تخطى إلى المحتوى

رسالة الشيخ هانى حلمى للعام الهجرى الجديد 2024.

رسالة الشيخ هانى حلمى للعام الهجرى الجديد

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد .. أيها الأحبة في الله ..
أسأل الله تعالى أن يهل علينا هلال شهر الله المحرم ونحن جميعًا في أحسن حال ، وأن يرزقنا الله وإياكم طول العمر وحسن العمل ، اللهم ارزقنا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى .

لاكي

أحبتي ..
انظروا في عامكم المنصرم – و نحن الآن في آخر العام – هل أنت راض عن عملك فيه و جدك في طاعة الله عز و جل و تحصيل معالي الأمور من العلم النافع و العمل الصالح.. هل أنت راضٍ ؟ وهل أنت راضية ؟ !! فكر في خمس سنوات مضت.. أجري دراسة عليها.. هل الحال التي كنت فيها هي حال مرضية ؟؟

لاكي

إنها وقفة حساب لازمة :
ما الذي قررت أن تتغير فيه ؟ هل ستستمر على هذا النمط في العام القادم ؟
هل يمكن بهذا النمط من العمل خلال خمس سنوات تصل إلى مطلوبك من العلم و العمل ورضوان الرب جل جلاله أو أنك تحتاج إلى المزيد و إصلاح الوضع و الحال ؟

أحبتي ..
إننا نحتاج إلى خطة عمل نجتمع جميعًا عليها ليكون عامنا القادم – إن شاء الله – عام النقلة في الحياة ، عام الخطوة الإيجابية ، عام الطفرة الإيمانية ، ولم لا ؟

لماذا لا يكون عام ( ختم القرآن ) لكثير منَّا ؟ ماذا لو تعاهدت معي الآن على البدء من اول يوم من المحرم إلى نهاية شهر شعبان فتحفظ كل يوم ربع حزب فتنتهي من ختمة كاملة في هذا الوقت ؟
لماذا لا يكون عام ( معرفة الرحمن ) فتنتهي من مدارسة ( أسماء الله وصفاته ) بواقع اسمين في كل أسبوع ؟
لماذا لا يكون عام ( العباد المكرمون ) فتعود نفسك على طاعات كبار ، تصوم نصف العام صيام داود ، تتدرج في القيام حتى تثبت ( إحدى عشرة ركعة ) ، وتختم القرآن كل أسبوع ، وتحافظ على أورادك من الذكر والنوافل ؟

لماذا لا يكون عام ( العلم الفرض ) فتنتهي من مدارسة كتاب مثل : منهاج المسلم للشيخ أبي بكر الجزائري ، أو كتاب ( مختصر الفقه الإسلامي ) للشيخ التويجري ؟

لماذا لا يكون عام ( الدلالة على الخير ) فتستغل قدراتك ومواهبك في نشر الدعوة الإسلامية في الآفاق عبر الانترنت أو أي مشروع دعوي خيري أو في المسجد ، تساهم في معهد إعداد دعاة ، في جمعية تحفيظ للقرآن ( لن تعدم خيرا ) لكن قدِّم براهين انتمائك لهذا الدين .

لماذا لا يكون عام ( استباق الخيرات ) فتفتح في كل باب تستطيعه ، وتصحب الأخيار ، وتسابق الأبرار في طاعة العزيز الجبار ؟؟

لاكي

ولكي يتحقق لك هذا أوصيك بوصايا العام ، لعل الله تعالى أن يجعله خير أعوامنا :
أولا : القلوب الفارغة من طاعة الله مُوكلةٌ بالشهوات ، فلا تكن من أهل الفراغ ، فأنت صاحب رسالة ، ودينك دينك ، لحمك دمك ، وإياك أن تموت والإسلام ليس عزيزا .

ثانيًا : أفضل أمر الدين والدنيا وأشرفه العلم النافع والعمل الصالح ، فكل الناس في خسر إلا متعلم فعامل فداعٍ إلى الله تعالى ، فاذكر دائمًا " سورة العصر " فإنها منهاج حياة .

ثالثًا : لا تمل مع الهوى وحلاوة الدنيا فإنهما يصُدَّانكَ عن الشغل بمعادكَ ، وتكون كالغريق المشتغل عن التدبير لخلاص نفسه بحملِ بضاعةٍ ثقيلة قد اغتر بحسنها وهي سبب عطبه ، فتذكر أن عنوان دخول الجنة " ونهى النفس عن الهوى "

رابعًا : يبقى الصالح صالحًا حتى يُصاحب فاسدًا، فإذا صاحبهُ فسد مثل مياه الأنهار تكونُ حُلوةً عذبةً حتى تُخالِطَ ماء البحر، فإذا خالطته ملُحتْ وامترتْ وفسدتْ ، فالدعاية إلى مخالطة أهل المنكر لجذبهم عنه خِدْعَة من إبليس وأتباعه لِسُخَفَاءِ العُقول ، فاعلم أنك على دين خليك فانظر من تخالل .
خامسًا : بادروا فإذا هممتم بالخير فقدموا فعله لئلا يعارضكم سواه فتوقفوا عنه .
قال الشاعر: وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتئدْ … وإذا هممت بأمر خير فاعْجَل .

في أمر الآخرة " وسارعوا " " سابقوا " وفي أمر الدنيا " فامشوا في مناكبها " فتفهم .

سادسًا : الحساب على مثاقيل الذر ، فإذا فرط من الإنسان بادرة إثم بأن ارتكب منكرًا فعليه أن يُقلع فورًا ويتوب توبةً نصوحًا ولا تحمله السلامةُ منها على العودة إليها ، فإنها وإن سترت عليه في الدنيا، فإن أمامه يومُ الدين يومُ المجازات على الأعمال، قال الله جل وعلا وتقدس: { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًا يَرَهُ } [ الزلزلة : 7-8 ]

سابعًا : وليكن همكم مصروفًا إلى طاعة ربكم سبحانه وتعالى، واجتهدوا في دعائه بقلوب سليمة، واعتقادات مستقيمة ، يستجب لكم، ويبلغكم آمالكم، ويفتح لكم أبواب الرشد في مساعيكم ، ويعصمكم من أفكار السُوء، ويحفظ أنفسكم من المكاره، وينجيكم من فخاخ الآثام، ويردَّ عنكم المخاوف، فما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها.

ثامنًا : راقب نفسك في الخلوات فلا تكن وليًا لله في العلانية وعدوهُ في السر.

تاسعًا : إذا كانت الآخرة بالقلب جاءت الدنيا تزاحمُها وإذا كانت الدنيا بالقلب لم تزاحمها الآخرة؛ لأنها كريمة، فاجعل الآخرة في قلبك.

عاشرًا : من يقول : لا أقدر قلت له … حاول ، من يقول : لا أعرف … قلت له : تعلم ، ومن يقول : مستحيل . قلت له : جرب .

لاكي

فاسأل الله تعالى أن يجعله عام خير وبركة وسداد ورشاد ، وأن يجعلنا من أوليائه الذين يحبهم ويحبونه ، ومن أصطفيائه الذين يجاهدون فيه حق الجهاد ، قرت أعينكم برؤية ربكم في الجنة ، وبمرافقة حبيبكم المصطفى في الفردوس ، وجمعنا وإياكم على الخير دائمًا .
محبكم في الله

هاني حلمي

جزاكي الله خير أختي
تقبلي مروري
o0o كتكوتة o0o

لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.