نقل موفق
حديث الرب إلى العبد ..!! لفضيلة الشيخ/ محمد المحيسني
هو حديث السماء إلى الأرض ، وحديث المحيط علماً بكل شيء إلى من لم يؤت من العلم إلا قليلا ً، وهو حديث القوي إلى الضعيف ، وحديث الجليل إلى الحقير ، والغني إلى الفقير ، وهو كلام القوي إلى الضعيف ، والباقي إلى الفاني.. يقول سبحانه في الحديث القدسي :"أنا مع عبدي إذا ذكرني ،إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ".
الله سبحانه الأجل من كل جليل ، والأعظم من كل عظيم ، ومالك الكثير والقليل ، والمتصرف في كل حقير وجليل ، ملك الملوك والمتفضل على كل غني وصعلوك ، واهب الخير وخالق الشر ، الضار النافع ، المحيي المميت ، القوي العزيز ، الجبار المتكبر … يكلمك أيها العبد ويناديك ، ويذكرك ، ويمنحك الثواب الجزيل والعطاء الوفير إن استجبت له ، وأصغيت إليه ، أو تحدثت إليه .
أنت أيها العبد الضعيف الحقير .. ربك يدعوك إليه ، ويأنس بحديثك ومناجاتك وشكواك ، وكلما أكثرت من الإصغاء إليه زادك تكريما ورفعة ، فأي تكريم علوي جليل تحظى به وأنت في رحابه ، وأي مكرمة تنالها وأنت تتلو آياته أو تستمع إليها ، فالقرآن الكريم هو حديثه تعالى إلى عباده .
لماذا يدعونا ربنا ونحن نفر منه ، ألأننا عصاة نخشى المثول بين يديه ؟
أم لأننا متكبرون نأنف من الوقوف أمامه ؟
إن تكن الأولى فهو الحليم الكريم الرحيم وهو يفرح بعودة عبده إليه ، وان تكن الأخرى فما أسخف عقولنا وما أسفه أحلامنا ، إذ أننا سنقف بين يديه في كل الأحوال مرغمين، شئنا أم أبينا ، إنما الفارق يكمن في طريقة المثول بين يديه فقط ..
فلنعد إليه ولنستمع قوله فهو يدعونا ويفرح بالحديث إلينا ويمنح العطاء الجزيل بغير حساب ..
هو سبحانه يقول : " أدعوني استجب لكم ". وهو سبحانه يقول : " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ".
وهو سبحانه يقول : "أقم الصلاة لذكري ".
ويقول : "واذكر ربك إذا نسيت "
ويقول : "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ".
ويقول : "ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".
فلنقرأ شيئا من القرآن كورد يومي مهما قل ، ولنحرص على أن نعيش مع حديث ربنا جل في علاه ، ولتتذوق طعم السعادة والأنس بالتحدث إليه جل جلاله ، والعمل ما استطعنا لنيل رضاه ، ولنشعر بمقدار ما نحظى به من تكريم وأمن واطمئنان ..
اسعد يا عبدالله بالقرب من ملك الملوك … ثم حاول أن تنفذ ما يقول قدر ما تستطيع، واطلب منه العون ، واجعله سلوكا حياتيا مع أهلك ، وفي تعاملك مع الناس والأشياء من حولك ، وحينها ستحظى بنعيمٍ لا يوصف، فأنت في كنف المالك المتصرف ، القائل " وأنا معه إذا ذكرني ".
كن من أولئك الذين قال عنهم :" إنما يستجيب الذين يسمعون " ولا تكن ممن قال عنهم سبحانه:"والموتى يبعثهم الله". فلا يدركون الحقيقة إلا يوم البعث، وصدق الحق حين قال:" فبأي حديث بعده يؤمنون ".
نسأله تعالى أن يذيقنا حسن التدبّر لحديثه، وحلاوة مناجاته، والأنس بكلامه، والقرب منه .. آمين اللهم آمين .
وقلت لك لا مانع من وضع الرابط طالما انه غير مخالف
ولكن عليك الالتزام بالقواعد وما تم تنبيهك عليه سابقا مني ومن السهى
التزمي بوضع المقال هنا