ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : عند قراءة القرآن على المــريض
وهو مغمض العينين وفي كامل وعيه فإنه
يـــرى مــن سحـره أو السـاحر أو مكــــان
السحر أو العائـن . فســؤالنا : هل يعتبــــر
هـذا الأمر اطــــلاع عــلى الغيـــب أم لا ؟
الجـواب : رؤية المريض لمـــن سحــره أو
السـاحر أو مكان السحر أو العــائن عنـــــد
قــراءة القرآن عليه لا يعتبر من الاطـــلاع
عــلى الغيب ، ومن اعتقد أنه يعلم الغيــــب
بسبـب ذلك فهـــــو كافر ؛ لأن علم الغـيب
مـن اختصـاص الله سبــحانه ، فلا يعلم به
أحــد من خلقه إلا ما أوحـى الله به إلى من
شـاء من ملائكته ورســله ، قال الله تعالى
( قُل لَّايَعْلَمُ مَن فِــــي السَّمَــاوَاتِ وَالْأَرْضِ
الْغَيْـــبَ إِلَّا اللَّهُ ) وقـــــوله تعالى ( وَعِندَهُ
مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَــــــــــمُهَا إِلاَّ هُوَ ) وما
يـحــدث للمريض مــــن هذا النوع هو من
تــأثير الشيــــاطيــن وخــداعهـم لبني آدم
وإنمـا يحصــل ذلك بسبب استعانة القراء
بالجـــن ، وإن كــانوا يتظــاهرون بقراءة
القــــرآن والحـــديث الشــريف للتضـــليل
والتلبيــس عــلى الجهلة والعوام والسذج
وإيهـامهـم بأن قراءتهم نافعـة ، فيسلبون
أمـوالهــم ويســتغـــلونهـم لمصـــالحــهـم
وشهـواتهم ، وهـم في الحقيقة من الكهنة
والعــرافين ، وإن صـــدقوا في ذلك أحيانا
وصـــــــار الواقــــع كما رآه المـريض فلا
ينبغـــــي له أن يــركن إليه وينخــــدع به
ويعتقد صحـته ويتهم الناس بمجرد ذلك ،
إذ أن ذلك لا حقيـــــقة له ولا أصل له في
الشرع ، بل هـو مـن تأثير الجن كما سبق
وننــــــصحك أن لا تلتفت لأوهام قد تؤثر
عليــــــك في عقيــــدتـك وتكـون سببا في
قطيــــعة رحمك وإيذاء الناس ، وأن تلجأ
إلى الله تعــــالى وتستغــــيث به وحده في
كشـــــف ضــــرك ولا تــــــرجـــو إلا الله
ولا تتعلق إلا به وحده ، وأن تعالج نفسك
بالرقــى والأدعية الشرعية الـــواردة فـي
كــتاب الله وسنة نبــــيه صـــلى الله عليه
وسـلـم وأن تتعـاطى مـن الأدوية المباحة
ما يكـــون سبــبا في شفـــائك بإذن الله ،
وبالله التوفيق ، وصــلى الله على نبيـنا
محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