الطريق إلى منزل الشيخ رحمه الله في حي البديعة أحد أشهر أحياء العاصمة السعودية الرياض لا يحتاج إلى خريطة لكي يستدل عليه . يكفي أن تسأل أي شخص كيف أصل إلى منزل الشيخ بن باز وتجد الجميع يعرفه والجميع يتسابق لوصفه وهذا دليل على أن منزل الشيخ بن باز كان مفتوحاً للجميع . توجهت إلى منزل الشيخ في المساء لإجراء حوار مع أولاده يتحدثون فيه عن الشيخ عبد العزيز بن باز الأب الوالد والزوج والإنسان . وفي منزله جلست في مجلس الشيخ مع أبنائه عبد الله وعبد الرحمن وأحمد وتجولنا في المنزل من المكان الذي خصصه لاستقبال النساء والآخر الذي خصص للرجال والمختصر والمكتبة . هنا كان يقرأ ، وهنا كان يملي على كاتبه فتاواه ، و هنا كان يرد على الاستفسارات ويلقي دروسه ويتحاور مع الناس ويستقبل طلاب العلم والمعرفة .
جلست في المكان الذي خرجت منه آلاف الفتاوى بصوت الشيخ والمكان الذي شهد آلافاً من المواطنين والمقيمين وفدوا إليه لسؤال الشيخ ابن باز في أمور دينهم وحياتهم .
وعلى مدى 3 ساعات استمعت إلى الابن والحفيد يتحدثون عن العالم الجليل والزاهد البسيط وطالب العلم حتى وفاته ، وتحدثوا عن الوالد ويومه وحياته وكيف أقنعه ابنه بالدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية أو العمل في التجارة في صناعة الكيماويات وكيف أقنع حفيدته بدراسة الأدب الإنجليزي .
وتجولنا في الفصل الأهم من حياة الشيخ بن باز وهو علاقته بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الأمير عبد الله بن عبد العزيز والأسرة المالكة والمسؤولين في المملكة . وهي العلاقة المميزة التي تشهد في السعودية وحدها بين ولي الأمر والعلماء علاقة وطيدة وقوية ومتصلة وممتدة من أجل خير المسلمين .
وفي الحوار تجولنا عبر سيرة ابن باز الذاتية وعلاقته بحراسه وسائقه ، ولماذا رفض البقاء في المستشفى ؟ ولماذا رفض إعداد أكلة خاصة له عندما أصيب بمشاكل طبية في المرارة من دون الذين يأكلون معه ؟ ومتى كان يبكي ويغضب ، وماذا عن أزواج بناته ومهرهن .
أمور كثيرة ناقشتها عن سماحته – رحمه الله – وفي مجلسه الذي كم من آلاف جلسوا معه فيه . كان الحوار الذي دار على جزئين مع ابنه الأكبر عبد الله (58 عاما) وعبد الرحمن ثانيا أبنائه (47 عاما) وبدأ الحوار مع ابنه عبد الرحمن وهنا تفاصيله:
* كيف كان سماحة الشيخ يبدأ يومه ؟
يوم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كان حافلاً بالنشاط ، ووقته موزع بدقة وبشكل مناسب ووقته كله يصرفه في سبيل الدعوة، وتنظيمه لوقته أعطاه فرصة لمقابلة أكبر عدد من الناس الذين يقدمون إليه سواء في المنزل أو في مقر العمل بالرئاسة لدرجة أنه كان يقوم بنشاط وجهد لا يخطر على بال .
* كم ساعة يعمل إذن ؟
16 ساعة يومياً على الأقل .
* ومتى يبدأ عمله ؟
يومه يبدأ قبل صلاة الفجر بساعة يصلي صلاة آخر الليل وبعد ذلك يبدأ في ذكر الله مع دخول الفجر ، وعند دخول الفجر كان يقوم بالاتصال بجميع الأبناء الذين يسكنون معه ويتصل بهم على تحويلاتهم التي يحفظها لإيقاظهم للصلاة كما يتصل بسائقه والحرس .. وحرصه شديد على الجميع لأدائها في أوقاتها .. يخرج من المنزل مع صلاة الفجر التي كان يؤديها في مسجد قريب من المنزل . بعد صلاة الفجر يبقى يسبح ويهلل حتى الشروق ثم يحضر إلى المنزل.
في ذلك الوقت المبكر يكون الموظفون الساعة 6 في الصيف . ويبدأ في الاطلاع على المعاملات والملفات التي تقرأ عليه في أمور الدعوة كافة حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً.
