تخطى إلى المحتوى

دولة النبى محمد 2024.


لاكي

اخواتى الكرام فى ظل ما يحدث من ثورات الشعوب على الحكام
اجد بداخلى شغف كبير للمعرفة والتعرف على الدولة التى قادها النبى صلى الله وعليه وسلم

الجانب المدنى
الجانب الاجتماعى
الجانب الاقتصادى
نحن احوج بالتعرف على هذه الدولة ودور هذا القائد لنتعلم منه صلى الله وعليه وسلم

نتعرف على شكل المجتمع والدولة فى بداية نشاتها

دولة النبى صلى الله وعليه وسلم هى عبارة عن مجتمع مدنى

نسمع عن دولة مدنية ودولة دينية

دولة مدنية بمعنى "- أن الحاكم يستمد سلطته السياسية من الأمة أو الشعب.

أما في الدولة الدينية:- فإن الحاكم فيها يدعي أنه يستمد سلطته من الله أو من السماء ، وذلك ما ساد في العصور الوسطى باسم الحق الملكي المقدس في أوروبا ، وفي عصر الخلفاء غير الراشدين باسم " الحاكمية "

نرجع لدولة النبى صلى الله وعليه وسلم

سيدنا محمدا عليه السلام نبيا كان مضهد من قومه في مكة وكان من وسائل إغرائهم له أن عرضوا عليه أن يكون حاكما فرفض .

ثم اضطروه للهجرة ومعه المسلمون ، فأقاموا دولة جديدة مدنية في يثرب ، عمادها أولئك الذين التفوا حوله وآزروه بعد أن كان في مكة مطاردا معرضا للقتل والاغتيال ..

اذن هى دولة مدنية التف فيها الشعب حوله واستمد سلطته السياسية منهم

لكن لماذا التف حوله الشعب مواصفات هذا القائد ؟
يتبع

نجاح الدولة الاسلامية كان دليل على نجاح قائد هذه الامة

قيام دولة التف فيها جموع المؤمنين حول النبى صلى الله وعليه وسلم حيث امنوا به واحبوه وتكاتفت جهودهم مع النبى فنشاءت الدولة بسواعد المؤمنين

ولو افترضنا أن مشاعرهم تغيرت نحوه فانفضوا عنه وتركوه وحيدا لما أصبحت له دولة ولما كانت له سلطة ، ولعادت إليه قصة الاضطهاد والمطاردة التي كان يعانيها وهو بين أعدائه في مكة وقريش وبالتالي

بالمنطق والعقل ندرك ان النبى استمد سلطته السياسية من أولئك الذين اجتمعوا حوله وساندوه . وهم يستطيعون التخلي عنه وتركه فيفقد سلطانه وتسقط دولته ..

وبالتالى القران وضح لنا خلق هذا القائد العظيم

مواصفات واخلاق هذا القائد

كان صلى الله وعليه وسلم رءوفا رحيما بأولئك الذين تجمعوا حوله ، ولابد أن يتحبب إليهم وأن يجعلهم شركاء معه في الأمر لأنهم في الحقيقة مصدر ذلك الأمر ..
من منطق العقل الواعى بالنظر الى القرآن ..

بل إن القرآن كله دعوة للتعقل واستعمال العقل

" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ : يوسف 2 "

" إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ : الزخرف 3 "

فالنبي كان على خلق عظيم .

* وكان بالمؤمنين رءوفا رحيما ، وذلك ما وصفه به ربه تعالى فقال عنه " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ : القلم 4 "

وقال عن رحمته بأصحابه " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ :
التوبة 28 1"

" يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ :
التوبة 61 "

.* وهذا الخلق العظيم سجية أودعها الله في نفس النبي فكان بأصحابه لينا سهلا متواضعا ،

يقول تعالى " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ : آل عمران 159 "

" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّه " أي بسبب رحمة الله ..

" لِنْتَ لَهُمْ " أي جعلك لينا سهلا متواضعا معهم ..

" وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " أي لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك عبارة واضحة لا تحتاج تفسيرا .

ولكنها تحتاج إلى تدبر وتعقل ، بدليل أننا – نحن المسلمين – نقرؤها منذ أكثر من ألف عام ودون أن نتوقف مع مفهومها الواضح .. ومفهومها الواضح أنه لو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله ..
وحين ينفضون من حوله فلن يكون له سلطان ، ولن يكون له ملك ، ولن تكون له سلطة سياسية أو دولة ..
لاكي
يتبع

اخواتى الكرام دولة النبى صلى الله وعليه وسلم دولة مدنية استمد النبى سلطته من المجتمع كما قلنا سابقا، من اجتماعهم حوله وحبهم له وإيمانهم به ، ولذلك جعله الله لينا معهم

ولو كان غليظ القلب لتركوه وانفضوا عنه وانفض عنه السلطان والحكم والدولة ..

النبى صلى الله وعليه وسلم كان حاكما استمد سلطته من الامة وبالتالى الامة هي مصدر السلطات ، وذلك ما اكتشفه البشر ونفذوه بعد نزول القرآن بعدة قرون .

لم يكن حاكما فقط بل كان نبيا حاكما .. ومع أن الوحي كان يأتيه من الله فأن هذه الصفة الفريدة لم تكن ركيزة لادعاء أنه يحكم بتفويض إلهي .

بل على العكس نزل نفس الوحي الإلهي يؤكد على النبي ويأمره بأن يكون سهلا ولينا حتى لا ينفض عنه أصحابه ويتركوه فيضيع سلطانه.

يأمره بأن يعفوا عنهم إذا أذنبوا إليه ويغفر لهم إذا أساءو

وأن يستشيرهم في الأمر لأنهم معه أصحاب الأمر فإذا عزم على التنفيذ باعتباره سلطة تنفيذية فعليه أن يتوكل على الله في التنفيذ "

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ

" أي أن الوحي نفسه هو الذي يقرر النبي الحاكم أسس الدولة المدنية ..

بناء هذه الدولة كيف تم ؟
لاكي

اكمله لكم فى الحلقة القادمة

طرحك مبسط وسلس
بارك الله في جهدك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.