تخطى إلى المحتوى

رِسَالةٌ إلى صديقِي العزيز خالد 2024.

رِسَالةٌ إلى صديقِي العزيز خالد
بقلم / أبي عبد الرحمن ربيع بن المدنِي / الربيع العاصف
أخي العزيز / خالد :
أحيّيك بتحية العروبة والإسلام / السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..
تَولاّكَ الله بحفظِه ، وأعانَك على شُكره ، ووفّقك لطاعته ، وجعلكَ من الفائِزين برحمته …
آهاتٌ وزَفَرات تقبعُ في قلبي منذ زمن ليسَ بالقصير بسبب غيابِك المُضْنِي الّذي أرّقني وأسهرَ ليلي ، شعورٌ بالذّنب تجاهَك ينتابني بين الفينة والأخرى ، وتساؤلات عنيفة ترتطمُ بوجداني ،، ما سببُ غيابِك ؟ وما الذي جعلك تترك مراسلتي والتّواصلَ معي ؟ هل أغضبتُك يومًا ما من حيثُ لا أشعر ؟ هل ضايَقَتْكَ إحدى مقالاتِي ؟ ..لا لا أنا ما عهدتك تغضب أو تتضايق من كتاباتي ، بل كنتَ كلِفا بها معجبًا بأسلوبها ، وكنتُ أنا دائما ألومك وأعاتبك وأقول لك والله لقد اسْتَسْمنتَ ذا ورم ونفختَ في غير ضرم ٍ ، وأنشد لك قولَ المتنبي :
وما انتفاع إخي الدّنيا بناظره …إذا استوت عنده الأنوار والظّــلمُ
أعيدها نظرات منك صادقة …أن تحسب الشّحم فيمن شحمه ورمُ
فتعاتبني وتقول لا تحتقر نفسك فالمؤمن القويّ خيرٌ و أحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف وفي كلّ خير ..وما شهدنا إلاّ بما عَلِمنا …
فأنا ما زلت أتذكّر ذلك وأذكره مكبرا معجَبا ، وأنت تشجعني وتدفعني لأكون كما تريد لي أن أكون …
آه يا أخي كم هو جميل إحساس الأخوة في الله ، أتذكر تلك الأيّام والليالي التي قضيناها معاً ، وقد أخذنا بأطراف الحديثِ بيننا ، فتارة تكون أديبًا لا تلينُ لك قناة ، وأخرى نحويا كأنّك عمرو بن العلاء وأخرى فقيها محدّثا ، وأنا مصُغٍ لحديثك المفيد لا أَنْبِسُ بِبِنْتِ شَفَة …
فتقول : هِيهْ هات ما عندك يا مُغَيْرِبِي / فأعتذرُ لك بقولي : (إذا وُجد الماء بطل التّيمم ) أو (وإذا جاء نهرُ الله بطل نهرُ مَعقل) ..فتأبى إلا أن تسمعَ مني ما أهذي به من أشعار غزَلية وفخرية وحماسية ، وقِطَعٍ أدبية تحلّقُ بكَ في سماء الخيال ، كمقطوعاتِ جُبران ، ودرويش ، والزيّات ، والمنفلوطي ، وطه حُسين ، وغيرِهم ، فأشعرُ بك قد رضِيتَ بهذياني كلّ الرّضا ولسَانُ حالك يقولُ :
وَحَدّثَنِي يَا سعدُ عنها فَزِدْتَنِي …جُنُوناً فَزِدْنِي منْ حديثِك يا سعدُ
فَلّله درّك من أخٍ لم تلدْهُ أمّي ، وصديقٍ قلّ أن يجُودَ الزّمانُ بمِثلِه ، فقد كنتُ محظوظاً في تلك الأيّام الخالية عندما كنتُ أنعَمُ بأنسك وقُربك وجميل خصالك وفِعالك وبيانِك الذي كأنّه الشّهد بل أحلَى ،، والذي دلّني على أنّ وراءه قلباً رَقِيقا شَفّافا هو منبعُ ذيّالك التّواضع النبيل ، وذلك الخلق السّجيح …
فهل لك من رُجوع يا أخي / فإنّ القلبَ جدُّ مُشتَاقٍ لمحادثتك ، وكلامك الذي يرويه ويسقيه بفنونٍ من الأدب والعلم والبلاغة والبيان / وأنت تعلَمُ علمَ يَقِينٍ أنّ أخاكَ تأسُره الفائِدةُ ، وتأخُذُ بتلابيبهِ الكلمةُ السّاميةُ ، وتَخنُقه العَبَرات إذا ما سمعك تقصّ عليه تلكَ القصص الشّبه واقعية ،،كقصّة غرفة الأحزان / ومأساة وضّاح اليمن / وصُراخ القبور / ووردة الهاني على علاّتها …وليل وقُضبان / وموعدنا غداً/ وغيرها كثير كثير ..
واعلم – لازلتَ موصولاً بحفظِ الله – أنّي أكتبُ إليكَ هذه السّطور والكلمات وأنا غارق في وسطِ مكتبتي .. قد حاصرتني الكتبُ والتّواليفُ من كلّ حدب وصوب كما عَهِدْتَني ، وأنا أحدّثُ نفسي بشِراءِ كتاب لغوي كبير يُعدّ مرجعًا مهمّا في بابه حالَت الظّروفُ بيني وبينَ لِقاءه ، ألا وهو كتاب العلاّمة المرتضى الزّبيدي المعنون له ب( تاج العروس من جواهر القاموس ) يقع في أربعين مجلداً …
أعلمُ أنّك ستضحكُ مني كعادتك لذلك سُقتُ لك هذا الخبرَ الذي لا يمتّ للرسالة بصلة !! وأنا أتعمد مثل ذكر هذه الأخبار لممازحتك …أيها الموفق .
وأختم رسالتي إليك بأبيات الشاعر الفحل (المثقب العبدي) التي كنت تحب ان تسمعها منّي :
فإمّا أن تكونَ أخي بحـقّ … فأعرف منك غثّي من سَميني
وإلاّ فاطّرِحنِي واتخــذني … عــــدوّا أتّقيك وتتقيني
ولا تَعِدِي مواعدَ كاذبات … تمــرّ بها رياحُ الصيف دوني
فإني لو تخالفني شمـــالي …لما اتبعتها أبـــــداً يميني
إذا لقطعتها ولقلـت بِينِي …كذلك اجتوي مــن يجتويني
وهذا هوَ الشّعرُ وإلا فلا …
وحفظك الله
وكتبَ / أبو عبد الرحمن ربيع بنُ المدني / الربيع العاصف
02 / 06 / 2024
السلام عليكم
ما انا ارى الا اعجوبه من عجائب الدنيا قد انتبهت وصحت من غفوتها لترى ان الخل الوفى لازال على قيد الحياه فليجمعكم الله ولا يفرقكم يا اخى
ما أجمل هذه الرسالة الراقية التي جُدت بها يا أخي..