بعدها يدخل إلى مقر العائلة لتناول الإفطار الذي عادة ما يكون تمراً وكوباً من اللبن وقليلاً من الفاكهة .
* ومتى كان يتوجه إلى دار الإفتاء ومقر عمله ؟
من الساعة 9 صباحاً ويستمر حتى الساعة الثانية والنصف . قبل أن يعود إلى المنزل ومعه ضيوفه ويكون في انتظاره عدد آخر في المنزل من الذين يريدون الاستفسار منه على شيء أو الذين يجالسونه طعام الغداء . كان يتناول الغداء مع بعض الأحاديث الخفيفة حتى تأتي صلاة العصر ، التي يؤديها في مسجد اليحيا القريب أيضاً من المنزل ويلقي فيه درساً خفيفاً ويحضره طلبة العلم وغيرهم وهذا يتم طوال الأسبوع .
وبعد الانتهاء من صلاة العصر يعود للمنزل ويدخل إلى مقر العائلة حتى قبل أذان المغرب بنصف ساعة تقريباً . ومع المغرب يذهب لتأدية الصلاة في مسجد الأميرة سارة ليعود ثانية إلى المنزل في لقاء مفتوح مع الناس الذين يحضرون للاستفسار عن أي شيء . ولم يحدث أن منع الحرس ضيفاً قادماً له بناء على تعليماته . ومع صلاة العشاء يذهب إلى مسجد اليحيا ويلقي درساً ما بين الأذان والإقامة .
وبعد صلاة العشاء يعود إلى المختصر في المنزل أو المكتبة . ففي المختصر تتم استقبالاته الخاصة والعلماء . وفي المكتبة للقراءة . فهو يحب القراءة سواء في المكتبة أو السيارة ودائماً يقرأ كطالب علم صغير وكانت ذاكرته على أفضل ما يكون , ويستمر حتى الساعة 11 .
قال أبناء سماحة الشيخ بن باز الذين التقتهم "المجلة" بأن علاقته بخادم الحرمين الشريفين كانت جيدة جداً ووطيدة ومع الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ، وكان على علاقة خاصة مع الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض .
وقالوا إنها علاقة خاصة ومتينة وامتداد لعلاقة الوالد رحمه الله بالملك عبد العزيز وأبنائه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله . وكما تعلمون العلماء في المملكة يلتقون بولي الأمر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والمسؤولين للحوار في أمور البلاد والعباد والمسلمين .
وأضافوا أن والدهم رحمه الله كان حريصاً على اليوم الذي خصصه خادم الحرمين الشريفين للعلماء والمشايخ أسبوعياً.
ابن عبد الرحمن – وهو الابن الثاني للشيخ ابن باز – 47 عاماً – قال : إن اتصالاته مع خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز لا تنقطع عبر الهاتف أو المكاتبات والمراسلات شبه اليومية أو اللقاءات معه أو مع ولي العهد .
وكان والدي يرى أن العلماء عليهم واجب كبير بمساندة ولي أمر المسلمين وهم يعضدونه بالمشورة والنصيحة ، وكان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يوليه والعلماء رعاية خاصة وكبيرة ويستمع إلى رأيهم في كل ما يتعلق بالجوانب الدينية والشرعية ،ولمسنا كأولاد للوالد رحمه الله أن هذه العلاقة وطيدة وقوية جداً ومتصلة بالعديد من الوسائل وكان هذا محل تقدير وثناء والدنا واعتزازه بهذه العلاقة .
هل كان يستمع إلى الأخبار ؟
عند الساعة 11 يومياً يدخل عند العائلة يستمع إلى نشرة الأخبار من الراديو ثم يخلد للنوم حتى قبل الفجر بساعة لينهض ثانية .
* هل كانت له نصائح خاصة يلقيها عليك أو إلى أي من أبنائه وبناته ؟
كان كثير النصيحة لنا مثل كل الذين يقابلونه ، وتنصب على الجانب الديني ويركز على الاهتمام بالصلاة وطلب العلم للعلم.
الدراسة في أمريكا
* عندما دخلت المعهد العلمي كانت لدى الشيخ رغبة في أن تكمل دراساتك في العلوم الشرعية لكنك خالفته ودرست في أمريكا . كيف تم ذلك ؟
صحيح بدأت دراسات العلوم الشرعية من خلال المعهد الديني التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ومع المرحلة الجامعية اتجهت لدراسة العلاقات الدولية وأكملت دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية .
* كيف أقنعته بتغيير مسارك الدراسي ؟
كان متأثراً لهذا الأمر والحقيقة لم يكن إقناعاً بل وضعته أمام الأمر الواقع ، ويمكن القول أنه كان أشبه بفرض واقع الحال عليه .
