الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
قال: فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده
رواه البخاري
فوجب علنا اتباع السلف الصالحين من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم
من الذين آمنوا بوجوب هذه المحبة حكماً وقاموا بمقتضاها اعتقادا وقولا وعملا
فأحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فوق محبة النفس والولد والأهل
وجميع الخلق امتثالا لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
و المحبة تقتضي حسن التأسي به، وتحقيق الإقتداء بسنته وأخلاقه وآدابه ونوافله
وتطوعاته، وأكله وشربه ولباسه وحسن معاشرته لأزواجه وغيرذلك من آدابه الكاملة وأخلاقه الطاهرة
و للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حقوق على أمته كثيرة
وهي حقوق يجب على كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية معرفتها والعمل بها وتطبيقها قولاً وعملاً
ومن هذه الحقوق :
1-
الإيمان به صلى الله عليه وسلم :فالإيمان به صلى الله عليه وسلم من أركان الإيمان
التي يجب على المسلم الإيمان بها
ومن هذه الأركان الإيمان بالرسل ، وهو صلى الله عليه وسلم رسول من أولئك الرسل عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم
وقال تعالى :
[
( الأعراف 158)
وقد أخبر بوجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم :
(
البخاري ومسلم .
ومن الإيمان به صلى الله عليه وسلم التصديق الجازم بالقلب
واللسان الذي لاشك فيه بأن رسالته ونبوته هي حق من عند الله تعالى ،
والعمل بمقتضى ذلك
2-
محبته صلى الله عليه وسلم : فقال تعالى :
(
وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله
فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين )
التوبة 24 .
وقال صلى الله عليه وسلم :
(
البخاري .
فمن محبته صلى الله عليه وسلم طاعته وتصديق ماأخبر عنه وتوقيره
وتعظيمه عند ذكره صلوات الله وسلامه عليه ماتعاقب الليل والنهار
3-
طاعته صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره :قال تعالى :
[ ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولاتبطلوا أعمالكم ]
( محمد 33)
قال صلى الله عليه وسلم:
(( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يارسول الله ومن يأبى قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى))
البخاري
ومما يدل على عظم شأن طاعته صلى الله عليه وسلم
أن الله جلت قدرته قد قرن طاعته سبحانه بطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم
فقال تعالى :
[ من يطع الرسول فقد أطاع الله ]
( النساء 80) .
قال صلى الله عليه وسلم :
(( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ))
[ في الصحيحين ] .
فمن طاعته صلى الله عليه وسلم التمسك بسنته وما أمر به واجتناب ما نهى عنه والابتعاد عنه
والاهتداء بهديه والالتزام بنظافة الثوب والبدن وتحري الصدق في الأقوال والأفعال
وطلب الحلال في المأكل والمشرب والملبس والنكاح واجتناب الحرام في ذلك .
وغير ذلك من الأمور التي ينبغي على المسلم متابعتها والعمل بها
مما أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب ما نهى عنه من أعمال وأفعال
قال تعالى :
[ وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ]
( الحشر 7)
وقال صلى الله عليه وسلم :
(( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عنه فانتهوا ))
مسلم .
4- اتباعه صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى :
[ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ]
( آل عمران )
فلا بد للمسلم من اتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم واقتفاء آثره
والعمل بما جاء به من قول وفعل للوصول إلى محبة الله ورضوانه ومغفرة الذنوب
ومن اتباعه صلى الله عليه وسلم عدم الابتداع في دين الله عز وجل
بل يعمل على إزالة كل بدعة في الدين ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا .
ويجب على المسلم رد كل قول لقوله صلى الله عليه وسلم وترك كل تشريع لشرعه
والإعراض عن كل ما خالف هديه صلى الله عليه وسلم في القول والعمل والاعتقاد .
والأخذ بكل ما صح عنه وثبت نسبته إليه فهو عليه الصلاة والسلام أعلم الناس بربه تعالى
وأخشاهم وأتقاهم له فيجب التمسك بما جاء به واتباع ذلك بلا تردد ولا شك لأنه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى وإنما علمه ربه عز وجل .
