تخطى إلى المحتوى

رياض الصائمين ]|[متجدد]|[ 2024.

لاكي

بسم الله الرحمن الرحيم،، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين،، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،، وسلم تسليما كثيرا،، اللهم إنا نستعينك ونستهديك،، ونستغفرك ونتوب إليك،، ونثني عليك الخير كله،، اللهم علمنا ما ينفعنا،، وانفعنا وارفعنا بما علمتنا،، وزدنا علما وعملا،، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا،، إنك أنت العليم الحكيم،، اللهم واجعل علمنا حجة لنا،، ولا تجعله حجة علينا بين يديك،، أما بعد..

.:.:.:.:.:.:.:.

الروضة الأولى:

قال البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا يحيى بن بكير،، حدثني الليث عن عقيل،، عن ابن شهاب قال: أخبرني ابن أبي أنس،، مولى التميميين أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء،، وغلقت أبواب جهنم،، وسلسلت الشياطين)،، وفي رواية:(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة)

.:.:.:.:.:.:.:.

إخوتي الصائمين،، إن نعمة بلوغ رمضان لا تقدر بثمن،، وفرصة لا تعوض،، والسعيد من بلغه الله تعالى إياه،، وأعانه على صيامه وقيامه واستغلال أيامه ولياليه،، وكم من أناس تمنوا بلوغه،، ولكن حال بينهم وبينه الموت،، وربما فارق أحدهم الحياة الدنيا في آخر يوم من شهر شعبان،، فليأخذ الإنسان من صحته لمرضه،، ومن حياته لموته،، ومن شبابه لكبره وهرمه،، وليستغل مواسم الخيرات،، وأوقات تنزل الرحمات،، فها هو رمضان قد دخل وهل هلاله،، وها هي أبواب الجنة مفتحة لكم،، وها هي أبواب النار مغلقة دونكم،، وها هي الشياطين ومردة الجن مصفدة،، فلا تخلص إلى ما كانت تخلص إليه في غير رمضان،، وها هو المنادي ينادي يا باغي الخير أقبل،، ويا باغي الشر أقصر،، وها هي الرقاب تعتق من النار،، وذلك في كل ليلة،، وها هي أنفس الصائمين قد زكت وسمت وعلت وتنزهت عن رجس الفواحش وأغلال المعاصي،، وامتلأت المساجد ما بين قارئ وراكع وساجد،، وتنافس الناس على تفطير الصائمين،، وإنفاق المال على الضعفاء والمساكين،، تراويح وتهجد،، وعمرة وزيارة،، والكل في عمل دؤوب وجهاد مستمر،، فالتوبة التوبة،، فإن أبواب الجنة الثمانية مفتحة للتائبين،، والإنابة الإنابة،، فإن أبواب جهنم موصدة تحفيزا للمنيبين،، والاستقامة الاستقامة،، فإن الشياطين مصفدة دون المستقيمين،، فهل من مشمر..

.:.:.:.:.:.:.:.

إخوتي وأخواتي في الله،، هذا الحديث وهذه الروضة،، فيها من الأمور أربعة:

1- فتح أبواب السماء:

فإن للسماء أبوابا يصعد منها العمل الصالح والكلم الطيب،، والدليل على ذلك قوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }الأعراف40،، وقوله تعالى:{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }فاطر10،، وفتح أبواب السماء في رمضان فيه من الفوائد ما يلي:

· تنزل النفحات والرحمات الإلهية على الصائمين،، حيث يغدق الله عز وجل من الخير والفضل على الصائمين في كل يوم من أيام رمضان،، فأوله رحمة،، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار،، ومن تقرب بخصلة من خصال الخير فيه،، فكأنما أدى فريضة فيما سواه،، ومن أدى فريضة فكأنما أدى سبعين فريضة فيما سواه،، ومن أدى فيه عمرة كان له أجر حجة تامة،، ولله تعالى عتقاء من النار،، وذلك في كل ليلة،، وفي آخر ليلة يعتق الله تبارك وتعالى من النار مثل عدد من أعتق في كل لياليه،، ومن حظي بقيام ليلة القدر،، فكأنما عبد الله خلال ألف شهر
· فتح أبواب السماء يدل على فتح مصاعد أعمال العباد،، وذلك بأن يوفقهم الله تعالى للعمل الصالح تارة،، ويتقبل منهم تارة أخرى

2- فتح أبواب الجنة الثمانية:

ففيه تنشيط وتحفيز للصائمين إلى التسابق والتنافس في الخيرات

3- غلق أبواب جهنم:

وهو يدل على صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار،، وتنزه أنفس الصائمين عن رجس الفواحش والشهوات،، فإن الصوم يقمع مكامن الشهوات،، وقد أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم الشاب الذي لا يستطيع الزواج،، وقال:(عليه بالصوم فإنه له وجاء)

