وظهر القاضى على منصته الضخمه وامر الحاجب بالنداء على القضيه الاولى
فنادى الحاجب على امراُه باسمها فوقفت امام القاضى
قال لها القاضى ما هى مشكلتك فاجابت المرُاه الطلاق
قال القاضى ما اسباب الطلاق انه ابغض الحلال عند الله يا ابنتى
قالت المرُاه فى الفتره الاخيره احسست بتغيير فى سلوك زوجى وهذا لم يحدث الا بعد زياره زوجى لجارنا المريض فان زوجى دكتور فقد اتت زوجه جارنا واخذته للكشف عليه حيث انه يعانى من المرض ولما عاد زوجى من عنده احسست بتغيير فقد اعتاد عندما يدخل المنزل ان يلعب مع الاولاد ولكنه اخذ ركن بعيد وجلس وحيداً حتى انه لم يعيرنى اى انتباه وظل عده ايام على هذا الحال ثم بدا يغيب عن المنزل ايام متعدده متقطعه واذا عاد الى المنزل شغل نفسه باى شىء حتى يكون بعيدا عنا وبدا الشك يدب فى قلبى ويذداد ويهيىء الشيطان لى اشياء ماذا لزوجى العطوف الحنين وكانه نسمه جميله
تملاُ فراغ هذا البيت ولكن ما جعل الشك يقين انه لم يقربنى من عده شهور
وساُلته عده مرات ما بك فيرد باُدب جم لا شىء فقلت لنفسى احاول ان الاطفه لاسرى عنه وحين حاولت لمسه انتفض وكاُن ثعبان قد لدغه وسمه
سرى فى جميع جسدهوفى هذه اللحظه فقط امتلات عينى بالدموع وتيقنت
ان هناك امراه اخرى قد استولت عليه وكان يزعجنى ان هذا حدث فى يوم اخذته جارتنا ليكشف على زوجها وشككت انها من غير احواله
فاَثرت ان اعطيه حريته بارادتى حتى يرتاح قلبى ولن يرتاح
هذه قصتى والحكم العادل لكم
قال القاضى اين الزوج فنده الحاجب على الزوج ووقف الزوج امام القاضى
قال القاضى للزوج ما رايك فيما نسبته اليك زوجتك
قال الزوج هى لم تقل الا الحقيقه فنظر اليه القاضى فوجد رجلاً مكسوراً
وكاَُن امراض الدنيا قد اجتمعت فى جسده فاشفق عليه القاضى وساله
الا تدافع عن نفسك قال الدكتور وهل انكر الحقيقه
وهم القاضى ان ينطق بالحكم واذا رجلاً يدخل الى القاعه ويستاذن القاضى
فى الكلام قبل ان ينطق الحكم وهذا مخالف ولكن فضول القاضى لمعرفه
قصه الزوج جعله يوافق او انها مشيئه الله لتظهر الحقيقه
قال القاضى للشاهد ما اسمك فرد الشاهد دكتور فلان
قال القاضى هات ما عندك
قال الشاهد فى هذا اليوم المشئوم الذى ذهب فيه الدكتور ليعلج جاره
حدث ان جاره يحمل ميكروب معدى وخطير وسريع الانتقال فلبس الدكتور
الجوانتى قبل الكشف عليه ثم اخرج من حقيبته حقنه واعطاها للمريض
وخلع الحقنه وفى هذا التوقيت وبسلامه نيه اتت الزوجه بكوب عصير للدكتور
ووقفت خلفه لتعطيه العصير وهو يلف والحقنه الفارغه فى يده فاصطدم
بيد الزوجه فوقع العصير وفى محاوله من الدكتور لانقاذ الكوب غرزت الحقنه
الفارغه فى يده فاخرجها الدكتور ولكن اعصابه قد تحطمت وهبطت معنوياته
فعاد الى البيت وهو حريص الا يلمسه احد او يقبل اولاده خوفا عليهم من انتقال المرض اليهم واعتزل الزوجه خوفاً عليها فانه يحبها حبا جما
وكان ياُخذ نبطشيات الزملاء ويبيت فى المستشفى حتى يكون بعيدا عنهم
وفى نفس الوقت مواظب على علاج نفسه ليخرج من هذا الوضع المؤقت
وتقبل وصفه بالخائن ولم يعقب وهذا لمصلحه زوجته واولاده
اندفعت الزوجه من بين الصفوف حتى وصلت الى زوجها وانحنت على
يديه تقبلها وتتطلب منه ان يسامحها فهى لا تعلم
وقالت تحت قدميك يا زوجى الحبيب حتى يتم الله شفائك
رفعت الجلسه
وقصة معبرة عبرتها تجلت في نهايتها
بوركت لنقلك هذه الواقعة
دائما رايك صائب
وجزاك الله خيرا لمرورك
ماذا تنتظرين من الزوجه والام
نبع الحنان الفياض على الزوج والاولاد
ولكن ما يقتل المراه خيانه زوجها
ولكنه برىء
فماذا كان شعورها نبع منهمر من الدموع
لانها لم تثق فى زوجها
اللهم احفظكم من كل سؤ
واحفظ زوجتى نبع حنانى المستمر فى العطاء امين
يجب أن يمتهن القضاة بعد التقاعد مهمة القاصّ لينقل للناس الحكم والعبر
كان الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله قاضيا لسنوات طويلة وقد روى من القصص العجب العجاب
مشكور أخي على روايتك هذه الواقعة