لم أبلغه بنيتي في الدراسة في الخارج بل راسلت الجامعات الأمريكية وعندما حصلت على الموافقة والقبول جئت إليه عارضاً الأمر ، وتأثر في البداية وأمام إلحاحي وإصراري وافق ، ولم يوافق إلا لشيء واحد هو ألا أنقطع عن العلم وقال لي : أفضل أن تعلم العلوم الشرعية ولا مانع من تعلم العلوم الأخرى ، المهم العلم للعلم لتنفع نفسك وموقعك .
علاقته بأبنائه
* كيف كانت علاقة الشيخ بأبنائه وبناته وأحفاده ؟
علاقة مثالية تتجسد فيها شخصية الرجل المسلم الحق الذي يخشى الله في كل أموره وتصرفاته، واهتمامه بالأسرة وأفرادها كان اهتماماً كبيراً ، كان يخصص يوماً في الأسبوع للعائلة يجتمع بهم ويلتقي بهم وأحفاده حتى أبناء العم ويحضر أبناؤه الأربعة وبناته الست وأحفاده . بالنسبة إلى الذكور يجتمعون في المكان المخصص للذكور وللنساء في المكان والموعد المخصص للنساء . وكانت جلسته تبدأ بقراءة القرآن من أبنائه أو أحفاده ثم يعقب ذلك شرح لهم في النص القرآني ثم نصائح عامة ويتحدث معهم في أحاديث عامة أو مشاكل خاصة عائلية أسرية حتى تنتهي مع الأبناء والأحفاد .
الأمر نفسه بالنسبة إلى البنات اللواتي يجتمع معهن ليلة أخرى في اجتماع عادة ينتهي الساعة 11 . وهذا نسميه اللقاء الرسمي .
* هل كن يدرسن العلوم الشرعية ؟
كان حريصا على دراستهن العلوم الشرعية ، لكن إحدى حفيداته تخرجت من جامعة الملك سعود في الأدب الإنجليزي وأخرى من جامعة الملك عبد العزيز في الأدب .
الحمد لله تربينا في بيت علم ودين ، والأساس الدراسات الشرعية لكن العلم مفتوح أمام الجميع في مناهجه المختلفة .
* متى كان يبكي ؟
الوالد كان رقيق الدمعة وعواطفه جياشة أمام القصص الحزينة والقصص التراثية ، وإذا قرأ السيرة النبوية ومرت حادثة ما نجده يبكي وغيرها من القصص التي كانت تبكيه . رأيته يبكي أثناء القراءة عن غزوة تبوك والذين تخلفوا عنهم ، وقصة عائشة كانت تدمع عينيه ، وعندما يتذكر الشيخ محمد بن إبراهيم كان يبكي لأنه درس على يديه أطول فترة وكان له فضل كبير عليه شيء يتصل به أو يحضر ليجد فرصة لسؤاله أو شرح ما لديه من موضوع دائماً كان مرحباً.
عرف الوالد بين الناس وبيننا بالحلم والخصال الطيبة . العلم والصبر والتواضع في معادلة جعلت الناس تحبه . لكنه كبشر وإنسان يغضب وكان ذلك عندما تنتهك الحرمات يغضب غضباً شديداً ، وعندما يسمع أن هناك ظلماً وقع على شخص, عندما يجد مشكلة كبيرة تمس أحد الناس ولا تتخذ فيها خطوة للحل .
وأحيانا كانت تمر السنة أوال سنتان ولا نجده يغضب . لم أره يغضب على العاملين معه ولم أره يغضب على أبنائه أو أحد في العائلة .
* كيف كان ينظر لتعليم بناته ؟
الحمد لله كل بنات الشيخ وحفيداته حصلن على التعليم الكافي وبعضهن تجاوز المرحلة الجامعية وكان حريصاً على تعليمهن .
* كم متوسط من كان يقابلهم يومياً ؟
يختلف الأمر من وقت لآخر سواء في الرئاسة حيث مكتبه أ, المنزل الذي كان يستقبل فيه أعداداً كبيرة من الناس يومياً ، وكان العدد يتضاعف في شهر رمضان المبارك أو في فترة الحج بخلاف من كانوا ينتظرونه في المسجد إضافة إلى الذين يسألونه على الهاتف .
* يقولون أن رنين الهاتف لم يكن ينقطع في منزله ؟
صحيح كان أحياناً يرد على الهاتف وفي انتظاره هاتف آخر . وكانت المكالمات ترد إليه من شخصيات من الدول الخليجية وغيرها ولا ينزعج من الهاتف أبدا ً.