4- تصفيد الشياطين:

سواء كل الشياطين أو المردة منهم،، فحتى يقل إغواؤهم لبني آدم،، لاشتغال الصائمين بالصيام وقراءة القرآن وذكر الله تعالى،، وهذا أمر محسوس،، فإن وقوع المعاصي والشرور في رمضان أقل بكثير من غيره،، وربما تكون معدومة إلى حد ما،، وخاصة عند أولئك الصائمين الذين حافظوا على شروط الصوم،، وراعوا آدابه،، وحفظوا صيامهم،، واستغلوا أيام رمضان ولياليه بالطاعات والقربات،، وإن وقعت بعض المخالفات والمعاصي في رمضان،، فإنما تقع ممن لم يراعي حرمة رمضان،، ولم يلتزم بآداب الصيام،، أو ممن نفسه خبيثة وعاداته قبيحة،، لا يحترم شعائر الله،، ولا يعظم حرمات الله،، ويكون يوم صومه ويوم فطره سواء..

.:.:.:.:.:.:.:.

أسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا،، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويحببنا فيه،، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا ويجعله خالصا لوجهه الكريم،، إنه ولي ذلك والقادر عليه،، ووصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد،، وعلى آله وأصحابه أجمعين..

لاكي

اللهم إليك مددت يدي،
وفيما عندك عظمت رغبتي.
فأقبل توبتي،
وارحم

ضعف قوتي،
واغفر خطيئتي،
واقبلمعذرتي،

واجعل لي من كل خير نصيبا ،

لاكي

جزاك الله خير

بوركتِ

لاكي
الحمد لله رب العالمين،، والصلاة والسلام على النبي الأمين،، وعلى آله وصحبه أجمعين..
.:.:.:.:.:.:.:.
الروضة الثانية:

قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى: حدثني أبو الطاهر،، وهارون بن سعيد الأيلي،، قال أخبرنا ابن وهب،، عن أبي صخر أن عمر بن إسحاق،، مولى زائدة حدثه عن أبيه،، عن أبي هريرة رضي الله عنه،، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصلوات الخمس،، والجمعة إلى الجمعة،، ورمضان إلى رمضان،، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)،، إخوتي وأخواتي في الله كل صلاتين من الصلوات الخمس بينهما فترة من الزمن،، تمتد ما بين ثمانِ ساعات،، قد تزيد قليلا أو قد تنقص قليلا ما بين صلاتي الفجر والظهر،، وما بين ساعة ونص إلى ساعتين ما بين المغرب والعشاء،، وما بين الجمعة إلى الجمعة سبعة أيام،، وما بين رمضان إلى رمضان أحد عشر شهرا،، وما يقرب من ثلاث مائة وثلاثين يوما،، في تلك الأيام والليالي الساعات والثواني،، لا يسلم الإنسان ولا يخلو من ذنب أو تقصير أو معصية أو غفلة أو تفريط في جنب الله،، فلو كان يرتكب ذنبا واحدا في اليوم فقط،، لاجتمع عليه ثلاث مائة وستين ذنبا في العام الواحد،، فكيف بمن يرتكب عشرات الذنوب،، ويقع في مئات الغفلات،، لو لم يكن لديه مطهر يطهر به تلك الذنوب،، ومزيل يزيل به تلك المعاصي لهلك،، قال صلى الله عليه وسلم: (أرأيتم لو أن نهرا غمرا باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات،، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، فكذلك مثل الصلوات الخمس،، يمحو الله بهن الخطايا)
.:.:.:.:.:.:.:.
وعلى العبد ما دام هذا حاله أن يتوب إلى الله،، وأن يصبح تائبا،، ويمسي تائبا،،{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31،،{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53،، فالتوبة التوبة يا عباد الله،، قبل أن تحدث أمور لا تحمد عقباها،، (بادروا بالأعمال الصالحة سبعا،، هل تنتظرون إلا غنى مطغيا،، أو فقرا منسيا،، أو مرضا مفسدا،، أو هرما مفندا،، أو موتا مجهزا،، أو الدجال فشر غائب ينتظر،، أو الساعة والساعة أدهى وأمر)
.:.:.:.:.:.:.:.
إخوتي وأخواتي في الله،، إنها لرحمة عظيمة،، أن يفتح الله لعباده باب التوبة،، ويمده إلى بلوغ الروح الحلقوم،، بالنسبة للإنسان،، وطلوع الشمس من مغربها،، بالنسبة للبشرية جمعاء،، والله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،، وينادي في كل ليلة في الثلث الأخير منها: هل من تائب فأتوب عليه،، هل من مستغفر فأغفر له،، هل من سائل فأعطيه؟؟
.:.:.:.:.:.:.:.
ألا وإن من أعظم مواسم التوبة والإنابة شهر رمضان الكريم،، فإن من أدركه رمضان،، ثم انقضى الشهر ولم يغفر له،، فأبعده الله تعالى،، اللهم تب على التائبين،، واغفر ذنوب المذنبين،، واهدِ ضال المسلمين،، ورده إليك ردا جميلا يا أرحم الراحمين،، اللهم آمين

