الأم:حاش لله أن أقذفك بما ليس فيك.لقد نشأت في نشأة دينية و أحمد الله على ذلك
و لكن أقصد الحياء في الملبس الذي إن حققته اكتمل حياؤك و أصبحت من الفائزات حقا
لأن لباسك الحالي ليس إسلاميا على الوجه الكامل فألامربالحجاب ورد
في آيات عديدة منها قوله تعالى في سورة الأحزاب:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً
رَّحِيماً} و كقوله تعالى في سورة النور:{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءبُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مايُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَاالْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
الابنة:أعلم انه لا جدال في أمر قد أنزله الله لكن الآن في عصر يتعذر فيه ارتداء الزي الإسلامي فيكفيني أني على درجة من الحشمة بالنسبة لغيري.
الأم:
ولكنك لازلت من الكاسيات العاريات اللاتي تنبأ بقدومهن رسول الله صلى الله عليه و سلم:
صنفان من أهل النار لم أرهما..<فذكر منهم>ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا"
الابنة: و هل أنا من المائلات المميلات؟
الأم:يا بنيتي خذي من الحديث ما ينطبق عليك..انك من الكاسيات العاريات مادام لباسك يُظهر أكثر من الوجه و الكفين وهذا رأى فريق من العلماء والرأى الاخر يقولون بوجوب تغطية الوجه والكفين وخاصة فى زمن الفتن
الابنة:
و لكني يا أمي أفعل ما يفعله الكثير من الفتيات
الأم:يا بنيتي ألا تعلمين قوله تعالى في سورة الأنعام:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}..فلا تتبعي الناس و اتبعي
أمر الله و أمر نبيّه صلى الله عليه و سلّم
الابنة:و لكن المرأة إن لم تتبع الموضة قيل عنها أنها متأخرة و جامدة لا تحبّ مسايرة ركب الحضارة.
الأم:بنيتي فلنتفكر قليلا في هذه الموضة..لقد أتتنا من دول أجنبيةأغلبها لا يعترف بوجود الله أصلا..فهل يليق بنا إتباع هذه الموضة التي تصطدم بأمور أنزل الله فيها حكما و لقد تنبأ الرسول بتقليدنا لليهود و النصارى في كلّ صغيرة وكبيرة حتى و لو خالفت شرعنا: قال صلى الله عليه وسلم"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه"قالوا يا رسول الله:من اليهود والنصارى قال:"فمن إذا "
الابنة:و لكني إن ارتديت الزي الإسلامي سأصبح غريبة و سيكون لباسي ملفتا للنظر
الأم:أما عن الغرابة فيكون هذا دليل على أنك مسلمة إسلاما صحيحا و
قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء"و في رواية:قيل من الغرباء فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:"أناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" و
أما عن لفت النظر الذي نهى الله عنه فهو لفت النظر بالزينة لقوله تعالى:{وَلَايَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} و من ينظر إليك و أنت محجبة لا يرى منك شيئا أمر الله بستره..فلا تعبئي بالأنظار مادمت لا تبغين بلباسك إلا وجه الله سبحانه و اعلمي أن الله:{يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}
الابنة:لما لا أدع هذا اللباس لمرحلة الشيخوخة فاني في طرقي لمرحلةالشباب فلماذا تحرميني زهوه.
الأم:أبنيتي ألا تريدين أن يُظلّك الله بظلّه يوم القيامة فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله <وذكر
منهم>شاب نشأ في عبادة الله"
الابنة: ولكنّ الفتاة تنتظر مرحلة الشباب لتخرج بكامل زينتها فلماذا تريدين دفني بهذا اللباس
الأم:إن الله أمرنا بارتداء هذا الزي لإكرام المرأة و يرفع من شأنها فقد أهينت في الجاهليّة و رخُص قدرها و لازالت تُهان في جاهلية القرن المعاصر
تعامل كسلعة لجلب الزبائن في المحلاّت والشركات و على الإعلانات التجاريّة..ثم إن
الله لم يحرّم الزينة وهو الذي يقول في سورة الأعراف:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ
قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةًيَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}و لكنّه سبحانه و تعالى أراد صيانة المرأة فأحلّ لها التزين داخل البيت أمام الزوج والمحارم لكي لا ينظر إلى زينتها كلّ من هبّ و دبّ كالحلوى المكشوفة يقع عليهاالذباب من كلّ مكان
الابنة:لو ارتديت الزي الإسلامي سيسخر منّي الساخرون
الأم:
لا تعبئي بسخرية الظالمين فلك في الآخرة النعيم و لهم الجحيم إن لم يتوبوا.فقد وصف الله تعالى حال الساخرين والمؤمنين في الدنيا وجزاء كلا الفريقين في الآخرة في آخر سورة المطففين:{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ{29} وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ{30} وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ{31} وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ{32} وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ{33} فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ{34} عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ{35} هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ{36} وقال
تعالى في سورة المؤمنون:{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ{103} تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ{104} أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ
فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ{105} قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا
شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ{106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ{107} قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ{108}إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْلَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ{109} فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ{110}إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ{111}
الابنة:أستمع لنصحك يا أماه ولكن ليس الآن و لكن بعد أن يقوى إيماني لأني أخاف أن أرتديه و أخلعه و أعود لحالي
الأم:يا بنيتي لا تؤخري التوبة فالموت..و من علامات الساعة موت الفجأة فكم من فتاة ماتت على التبرّج و لم تتدارك أمرها قبل الموت..وأما عن ضعف
إيمانك فاستمعي لهذا الحديث القدسي:"قال الله تعالى:أنا عند ظن عبدي بي وأنامعه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن اقترب إلى شبرا اقتربت إليه ذراعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "
الابنة:الحمد لله على نعمة الإسلام..جازاك الله خيرا يا أماه طيلة هذا الحوار وأنت تأمريني بالمعروف فكيف لا أقتنع بكلامك وقد نبع من قلب ينبض بحبّ الله ورسوله..أما عن التساؤلات و المخاوف التي أثرتها فهي ما توقعت أن أجد ممن يراني بلباسي الشرعي فأنا أثق أن كلّ مسلمة ترغب
بارتداء الزيّ الإسلامي لأن الحياء فطرة فيهنّ و لكن يمعنهن بعض المخاوف..وأسأل الله أن يهدينا جميعا
خافي الله ولا تغتري بمعسول كلام الفساق و الإباحيين الذين لا هدف لهم إلا إشباع رغباتهم السافلة ثم يلفظونك و يرمونك كما تُرمى نواة التمرة..هم لا يريدون إلا إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا..يريدون التمتع بالنظر إلى زينتك في الشوارع والأسواق..والأنس برقصك على مسارحهم..و التلذذ بك على فرشهم..يطالبون بحريتك وحقوقك..عجباً..ألم يعرفوا من حقوقك إلا حقّ نزع الحجاب و التبرّج..لم نسمعهم يومايطالبون بحقوق الأرامل و المعوقات..أو يطالبون الأبناء بحقوق الأمهات..ولا يطالبون
إلا بالفساد..تبّا لهم!!يرددون وما..اخلعي عنك الحجاب..واكبي الحضارة..الثوب الطويل يُثقل مشيك..البنطال أسهل لسيرك..هؤلاء القوم الذين أعجبوا بحضارةالغرب..فظنوا أنّ الطريق للحاق بها إلاّ هو نزع الحجاب و تشميرالثياب..عجباًلهم..أو كلّما أردنا التقدم رفعت المرأة ثوبها شبرا..ما علاقة التقدّم بالثياب..هكذا
النفاق دوما ليس له رأس و لا رجلان..و الله إن جولة واحدة في بلاد الغرب ترى من
خلالها مدى امتهان المرأة..فهي تعمل حمّلة حقائب في المطار..أو عاملة نظافة في
الطريق..و ان كانت جميلة..اشتغلت في مرقص أو حانة..فهذا سكّير يعربد بها..و ذاك
فاجر يعبث بجسدها..و ثالث يتخذها سلعة يتكسب منها..فإذا أخذوا منهاحاجتهم..صفعوها
على وجهها..و إذا كبرت ألقوها في دار للعجزة هي أشبه بالسجون..بل بالمقابر..أهذه
الحريّة التي يريدون؟.. إننا نتألّم لحال امرأة من المسلمين في أقصى الأرض..و لكن
المرأة في دول الغرب لا تجد من يتألم لحالها..فلا تغتري بدعاة التحرر و السفور الذين أخبر النبي صلى الله عليه و سلّم
عن ظهورهم في آخر الزمان"دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها هم
قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا"
الوقوف بين يدي الله..تذكري النفخ في الصور..و الناس كلهم في فزع و رعب وهم ينفضون
التراب عن رؤسهم بعد خروجهم من القبور..يسيرون إلى أرض المحشر كالجراد المنتشر..الكلّ يمشي على غير هدى..لقد طاشت العقول من هول الصدمة..يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى
النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ..ستذكرين
عندئذٍ عدم التزامك بأوامر الله في لباسك..ستندمين و تتأسفين..اسمعي قوله تعالى:وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ
الرَّسُولِ سَبِيلاً..سترين صديقتك التي كانت تنفرك من الحجاب فتقولين لها:يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ..أنت من أغويتني..لعنك الله..أيسرك يا أختي أن تكوني على هذا الحال يوم القيامة أو ترميك الزبانية بعدذلك في النار..كلاّ..إني لا أرضى لك هذا و لا أرضاه لنفسي و أعيذك بالله من
النار..ألا فأخلصي نيّتك لله وتوبي و عودي إلى الله و اندمي على كلّ المعاصي والتبرّج الذي كنت عليه..و عاهدي الله أنك لن تعودي لهذا الذنب العظيم أبدا..حققي
هذه الشروط فهي شروط التوبة الصادقة .وأختم لك بشروط الحجاب الشرعي الصحيح:
1-استيعاب جميع البدن
وانقسم العلماء فى تغطية الوجه إلى انه فضيله او واجب (ولما لا تصونين نفسك فى زمن الفتن وتتبعى خطوات امهات المؤمنينعسى الله ان يحشرنا معهم)
2-أن لا يكون زينة في نفسه ويعني أن لا يكون مزينا مبهرجا يلفت
الأنظار لأنك تجد في أيامنا هذه أختا تلبس حجابا يحتاج فوقه لحجاب و لا حول ولاقوة إلا بالله
لونها و أن لا يظهر الخمار كذلك الشعر
4-أن يكون فضفاضا غير ضيق
5-أن لا يكون مبخرا مطيبا يعني معطرا (احظرى أخيتى من التعطر عند الخروج فإذا خرجت المرأه متعطره فلا تقبل لها صلاه حتى تعود فتغتسل)
هذا غير ما بها من إثم
6-أن لا يشبه لباس الرجل
7-أن لا يشبه لباس الكافرات
8-أن لا يكون لباس شهرة أي أن تقصد من تلبس أن تشتهر بين الناس بهذا اللباس
ختاما أسأل الله أن يوفقنا لما فيه رضاه.. سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت
أستغفرك و أتوب إليك..و صلى الله على نبينا محمد و آله و الحمد لله رب العالمين
كلام رائع