* هل كان تأتيه سيدات إلى مجلس النساء ؟
غالباً النساء كن يستفسرن عبر الهاتف أما من لديهن مشاكل فكن يقدمن إلى المنزل ، ويرد على استفساراهن ويخصص لهن مكاناً آخر ، وكانت أغلب استفساراتهن عن مشاكل تتعلق بالحياة الزوجية والإرث والرضاعة والطلاق ، وكان عندما تحضر النساء يخصص لهن وقتاً قبل الرجال ، أو يدخلن إلى العائلة ويقابلهن في مقرهن .
ابن باز وحرب الخليج
* حرب الخليج كانت حادثاً مهماً . كيف مرت على الشيخ تلك الأيام ؟
مما لا شك فيه أنها كانت فترة حرجة وصعبة على كل من عايشها في المملكة ، وفي دول الخليج والدول العربية والعالم حولنا . وأصيب الناس باضطراب كبير لأنها كانت فتنة كبيرة وكان الجميع يرى كيف يتم التغلب على هذه المشكلة . كان للوالد رأي في الأمر أنه ظلم واضح وواقع ولا بد من رفع هذا الظلم ، ولا بد من رفع الظلم على من وقع عليه ، وأن العراق تجنى وظلم الكويت وحكومته وأبناءها وخرج كثير من أبناء الكويت .
وبالنسبة إلى رفع الظلم كان واضحاً بشأن جيوش الحلفاء والدول العربية بأنه يجب أمام الظلم الذي وقع على حكومة وشعب الكويت على المسلمين رفع هذا الظلم بناء على الأحاديث الواردة في ذلك .
وكان كل من يستفتيه ، حتى الذين جاءوه من الجيش ومن القطاعات العسكرية حول الوضع كان يفتي لهم أنه لا بأس من الدخول في الحرب لرفع الظلم لأنهم معتدون .
ما بين الرياض والطائف
* كان الشيخ يقيم فترة في الرياض وفترة في الطائف . ما السبب ؟
مقره الدائم الرياض وعمله دائماً فيها . وفي فترة الحج يذهب إلى مكة المكرمة لمتابعة أعمال الحج والمشاركة في توعية الحجاج وهذا أمر اعتاده ، ومع انتهاء الحج يذهب إلى الطائف وهي عادة منذ فترة عندما كانت الحكومة تنتقل إلى الطائف وهو يرتاح للطائف حيث قربها من مكة ومع نهاية الصيف يعود إلى الرياض .
* كم مرة حج الوالد ؟
60 مرة .
* هل تدخل الوالد في زواج أبنائه وأنت شخصياً ؟
الوالد كان فقط يوجه ولا يتدخل ولا يفرض رأياً ونقف عند نصيحته ونشاوره في الكبيرة والصغيرة ، وهو كان يقدر الاستشارة وغالباً ما كان يقول لنا أنني سأستخير الله ثم يقرر بعد ذلك ، وبإذن الله لم يستخر الله في شيء إلا وكان فيه الخير .
زواج بناته
* هل تدخل في تزويج بناته أو كانت له اشتراطات معينة ؟
مثلما قلت لك هذه الأمور مهمة ولم تكن له شروط مادية إطلاقاً ولا ينظر لها ، حتى المهور أعادها لأزواج بناته ، يهمه الزوج الصالح في دينه وعقيدته ومسلكه وتصرفاته وهو مثالي في هذا الأمر .
* ماذا عن دروس الشيخ لطلاب العلم ؟
دروسه لطلاب العلم كانت 4 أيام في الأسبوع يقرؤون فيه مطولات الكتب في جامع الإمام تركي فجر الأحد والاثنين والأربعاء والخميس ، ويصلي الفجر معهم حتى موعد الدراسة وهناك مكاتبات كثيرة تأتيه إلى البيت ويرد عليها .
* كم نسبة المراسلات الخارجية التي كانت ترد إلى الشيخ ابن باز؟
أكثر من 40 في المائة من مراسلاته .
وصية ابن باز
* هل من وصية معينة أوصى بها ؟
هناك وصية عامة بنشر مؤلفاته وخاصة أن له حواشي وتعليقات على فتح الباري أوصى ابنه الشيخ أحمد بإخراجها في كتيب .
كما أوصى بنقل مكتبته إلى مكة حيث أن هناك مكتبة كبيرة تبنى ، وفي المكتبة كتب كثيرة ومليئة بتعليقات للشيخ ابن باز ، كما تضم مخطوطات نادرة أوقفها لوجه الله ولخدمة طلبة العلم .