لاكي

بارك الله فيك يااختي هذا موضوع مهم ومتعوب عليه جزاك الله الف خيرا يااختيلاكي


لاكي
بسم الله الرحمن الرحيم،، الحمد لله رب العالمين،، والصلاة والسلام على خير من صلى وصام،، وتهجد لله وقام،، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين..
.:.:.:.:.:.:.:.:.
الروضة الثالثة:
قال البخاري رحمه الله تعالى: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى
عليه وسلم يقول: (من صام يوما في سبيل الله بعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفا)
.:.:.:.:.:.:.:.:.
إخوتي وأخواتي في الله،، قوله صلى الله عليه وسلم: (من صام يوما في سبيل
)،، يعني في طاعة الله،، قاصدا بذلك وجه الله تعالى،، وقيل في (سبيل الله) يعني في الجهاد،، فتجتمع له فضيلتان،، فضيلوة الصوم وفضيلة الجهاد،، وهذا في حق من لم يخشَ ضعفا،، لأن الجهاد منازلة أعداء الله بقوم وجلد،، فإذا كان هناك من المجاهدين من قد تعود على الجلد والجهاد والصبر مع الصوم،، فالصوم في حقه أفضل،، وكذلك في السفر إذا كان الصوم لا يؤثر على المسافر،، فالصوم في حقه أفضل،، وقد روى أبو الدرداء رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره،، في يوم حار،، حتى ليضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر،، وما فينا صائم إلا النبي صلى الله عليه وسلم،، وعبد الله بن رواحة..
وعن أنس رضي الله عنه قال: كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم،، فلم يعب الصائم على المفطر،، ولا المفطر على الصائم..
.:.:.:.:.:.:.:.:.
إذا كان هذا فضل صيام يوم واحد إخوتي وأخواتي في الله،، فكيف بصيام ثلاثين يوما،، وهي شهر رمضان،، بل كيف بصيام يوم وإفطار يوم وهو صيام داوود عليه السلام،، إن الصوم إخوتي وأخواتي في الله لا عدل له ولا مثيل في الأجر،، فقد تكفل الله تعالى بجزاء الصائم بنفسه عز وجل،، فقال: (كل عمل ابن آدم له،، إلا الصوم،، فإنه لي وأنا أجزي به،، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي) إن الملائكة الكرام الكاتبين تكتب الأعمال الصالحة،، الحسنة بعشر أمثالها،، ويضاعف الله لمن يشاء أضعافا كثيرة،، إلا الصوم،، فإنها تكتبه كما هو،، حتى يلقى الصائم ربه عز وجل،، فيجزاه الجزاء الأوفى،، بغير حساب،، فيفرح الصائم بصومه حينئذ،، نظرا لما يرى من كرم الله وجوده وعطائه
.:.:.:.:.:.:.:.:.
من فضائل الصوم:

1-أنه جنة وحصن حصين من النار
2- أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة،، يقول صلى الله عليه وسلم: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة،، يقول الصيام: أي رب،، منعته الطعام والشهوة نهارا،، فشفعني فيه،، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل،، فشفعني فيه،، قال: فيشفعان فيه)
3- أن للصائم دعوة مستجابة في كل يوم،، فليكثر من الدعاء وخاصة عند الإفطار
4- أن الملائكة تستغفر للصائمين،، وأن الجنة تزين لهم في كل يوم،، ويقال لها: يوشك عبادي أن يضعوا عنهم المؤونة ويصيروا إليك..
5- أنه تتحقق بالصوم التقوى،، وهي من أعظم مطالب هذا الشهر الكريم،، كما قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183

.:.:.:.:.:.:.:.:.

نسأل الله تعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا،، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم،،اللهم فارق الفرقان،، ومنزل القرآن،، بالحكمة والبيان،، بارك لنا يا ربنا في شهر رمضان،، وفي كل ليلة من ليالي رمضان،، وأعده اللهم علينا سنينا بعد سنين،، وأعواما بعد أعوام،، على ما تحب وترضى يا ذا الجلال والإكرام..
لاكي

