراً في المعرفة فهو مقبل على التعبد المحض يزهد في الفاني لينال الباقي‏.‏ وإما أن يكون له ذوق في المعرفة فإنه مشغول عن الكل بصاحب الكل‏ فعيشه معه كعيش محب قد خلا بحبيبه لا يريد سواه ولا يهتم بغيره‏.‏ فأما من لم يرزق هذه الأشياء فإنه لا يزال في تنغيص متكدر العيش لأن الذي يطلبه من الدنيا لا يقدر عليه فيبقى أبداً في الحسرات مع ما يفوته من الآخرة بسوء المعاملة نسأل الله عز وجل أن يستصلحنا له فإنه لا حول ولا قوة إلا به‏.‏

و قال بعضهم :- عجباً لمن يعرف ان الموت حق كيف يفرح؟ وعجبا لمن يعرف ان النار حق كيف يضحك؟ وعجبا لمن رآى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن اليها ؟ وعجبا لمن يعلم أن القدر حق كيف ينصب؟؟؟

ساعدونا في نشرها ولا تنسونا من صالح دعاءكم بارك الله فيكم
وصلني بالايميل

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.