* هل كان يسافر بالطائرة أم بالسيارة إلى مناطق المملكة ؟
المسافات الطويلة بالطائرة أما القريبة فيفضل السيارة وعادة يصطحب عدداً من مرافقيه ومساعديه .
* هل سافر خارج المملكة ؟
لم يسافر خارج المملكة في حياته .. سافر إلى مدن داخل المملكة فقط مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف وجدة في السنوات الأخيرة ، أما قبل ذلك فسافر إلى المنطقة الشرقية والأحساء .
* هل من أحفاده من أخذ من الشيخ الكثير؟
الحقيقة أحفاده ما زالوا صغاراً في السن أما شقيقي الشيخ أحمد وهو الابن الثالث له ، فدرس العلوم الشرعية وتخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وحالياً يستعد لتحضير الدراسات العليا والدكتوراه في الشريعة .
الابن الأكبر
عبد الله بن عبد العزيز بن باز الابن الأكبر لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يتحدث عن والده وحياته معه خاصة وأنه رافقه منذ أن كان قاضياً في منطقة الخرج يقول : عملت مع والدي ورافقته في المدينة المنورة ، وكانت فترة مهمة لي في هذا الوقت المبكر من العمر تعلمت منه الكثير واستمعت إلى نصائحه التي كانت تصب في الاهتمام بالأمور الدينية والشرعية .
* في المدينة المنورة شاهدت الوالد مع الآلاف من طلاب العلم في الجامعة الإسلامية ، ما الذي تذكره خاصة وأنك رافقت الوالد 58 عاماً ؟
كثير من الطلاب ينتمون إلى جنسيات أوروبية وأفريقية وأمريكية وعربية ، اهتمامه الأكبر كان بأمور الطلاب والتماس حاجتهم المادية والعلمية وكان يسعى لتقديم مساعدات لهم من كتب أو توفير سكن بشكل منتظم حتى يتم تخرجهم ليواصلوا الدعوة إلى الله في بلادهم ، ولا تقف مسا عدته لهم على التخرج بل تمتد إلى انتقالهم إلى بلادهم لكي يستطيعوا مواصلة مسيرة الدعوة .
* كيف كان ينظر إلى الدراسات الجامعية الأخرى كالطب والهندسة مثلاً ؟
يرى أن الدراسة مهمة ويجب أن يكون هناك المهندس المسلم والطبيب المسلم وكل التخصصات العلمية ، وأن العلوم ليست مقتصرة على العلوم الشرعية فقط ، الدولة بحاجة إلى كل التخصصات والمهن والحرف .
* كيف ينظر إلى سعادة الإنسان ؟
دائماً يقول : إذا رزق الإنسان حلماً وعلماً نافعاً له ولمن حوله فهو سعيد وكذلك التسامح في التعامل مع الناس في البيع والشراء .
* كثيراً ما نسمع عن مساعدات المادية الإنسانية ؟
غالباً المساعدات كانت تأتي له من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وولي عهده الأمير عبد الله بن عبد العزيز وأصحاب السمو الأمراء وأهل الخير وكان يقوم بتوزيعها ويستفيد منها الكثير من المحتاجين .
* هل كان يتحرى عن المحتاجين الذين يطلبون منه المساعدة ؟
الزمن والعالم تغير كثيراً فكان يتحرى عن أي طلب يقدم له عن طريق القاضي والشهود وعن عائلة طالب المساعدة لكي تصرف الأموال في طريقها الصحيح ، ويرتب تقدير المساعدة حسب حاجة العائلة وأفرادها .
* عندما قامت حرب الخليج هل ترك الرياض ؟
عندما حدثت الحرب رفض مغادرة الرياض رغم أن بعض أبناء العائلة ذهبوا إلى خارجها وبقي في هذا البيت الذي يقع في الشارع الذي أصبح يحمل اسمه .
* ما هو آخر شيء قاله لك ؟
لم يقل شيئاً محدداً لكن قبل الوفاة بليلة واحدة قال : لم أستفد من المستشفى وبقائي ليس له لزوم .
* هل كان يفضل أكلة معينة ؟
ليس له أكلة معينة يأكل مع ضيوفه ، 60 عاماً يأكل مع الناس حتى عندما أبلغه الأطباء بمشاكل صحية في "المرارة" طلب تقليل الدهن في الأكل ورفض أن يكون له إناء لحاله غير ما يأكل منه الناس .
المجلة : صفر 1420هـ
وبارك الله فيك
ورحم الله شيخنا الجليل
ورحم الله شيخنا الجليل
تقبل الله منا ومنكى صالح الاعمال