لاكي
إن الحمد لله تعالى،، نحمده ونستعينه،، ونستغفره ونتوب إليه،، ونؤمن به ونتوكل عليه،، ونثني عليه الخير كله،، ونصلي ونسلم على خير خلق الله،، محمد بن عبد الله،، عليه وعلى آله أفضل الصلة وأتم التسليم..
.:.:.:.:.:.:.:.
الروضة الرابعة:
قال البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا موسى بن إسماعيل،، حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر،، عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما،، قال: ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا قط،، غير رمضان،، ويصوم حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر،، ويفطر حتى يقول القائل: لا والله لا يوم)..
.:.:.:.:.:.:.:.
الصيام إخوتي وأخواتي في الله،، مدرسة تربوية عظيمة،، يتربى على دروسها الصغير والكبير،، والذكر والأنثى،، والحر والعبد من المسلمين،، فيضفي على النفس صفاء ونورا وطمأنينة،، تشعر الصائم بالعبودية الكاملة لله وحده،، حيث لا يتحكم في نفسه إلا الله،، وعبوديته لله،، وخوفه من الله،، هو الذي منعه من الأكل والشرب في النهار،، وتضفي هذه المدرسة الرمضانية على نفس الصائم جودا وكرما وعطاء من مال الله الذي آتاه،، فينفق على العجزة والأرامل والمساكين،، فيسعد عندما يراهم سعداء،، في منزل نظيف،، وثياب جديدة،، وطعام طيب كاف،، ويضفي الصيام على المجتمع صفة التآخي والتراحم،، حينما يخالط الغني الفقير،، ويقف بجانبه،، ويمد إليه يد العون والمساعدة له الصدقة والزكاة وطعام الإفطار،، وكسوة العيد،، ويضفي على الأمة الإسلامية كلها صفة الترابط،، حينما يصومون في وقت محدد،، ويؤدون شعائر موحدة،، فيشعرون بالوحدة الدينية،، والوحدة النفسية،، ويشعرون أنهم على خير،، وأن الله تعالى معهم،، ناصرهم ومؤيدهم،، وهكذا عندما يرى المؤمن إخوانه في الله كلهم صيام في النهار،، وقيام في الليل،، ومجتهدون في الطاعة والعبادة،، يشعر بالعزة والكرامة والمنعة،، والروحانية العالية،، التي تغمره،، ويطمئن إلى نصر الله وتأييده لجنده وعباده المؤمنين الصائمين القائمين التائبين العائدين الحامدين الراكعين السائحين الساجدين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر والحافظين لحدود الله..
.:.:.:.:.:.:.:.
يشعر المؤمن بأن الصغير والكبير من المسلمين،، في خندق واحد،، وفي معركة واحدة،، ضد عدوهم إبليس،، الصغار يتدربون على مواجهة المعركة،، يقفون جنبا إلى جنب مع الكبار،، يتسحرون معهم،، ويفطرون معهم،، ويساهمون في توزيع الصدقات والزكوات،، ويحملون وجبات الإفطار،، إلى المساجد والطرقات وأماكن التجمع،، فيشاركون المسلمين في العبادة والطاعة،، وهذا حال السلف،، الذين ربوا أبناءهم على الصلاة والصيام،، والجهاد في سبيل الله،، منذ نعومة أظفارهم،، فكتب الله لهم العزة والكرامة والسؤدد،، ولن يصلح آخر هذه الأمة،، إلا بما صلح به أولها..
.:.:.:.:.:.:.:.
والنبي صلى الله عليه وسلم هو الأسوة،، وهو القدوة،، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم،، ما صام شهرا كاملا متتاليا غير شهر رمضان،، وكان أحيانا يصوم أياما عديدة،، يسردها سردا،، حتى يقول من علم حاله: أنه لن يفطر من الشهر شيئا،، ولكنه صلى الله عليه وسلم لا يفعل ذلك،، ثم يفطر ويواصل الإفطار،، حتى يظن الظان أنه لن يصوم،، ولما سئل أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه،، عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم،، قال: ما كنت أحب أن أراه من الشهر صائما إلا رأيته،، ولا مفطرا إلا رأيته،، ولا من الليل قائما إلا رأيته،، ولا نائما إلا رأيته،، ولا مسست خزة ولا حريرة ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم،، ولا شممت مسكة ولا عبيرة أطيب رائحة من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم..
فكانت تلك هي حال النبي صلى الله عليه وسلم في صيام التطوع،، كان يصوم تارة من أول الشهر،، وتارة أخرى من وسطه،، ومرة ثالثة من آخره،، وقد صام صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات في المدينة،، من العام الثاني للهجرة،، حيث فرض الصوم،، إلى العام العاشر للهجرة،، ثم توفي صلى الله عليه وسلم،، في شهر ربيع الأول،، من العام الحادي عشر،، بعد أن بلغ الرسالة،، وأدى الأمانة ونصح الأمة،، وجاهد في الله حق جهاده،، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته،، وحشرنا في لوائه وتحت زمرته،، وجعلنا من المتمسكين بهديه وسنته،، إنه سميع مجيب..
لاكي

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.