فالواجب على المؤمن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والسلوك فهذا هو طريق النجاة يوم القيامة
بإذن الله تبارك وتعالى ومن خالف ذلك فسيلقي به إلى النار والعياذ بالله .
5-
الاقتداء به صلى الله عليه وسلم :[ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ]
( الأحزاب21 )
أي أن لكم فيه صلى الله عليه وسلم قدوة صالحة في أفعاله وأقواله فاقتدوا به
فمن اقتدى به صلى الله عليه وسلم وتأس به سلك الطريق الموصل إلى كرامة الله وهو الصراط المستقيم فهو عليه الصلاة والسلام
الأسوة الحسنة التي يوفق للإقتداء بها من كان يرجو الله واليوم الآخر لما معه من الإيجار والخوف من الجبار سبحانه ،
ولما يرجو من ثواب ربه ، وما يخشاه من عقابه وعذابه ، فكل ذلك حاث وحافز
ودافع للإقتداء به صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله
6- توقيره عليه الصلاة والسلام وتعظيم شأنه:
توقيره من آكد حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته
قال تعالى :
[ إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً ]
( الفتح8 ) .
فيجب توقيره عليه الصلاة والسلام وإجلاله وتعظيمه كما ينبغي له ذلك على ألا يُرفع إلى مقام العبودية
فإن ذلك محرم لا يجوز ولا ينبغي إلا لله عز وجل.
ومن توقيره عليه الصلاة والسلام تعظيم شأنه احتراماً وإكباراً لكل ما يتعلق به من اسمه وحديثه وسنته وشريعته
وآل بيته وصحابته رضوان الله عليهم وكل ما اتصل به عليه الصلاة والسلام من قريب أو بعيد .
فيُرفع من قدره صلى الله عليه وسلم حتى لا يساويه ولا يدانيه أحد من الناس .
ومن تعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم عدم ندائه باسمه مجرداً فلا يقال :
(( يا محمد )) ، بل يقال : (( يانبي الله )) ، (( يا رسول الله ))
قال تعالى :
[ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ]
( النور63 ) .
لأن ذلك من سوء الأدب معه صلى الله عليه وسلم وهناك مظاهر
لتعظيمه صلى الله عليه وسلم من حيث حديثه ، وآثاره .
فمن تعظيمه صلى الله عليه وسلم تعظيم حديثه فيحترم كلامه عليه الصلاة والسلام
7- وجوب النصح له صلى الله عليه وسلم :
والنصح معناه : أن الشخص يحب لأخيه الخير ويدعوه إليه ويبينه له ويرغبه فيه
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة وقد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعض صحابته على النصح لكل مسلم وهي من حقوق المسلمين فيما بينهم
قال ابن رجب :
{ وأما النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته
وبذل المال إذا أراده والمسارعة إلى محبته ، وأما بعد موته ، فالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه وآدابه وتعظيم أمره
ولزوم القيام به وشدة الغضب والإعراض عمن يدين بخلاف سنته والغضب على من صنعها لأثرة دنيا وإن كان متديناً بها ،
وحب من كان منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام والتشبه به في زيه ولباسه .
والإيمان به وبما جاء به ، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه ….. ونحو ذلك } انتهى .
8- محبة أهل بيته وصحابته صلى الله عليه وسلم :
إن محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومحبة أصحابه رضي الله عنهم،
كل ذلك من محبته صلى الله عليه وسلم وهي محبة واجبة ، فمن أبغض أحداً من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
أو أحداً من صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فقد أبغض النبي صلى الله عليه وسلم لأن محبته مقرونة بمحبتهم .
9- الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم :
ومن حقه على أمته أن يصلوا عليه كلما ذكر عليه الصلاة والسلام ،
قال تعالى :
[ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ]
( الأحزاب 56 ) .
