تخطى إلى المحتوى

دعوى أن الأنبياء يسمعون ويبصرون بعد موتهم 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال : إن الأنبياء عليهم الصلاة والســلام

يقال : إنهم يسمعون ويبصرون بعد موتهم،

وهذا الكلام له حجة أم لا أفيدونـي جزاكـم

الله خيرا ؟ .

الجواب : الأمـوات عموما بما فيهم الأنبيــاء

عليهم السلام لا يسمعون من يناديهم سمــاع

قبول وامتثال فـلا يمكنــه إجـــابة الداعــي ،

ولا امتثال ما أمر به أو نهي عنه ، وهذا هو

الذي نفاه الله بقــوله تعــالى ( فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ

الْمَــوْتَى ) سورة الروم52 ، أمــا ما جاء في

( الصحيحين) عن الميت إذا وضع في قبره ،

أن النبـي صلى الله عليـه وســلم قــال « إنه

يسمع خفق نعالهم حين يـــولــون عنـــه »،

ومـا قـاله النبي صلى الله عليه وسلم لقتلــى

يوم بـدر من المشركيـــن عنــدما سحبـــوا ،

وألقي بهم في قليب بدر ، فقال لهم « هــــل

وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟»رواه البخاري

وقال « إنهم ليسمعون الآن ما أقول » (1)،

ومثــل سمــاع الميت للملكين عنـدما يوضع

في قبره فيـسألانه عــن دينه ونبيه .. إلخ ،

ونحـو ذلك ممـا ورد به الشرع ، فإن الميت

يسمعـه سماعا برزخيا ، الله أعلم بكيفيته ،

وليـــس سماعا دائما للميت ، بـــل فـي هذه

الحـالات الخاصة ، وليـس سماعه كسماعه

في الحيــاة الدنيــا ، بل هو خــاص بأحوال

البـــرزخ ، ولا يعلـــم كيــفــيـــة ذلك إلا الله

ولا يتـرتب عـلى هذا السمع نفع المـيــت أو

ضـره للحـي ، إذ لا يقـدر علـــى ذلك إلا الله

سبحــانه ، وأما ما ورد عن النبي صلى الله

علـيــه وسلــم أنه قــــال « ما من أحد يسلم

عــلي إلا رد الله عـلي روحي حتى أرد عليه

الســـلام » (2) فـذلك خــاص به صــلى الله

عليــه وسلـم ولا يترتب على ذلك نفع النبي

صلـى الله عليـه وسلـــم للحـــي ولا ضـــره

إلا ما يحصــل مـن الثواب من الله سبحانــه

لمـن صلــى وسلم عليه صلـــى الله عــليــه

وسـلم ، ولا يطـلب منه صـــلى الله عـــليـه

وســلـم في قبره ما يطلب منه في الدنيا من

قضــاء الحاجــات وحــل المشكـــلات ؛ لأن

الصحــابة رضــي الله عــنهـــم ما كــانـــوا

يطلبـون منه ذلك لعلـمهــم أنه لا يجــوز .

وبالله التوفيــق ، وصلى الله على نبـــينا

محمــد وآلــه وصحبــه وســلم .

اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء

موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء

(1) رواه النسائي وصححه الألباني

(2) رواه أبو داود وحسـنه الألباني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بارك الله فيك غاليتى وجزاك الله الجنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.