(أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )
عشت في الدنيا أميراً
كل أمر لي مطاع !
منزلٌ …
أهلٌ …
وصحبٌ …
والملاهي لي تُباع !
زمرة قدسيّة …
لي تصون من الضياع !
كم عبثنا …
كم ضحكنا …
كم لعبنا بالشموع !
كم هدمنا …
كم بنينا …
من تراكيب القلاع !
كلّ حلوىً ذقتها …
وجرَيْت مسروراً بها …
ما عدا حلوى الدموع !
.
.
كم كنتُ اسمع شيخنا …
يحكي لنا …
عن طعم هاتيك الدموع !
عن ما تسببه لنا …
من حين تبدأ بالشروع !
فذهبت متجهاً لـ بابا …
بابا …
بابا …
هلاّ شريتَ لي الدموع !!!
دمعاً ولكن …
لا كأمثال الدموع …
إنّي اشتهيتُ مذاقها … !
إنها حلوى الدموع !!!
إنّي سمعتُ الشيخ يحكي …
عن طعم هاتيك الدموع !
عن ما تسببه لنا …
من حين تبدأ بالشروع !
فتبسّم الكهلُ الفطين …
وضمّني …
أهدى جبيني قبلة …
مزجت بقطراتٍ تلوع !
يا والدي … ما هذه ؟؟
قطرات ماء ؟!
فتبسم الكهل الفطين …
مجاوباً …
هذي بني هي الدموع !
بفضول طفل هزني …
مُدت له سبابتي …
وأخذت بعضاً من دموعه …
لأسوقها سوقاً لفيّ …
فأنا أتوق لأن أذوق حلوىً لم أذقها … !
علّها حلوى الدموع !!!
لكن … !
ببراءة أطلقتها …
وبجرأة مجّيتها …
يا والدي …
يا والدي …
حلوى دموعك مالحة … !
هل هذه حلوى الدموع ؟!!
فأجاب ذاك الكهل
فأجاب ذاك الكهل صدقاً …
دون كبر أو خضوع !
هذي دموع أي حبيبي …
ليست بحلوى …
ذي دموع !
ما كلّ دمعٍ طعمه …
يُكنّى له : "حلوى الدموع " !!!
قاطعته مُتعجّلاً …
متأففاً مُتذمّراً …
ومتى أرى حلوى الدموع ؟؟؟
ومتى أحلّي مَبْسَمي …
بمذاقها من غير جوع ؟؟
مسح الفطين دموعه …
ومضى يقول :
صبراً …
حتماً بني …
ستذوقها … ستذوقها !!!
إن ضاقت الدنيا عليك …
أو ساقت المكروه فيك …
سيقودك الإحساس يوماً صوبها …
وتذوق يوماً حلوها …
لكن تذكرني إذا …
خطت بخديك الدموع !
.
.
ومضى الزمان ولم أذق …
حلوىً … ولا حلوى الدموع !!!
أبكي … نعم !
حزني يغطيني … نعم !
دمعي تحدّر من عيوني …
ذقت الدموع بملحها …
بمرارها …
وتقاطرت مني سيول … !
وتأزّمت حالي …
وضاقت دنيتي …
وبقيت أهفو صوب حلوىً لم أذقها … !
إنها حلوى الدموع !!!
.
.
في ليلة ظلماء كنت …
في كربة دهماء عشت …
كل ما فيها يروع !
وُئد الأمل …
ضاق الفضاء علي من كل الجهات …
لم يبق لي في المجد غير الذكريات !
شيءٌ هناك …
يؤزني …
في داخلي …
ويهزني …
كفي بدت بالإرتفاع !
صدري يئنُّ من الأسى …
والنار توقد في الضلوع !
ناديت من جوف الحشا …
والوجه تكسوه الدموع !
يا ربِّ …
يا ربِّ …
يارب…
عبدك طامع في رحمتك …
لا لست في تلكم قنوع !
يا ربِّ واشرح خاطري …
إني لإنسان جزوع !
بدأت جنوبي ترتجف …
أيضاً وتنهمر الدموع !
من خشية الرّحمن …
ساقي …
لم تعد تقوى الوقوف …
فسقطتُ أبكي …
خاشعاً …
والكون يغشاه الركوع !
لكأنما ربّي أمامي …
ينادي …
يا عبادي …
هل تائبٌ ينوي الرجوع ؟؟
فصرختُ صرخة تائب …
مُتألم …
مُتحسر …
قد عاده ذل الخضوع !
غفرانك اللهمّ تبت! ! !
غفرانك اللهمّ تبت ! ! !
غفرانك اللهمّ تبت ! ! !
واغفر إلهي للذي …
قد كان يلهمني الرجوع !
ذاك الذي قد دلني …
يوماً إلى حلوى الدموع !
وبدأت أذرف أدمعاً …
ويحق لي سكب الدموع !
إني شعرت بطعمها …
في الروح …
والعينين …
في القلب المنوع !
هي هذه حلوى الدموع …
هي هذه حلوى الدموع !!!
{اللهم إني أعوذ بك من: علم لا ينفع .. ومن : قلب لا يخشع .. ومن: عين من خشيتك لا تدمع .. ومن: دعوة لا يستجآب لها }
{اللهم إني أعوذ بك من: علم لا ينفع .. ومن : قلب لا يخشع .. ومن: عين من خشيتك لا تدمع .. ومن: دعوة لا يستجآب لها }
{اللهم إني أعوذ بك من: علم لا ينفع .. ومن : قلب لا يخشع .. ومن: عين من خشيتك لا تدمع .. ومن: دعوة لا يستجآب لها }
في الروح …
والعينين …
في القلب المنوع !
نزف رائع .. وسكب لذيذ
.. دمتي بود ..
حَرفكِ حُلو =)
ممتِع ْ