فالصلاة والسلام عليه واجبة على كل مؤمن ومؤمنة لما في ذلك من الأجر العظيم من الله جل وعلا
ولما في ذلك أيضاً من طاعة لله تعالى عندما أمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه
إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واجب ديني،إذ إتباعه إتباع لشرع الله عز وجل ،
وطاعته طاعة لله عز وجل، ومعصيته معصية لله عز وجل .
وكل من أراد أن يحكم في شئ من أمر الدين غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه يكون بذلك مخالفا لشرع الله تعالى .
لأن ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كان كافيا وكاملا يدخل في كل حق ،
فالواجب كمال التسليم للرسول صلى الله عليه وسلم والانقياد لأمره
وتلقي خبره بالقبول والتصديق مادام الخبر صحيحا موثوقا به .
وان لانعارضه بخيال باطل ،أو نحمله شبهة ،أو شكا أو نقدم عليه آراء الرجال،
وأن لايوقف بعضنا تنفيذ أمره وتصديق خبره حتى يعرضه على قول شيخه وإمامه،
فإن أذن له نفذه وقبل خبره وإلا فلا .
بل الواجب هو أن يجعل ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو الحق الذي يجب إتباعه والانقياد له ،
"شرح العقيدة الطحاوية " ص.73-74.
قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
سورة الحجرات (1)
جزاك الله خيرا ثمال
وأثابك المولى كل خير على هذا الموضوع المميز
وبارك الله فيك
في ميزان حسناتك باذن الله
نقل الإمام البيهقي في شُعبِ الإيمان عن الحَليمي أنه قال :
معلوم أن حقوق رسول الله صلى الله عليه أجل وأعظم وأكرم وألزم لنا وأوجب علينا من الآباء على أولادهم ؛ لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة ، وعصم به لنا أرواحَنا وأبدانَنا وأعراضَنا وأموالَنا وأهلينا وأولادَنا في العاجلة وهدانا به ، كما إذا أطعناه أدّانا إلى جنات النعيم ، فأية نعمةٍ توازي هذه النعم ؟ وأية مِنّةٍ تُداني هذه المِنن ؟
ثم إنه جل ثناؤه ألزمنا طاعتَه ، وتوعدنا على معصيته بالنار ، ووعدنا بأتباعه الجنة .
فأيُّ رُتبةٍ تضاهي هذه الرتبة ؟ وأيةُ درجةٍ تساوي في العلى هذه الدرجة ؟
فحقٌّ علينا إذا أن نحبَّه ونجلَّه ونعظِّمَه ونَهيبه أكثر من إجلال كلِّ عبدٍ سيدَه ، وكلِّ ولدٍ والدَه ، وبمثل هذا نطق الكتاب ، ووردت أوامر الله جل ثناؤه . قال الله عز وجل ( فَالَّذِينَ آمَنُواْبِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
فأخبر أن الفلاح إنما يكون لمن جمع إلى الإيمان به تعزيرَه ، ولا خلاف في أن التعزير ههنا التعظيم . وقال تعالى ( لِتُؤْمِنُوابِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ )
فأبان أن حقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته أن يكون معزراً موقّراً مهيباً ، ولا يعامل بالاسترسال والمباسطة كما يعامل الأكْفَاء بعضُهم بعضا . قال الله عز وجل ( لاتَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا )
{ وأما النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته
وبذل المال إذا أراده والمسارعة إلى محبته ، وأما بعد موته ، فالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه وآدابه وتعظيم أمره
ولزوم القيام به وشدة الغضب والإعراض عمن يدين بخلاف سنته والغضب على من صنعها لأثرة دنيا وإن كان متديناً بها ،
وحب من كان منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام والتشبه به في زيه ولباسه .
والإيمان به وبما جاء به ، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه ….. ونحو ذلك } انتهى .
اللهم اجعلنا من هؤلاء
تبارك الله
موضوع رائع ثمال الحبيبة ()
بوركتِ..
ولا حرمنا الله عطاءك
مع إطلالتك ومع إضافتك الرائعة
ربي يسعدك في الدارين
يارب