تخطى إلى المحتوى

رسالة اليوم الخامس:قوموا قانتين 2024.

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم …
أما بعد … أحبتي في الله ..
يمضي قطار رمضان بأقصى سرعة ، فمن لحق بركاب الصالحين ، من تقدم ؟؟؟ ومن للأسف يجري في مكانه ؟؟ ومن إلى الآن لم يتحرك قال تعالى: { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } [المدثر:37]
يمضي القطار ، والله يعلم المجاهدين منَّا في طاعته ، الذين مازلوا يحتفظون بطاقتهم الإيمانية ، ويزيدون في جرعات النشاط المرة بعد المرة ، من ينافسون ويزيدون قربًا كل يوم ، من قطعوا المسافات على مدى هذه الأيام الخمس ، وقد قال تعالى : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ } [الحج:78] وقال: { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ } [آل عمران:133] وقال: { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } [الواقعة:10] وقال: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } [المطففين:26]
أخي … أختي ..
لا تقف فإن الملائكة تكتب، والعمر ينصرم، والموت قادم، وكل نفسٍ يخرج لا يعود.
أخي .. أختي …
أمس مات، واليوم في السياق، وغداً لم يولد؛ فاغتنم لحظتك الراهنة؛ فإنها غنيمة باردة.
حذار وإياك ..
من مثبطات النجاح: هوىً متبع، ونفسٌ أمارة، ودنيا مؤثرة، وهمة باردة، وطول أمل مع تسويف ، هؤلاء " فإنهم عدو لي إلا رب العالمين "
واجبنا العملي :
(1) " وقوموا لله قانتين " القنوت معناه : دوام الطاعة مع الخشوع والإقرار بالعبودية .
أريدكم الليلة في صلاة القيام أخشع ما تكونون ، أروا الله ضعفكم ، أروا الله ذلكم وخضوعكم وانكساركم له ، ابكوا ، فإن لم تستطيعوا فتباكوا ، اقرأوا قبل الصلاة الجزء الذي سيتلى واشحن قلبك ، وتأمل قبل أن تقف ، تجهز .
وأنصحكم بسماع محاضرة ( الذي يراك حين تقوم ) من باب الشحن المتجدد لمعاني الإيمان .
http://www.manhag.net/droos/details.php?file=239
لا أريد أن نتعامل بالكم فقط دون الكيف ، فليس السابق فقط الذي قرأ أكثر أو ذكر أكثر أو صلى أكثر ، أريد أن نحاسب أنفسنا ، ماذا وصل إلى قلوبنا ؟ ماذا عرفنا عن ربنا .
فالعارف طيار ، والزاهد سيار كما يقول سلفنا ، فالذي عرف الله أكثر على مدى هذه الايام هو السابق بالخيرات ، والذي زهد أكثر وأقبل على الآخرة أكثر هو الذي يتحرك ، أما المشغول بصور الأعمال فقط فأخاف ألا يبلغ ما يريد ، وأما المهموم بذاته إلى الآن فأعوذ بالله أن نكون منهم ونحن لا ندري .
" قوموا لله قانتين " ضاعفوا وردكم ، وأمسكوا بدفاتركم وسجلوا ما تشعرون به ، خاطبوا ربكم الليلة في السجود بتضرع بالغ ، وسلوه أن يرد لنا قلوبنا وأن يرحم ضعفنا له .
تضاعف ما استطعت فإن اللطف مع الضعف أكثر
هلموا ، لا مجال لضياع الوقت ، ونعوذ بالله من المقت ، أصلح فيما بقى يغفر لك ما قد مضى . السباق اشتد فأعلنوا التحدي ، وتجاوزوا الصعوبات واستنفروا هممكم ، ولا تتثاقلوا فقد آن أوان الجد .

محبكم في الله
هاني حلمي
5 رمضان 1445 هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.