قال العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله : الصنف الأول : من له علم بلا عمل ، فهو أضر شيئ على العامة ، فإنه حجة لهم في كل نقيصة ومنحسة .
والصنف الثاني : العابد الجاهل ، فإن الناس يُحسنون الظن به لعبادته وصلاحه فيقتدون به على جهله .
وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله " احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل ، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ، فإن الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم ، فإذا كان العلماء فجرة والعباد جهلة عمّت المصيبة بهما وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة " .
الصنف الثالث : الذين لا علم لهم ولا عمل وإنما هم كالأنعام السائمة .
الصنف الرابع : نواب إبليس في الأرض ، وهم الذين يثبطون الناس عن طلب العلم والتفقه في الدين ، فهؤلاء أضر عليهم من شياطين الجن فإنهم يحولون بين القلوب وبين هدى الله وطريقه .
فهؤلاء الأربعة الأصناف ، هم الذين ذكرهم هذا العارف رحمه الله تعالى ، وهؤلاء كلهم على شفا جرف هارٍ ، وعلى سبيل هلكة ، وما يلقى العالم الداعي إلى الله ورسوله ما يلقاه من الأذى والمحاربة إلا على أيديهم ، والله يستعمل من يشاء في سخطه ، كما يستعمل من يحب في مرضاته ( إنه بعباده خبير بصير ) ولا ينكشف سر هذه الطوائف ، وطريقتهم إلا بالعلم ، فعاد الخير بحذافيره إلى العلم وموجبه ، والشر بحذافيره إلى الجهل وموجبه ا.هـ [ الدرر السنية ج 2 / 279 ـ 280 ]
منقول
قال محمد بن فضل الزاهد رحمه الله : " ذهاب الإسلام على يد أربعة أصناف : صنف لا يعملون بما يعلمون ، وصنف يعملون بما لا يعلمون ، وصنف لا يعلمون ولا يعملون ، وصنف يمنعون الناس من التعلم " ا.هـ
يذكرني هذا القول بمقولة لحسن البصري رحمه الله, قال:
الناس هلكى إلا العالِمين
والعالمون هلكى إلا العاملين
والعاملون هلكى إلا المخلصين
والمخلصون على خطرٍ عظيم