لا أدري بماذا أصفها؟

هل هي همسات عتاب راقية ؟
أم هي باقات ورد تعلمنا فيها كيف تكون الصداقة ؟

معاني جميلة في رسالتك يا أخي لا أقدر حصرها..
ورائعة بمعني الكلمة صدقني يا أخي لا تكفي ..

الأخت الفاضلة زوزو المصري / بارك الله فيك وجزاك الله خيرا سررت بمرورك وتعليقك
الأخت الكريمة أم البنين / أحسن الله إليك شرفني تعليقك وأعجبني فلله درّك وبارك الله فيك …
الأخت الفاضلة زوزو المصري / بارك الله فيك وجزاك الله خيرا سررت بمرورك وتعليقك
الأخت الكريمة أم البنين / أحسن الله إليك شرفني تعليقك وأعجبني فلله درّك وبارك الله فيك …

محزنٌ جداً أن نفقد الصاحب القريب , والأخ الحبيب , والصديق الوفي

بعد أن وجدناه في عصر لا يعرف قدراً للصحبه , ولا ميزاناً للأخوة الحقه

" أقر الله عينك برؤيته , و أروى الله ظمى شوقك بعذوبة وصله .. عاجلاً غير آجل "

أختي بقايا أمنيه الفاضلة / سرّني تعليقك وأفرحني دعاءك / استجاب الله دعاءك ….

""

ماآ أحوجنا أن نرى في زمن الغدر ..

صديق صدوق يكن كل هذا التقدير ،،

وهذا الحب الصادق الذي ينبع بالوفاء

وحتى أنه يأكد على الأشياء التي أحبها ويتذكر كل لحظة مرت ~

رسالة تجعلك تحس بالطمأنينة عند قراءتها

عذبة هي ،،

بورك مداد قلمك الراقي ~

جمعك المولى مع صديقك تحت ظل عرشه يوم لاظل إلا ظله

""

جزاك الله خيرا / أختي الفاضلة ،، سرّني والله تعليقك ، بارك المولى في مسعاك
….

تعجز اناملي عن وصف ما سطرت اناملك من حروف جميلة
ان الدنيا لازالت بخير.. هذا ما اكرره عندما احظى باصدقاء اوفياء
ولو خليت لقلبت
حفظكم الله لبعض اخي ربيع
تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.