فمن خواص الموسيقى : أنها تلهي القلب وتصده عن فهم القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، فإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن إتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغي، وينهى عن إتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كله، ويحسنه، ويهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها، ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح. أدلة التحريم من القرآن الكريم: 1. قوله تعالى: {من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين} سورة لقمان: (6) _ قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). 2. وقال تعالى: { واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } سورة الإسراء: (64)_ جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية، و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو. وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه" 3. قال الله عز وجل: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} الفرقان:(72) وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى{والذين لا يشهدون الزور} قال: لا يسمعون الغناء. أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة: 1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير والخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون:ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) قرن الرسول صلى الله عليه وسلم المعازف مع ما تم حرمته مثل الزنا والخمر والحرير، أي لو لم تكن المعازف محرمة لما قرنها مع هذه المحرمات(الزنا..) 2. وقال صلى الله عليه و سلم:((صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة )) 3. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف )). 4. قال صلى الله عليه وسلم:(( إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر ))_ الكوبة : هي الطبل . 5. وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال:(( سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا )) *** ختاما أتمنى أن اكون قد أفدتك .
جزاكي ربي خيراً بما كتبتي
أسكنكي ربي و إيانا جنان الفردوس الأعلى
أسكنكي ربي و إيانا جنان الفردوس الأعلى
أسأله تعالى أن يطهر أنفسنا منك شيء يشوبها اللهم آمين يا رب العالمين
فمن خواص الموسيقى : أنها تلهي القلب وتصده عن فهم القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، فإن الغناء
والقرآن لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن إتباع الهوى، ويأمر
بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغي، وينهى عن إتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بضد
ذلك كله، ويحسنه، ويهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها، ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل
قبيح، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح.
بارك الله فيكِ ونفع بك ..