معادلة صعبة تحقيقها أصعب وعدم الاقتناع بها يشوه شخصية الأبناء فالطفل ينشأ منذ نعومة أظافر ويكبر على الكذب والنفاق كي يرضي أبيه وأمه المختلفين دائماً على أسلوب التربية، وتكون المصيبة الكبرى إذا ظهرت هذه الخلافات أمام الأبناء .
وينصح خبراء التربية – حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط – بضرورة توحيد أسلوب التعامل مع الأولاد، باتفاق الأزواج على المبادئ العامة التي ستبنى عليها قيم أبنائهم، إذ لا يصح مثلا أن يجيز الأب سلوك الابن رغم علمه أن الأم قد رفضته ورأت انه خاطئ، حتى وإن لم يكن مقتنعا برأيها.
في هذه الحالة يمكنه التعبير لها عن رأيه فيما بعد وليس على مسامعهم.
وفي الوقت نفسه من غير المقبول أن تعارض الأم الأب في قرار بشأن احد الأبناء، تم اتخاذه. من المفروض أن يدعم كل منهما الآخر حتى يشكلا قوة يعتز بهذا الابن وتجعلهم يشعرون بالأمان.
وهذا ما يؤكده الدكتور فكري عبد العزيز، أستاذ الطب النفسي " ان الأبناء يكونون في مرحلة التمييز وتكوين الذات، ومن هنا يكتسبون الخبرات والوعي والإدراك الحسي والقواعد والنظم، وبالتالي يحتاج الأمر هنا إلى اتفاق الأبوين وعدم التذبذب أو التناقض في التوجيه".
ويستطرد قائلاً : " إن عدم القدرة على اتخاذ القرار يعلم الابن الكذب ويضعف قدرته على المصارحة، وذلك بهدف إرضاء أحد الطرفين سواء الأب أو الأم.
وقد يصل الأمر إلى حد الاتجاه لسلوك عدواني أو ملتو، لذلك من الخطأ أن يظهر طرف ضعيف وآخر قوي في عيون الابن، لأنه من هنا سيتعلم كيفية نفاق الطرف القوي، وتهميش الضعيف الذي لا رأي له، من أجل مصلحته، ولأن النفاق والابتزاز العاطفي والطرق الملتوية تكون وسيلته للوصول إلى غايته.
ما يجهله في هذه المرحلة أنه يتعرض لتفكك النفسي، وقد يصاب بحالة نفسية مرضية تنشئ عن الحيرة بين الأبوين أيهما على حق وأيهما على خطأ".
ويرى الدكتور فكري عبد العزيز أنه من الأفضل أن يدعم أحد الآباء رأي الآخر حتى ولو كان غير مقتنع به. فالأهم أن يشعر الابن أن أبويه متفقان، على أن تتم مناقشة الأمر بعيدا عنه، ولا بد أن يعرف أن الأب والأم سلطة واحدة، ولا يصح أن يبحث عن الطرف الذي يوافق اتجاهاته فينحاز له على حساب اهتمامه بالطرف الآخر سواء كان الأب أو الام".
وتأكدي يا عزيزتي أن طفلك يتمتع بقدر كبير من الذكاء فهو يحاول كسب رضاك أنت وأبيه كلٌ حسب تفكيره وطبعاً لكي يخرج هو بأكبر المكاسب من قبل الطرفين، والفضل أن تضعي أنت وزجك خطوطاً فاصلة ومحددة وفق خطة مدروسة لتربية أطفالك لتتجنبي كل السلبيات التي يمكن أن تطغى على شخصية طفلك؛ فالنمو في بيئة سليمة ينتج عنه شخصية سليمة خالية من السلبيات.
حيث يؤكد علماء النفس والاجتماع أن نمو الأولاد نموا انفعاليا سليما وتناغم تكيفهم الاجتماعى يتقرر ولحد بعيد بدرجة اتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما فى تدبير شؤون أطفالهم.
ويوضح العلماء أنه على الوالدين دوما إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل ويزيدان من اتصالاتهما ببعضهما خاصة فى بعض المواقف السلوكية الحساسة فالطفل يحتاج إلى قناعة بوجود إنسجام وتوافق بين أبويه وشعور الطفل بالحب والاهتمام يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التى يسديها الوالدان إليه.
ويشير علماء النفس إلى أنه يجب على الوالدين رسم خطة موحدة لما يرغبان أن يكون عليه سلوك الطفل وتصرفاته.
فشجعي طفلك بقدر الامكان للاسهام معك عندما تضعين قواعد السلوك الخاصة به أو حين تعديلها فمن خلال هذه المشاركة يحس الطفل أن عليه أن يحترم ما تم الاتفاق عليه لأنه أسهم في صنع القرار.
وعلى الأبوين عدم وصف الطفل (بالطفل السيء) عندما يخرج عن هذه القواعد ويتحداها فسلوكه السيء هو الذى توجه إليه التهمة وليس الطفل كى لا يحس انه مرفوض لشخصه مما يؤثر على تكامل نمو شخصيته مستقبلا وتكيفه الاجتماعى.
ويمكن للوالدين عقاب الطفل على السلوك الخاطيء كالتالي :
1- اقطب وجهك وإجعل العبوس يعتلى أمارات الوجه.
2- سدد إليه نظرات حادة تعبر عن الغضب والاستياء.
3- ثبت نظرك فى عينيه وناده باسمه.
4- اعطه أمرا حازما صارما بصوت قاس .
5- يجب أن يكون الأمر واضحا وغير غامض.
6- لا تطرح سؤالا ولا تعط تعليقا غير مباشر عندما تأمر ابنك او إبنتك لأنه سيرد عليك وبذلك تعطي لطفلك الفرصة لاختلاق التبريرات فالقول الحاسم هو أن تأمر طفلك بالكف عن القفز مثلا دون إعطاء أى تبرير أو تفسير.
7- إذا تجاهل الطفل امرك وتمادى فى سلوكه المخرب ليعرف إلى أى مدى أنت مصر على تنفيذ أمرك هنا لا يجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد لتأكيد إصرارك على أمرك فمثل رد الفعل هذا قد يعقد الموقف ويزيد عناد الولد وتحديه لك.
وشكرا للجميع
جزاك الله خيرا
على تشريفك وردك الكريم