س:هل القرآن كتاب هداية أم هو كتاب علم وهداية مع الاستدلال على الجواب ؟
اخواتي اريد الرد هام لان المسأله فتحت باب النقاش
وأريد أن أنبه بادئ ذي بدء أن القول على سبيل القطع أن القرآن ليس كتاب علم هو كلام يناقض المنهج العلمي نفسه، و أن الكلام الذي لا دليل عليه سوى الظن لا يرقى إلى مستوى اليقين.
و أنا أسأل هؤلاء : هل كل ما لا تصل إليه الأفهام يعتبر ضائعا، و لا يمكن له أن يوجد ؟
فإن يكن ذلك حقا، فإنه لا يجوز لأهل أي علم أن يبحثوا عن شيء لم تصل إليه الأفهام, طالما ظننا أن الشيء الذي لم تصل إليه الأفهام لا يمكن أن يوجد.
فهل حقا كشفنا كل ما في القرآن، فلم نجد فيه علما، أو قل لم نجد فيه هذه التفاصيل الخاصة بالعلوم الحديثة ؟
يا من تقول أن القرآن ليس بكتاب علم, لماذا لا تتهم فهمك أنت بأنه لم يستطع الوصول إلي هذا العلم المخزون في القرآن؟
هل تستطيع أن تجزم بنسبة 100 % أنك فهمت كل مراد الله من القرآن فتحكم بكل رضي بأن القرآن ليس بكتاب علم؟
لقد علمنا ربنا في كتابه الكريم أنه ليس بالضرورة أن العالم إذا جهل مسألة, فبالضرورة أن كل من سواه من الناس سوف يجهل هذه المسألة, فلا يوجد إنسان يعلم كل شيء (و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا), فهذا نبي الله موسي عليه و علي نبينا الصلاة و أزكي السلام, يجهل عدة مسائل في رحلته مع العبد الصالح, و لأنه ظن أن هذه المسائل لا تأويل لها طالما أنه لا يعلمها, اعترض علي فعل العبد الصالح, ثم تبين له أن العبد الصالح قد علم من الله ما لم يعلم هو {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف76.
و هذا ملك مصر في زمن يوسف عليه السلام يري رؤية أفزعته فسارع في عرضها علي أهل مجلسه, فلما لم يعلموا لها تأويل سارعوا في الحكم بأن رؤيا الملك أضغاث أحلام, قبل أن يحكموا علي أنفسهم بأنهم ليسوا بأهل لتأويل الأحلام {قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }يوسف44, و لو أنهم أنصفوا لما حكموا علي الشيء و هم ليسوا أهلا للحكم فيه و لاكتفوا بقولهم {مَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }يوسف44, و لكنه حب الفتوى و لو كان بغير علم, ثم خرج من بينهم من دلهم علي أهل العلم في المسألة (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ) 45 يوسف, فأفتاهم يوسف في رؤيا الملك عن علم.
إذا فالذي يدعي أن القرآن ليس بكتاب علم, يزعم بلسان الحال و إن لم يصرح بالمقال أنه قد حاز مجامع العلوم, و أن الله قد رزقه تأويل القرآن كاملا فعرف انه لا يحتوي أي إشارات لا من بعيد و لا من قريب إلي علوم عصرنا الحديثة, فإذا صدقه أحد في دعواه, سألناه (لماذا إذا أمرنا الله بتدبر القرآن؟).
و لست أعلم بأي منطق قامت دعوى إنكار العلمية عن القرآن الكريم في عصر العلم ؟
إن العلم إذا بحث عن شيء فلم يجده، لا ينفض يده من البحث عنه، و لا يقطع أبدا بالقول بعدم وجوده، و غاية ما يقوله العلم في هذا المقام : أنه بحث عن هذا الشيء فلم يجده، لأن وسائله قصرت عنه، و أنه يمكن بوسيلة أخرى أن يعاد البحث عنه.
فلم لا يجعل العلماء علمية القرآن فرضا محتملا، على الأقل، بين كثير من الأمور التي يحلم بها العلماء و لا يصلون إليها, و ذلك أضعف الإيمان في جانب كتاب الله الذي نزله الله بعلمه. و يكفي أننا نرى فيه قوة الحكمة و دقيق اليقين في كل مجال يعمل فيه العلم.
لقد فتح هذا القول بأن القرآن ليس كتاب علم بابا آخر، هو أن التحدي الذي نصت عليه آياته البينات هو مخصوص و محدود.. مخصوص بالبيان، محدود باللغة.
و لكن عند قراءة القرآن تسقط هذه الدعوي بسهولة شديدة, حيث يدرك كل ذي عقل سليم أن هناك مراتب تصاعدية في فهم القرآن و نمو المعرفة به : فأبسط المعرفة و أكثرها جوهرية و ظهورا هي اللغة و البيان، فإذا أضفنا إلى اللغة و البيان طريقة الاستدلال و نمط الجدال في القرآن دخلنا ميدان الفكر و النظر، فإذا أضفنا إلى ذلك ترتيب القرآن لذلك النظر و ذلك الفكر من حيث هو فردي و ثنائي و جماعي و من حيث أساليبه و مناهجه دخلنا باب البحث العلمي، فإذا أضفنا إلى ذلك كله حقائق الخلق في الكون و النبات و الحيوان، و خبر تاريخ المتقدمين و معرفة سنن الله في الأولين و الآخرين، دخلنا ميدان العلم. و يمكن أن نتدرج بالقرآن أكثر فندرس الإنسان و نواحي نشاطه، و هذا يؤدي بنا إلى الدراسات الإنسانية و العلوم الاجتماعية. و لعله يأتي اليوم الذي نسأل القرآن نفسه عن الأشياء.. و لعلنا نصل إلى تلك المرحلة قبل أن يرفع العلم.
و ربما ندرك أيضا من الوجهة العلمية أن التطبيقات كثيرا ما تسبق قواعدها، فالأقوام الأوائل اضطروا أن يقوموا بالتوليد و الجراحة زمنا قبل أن يوجهوا انتباههم لعلوم التشريح و الأجنة. وهذا النظام مع أنه تاريخي فإن وصفه منطقي. فالأطباء وجدوا قبل الطبيعيين و الكيميائيين، ولكن الطبيعيين و الكيميائيين هم الذين أمدوا الأطباء بأدوات البحث.
و من الطبيعي أن يوجد المتدبر للقرآن من اللغويين قبل المتدبر له من العلميين.. و لست أجرد اللغة من صفة العلمية هنا، غير أني لم أجد وصفا أكثر دقة. و لعل أهل اللغة و إن سبقوا بالنظر في القرآن فأهل العلم هم من سيمدهم بأدوات البحث التي يسهل عليهم استخلاصها من القرآن حين يصعب على أهل اللغة ذلك.
ففي كل كلمة من كلمات الله في كتابه الكريم كثير من الفضيلة، كثير من العلم، كثير من الحكمة، كثير من التحدي، كثير من الإعجاز..
بل إن العلم كله يتبلور في هذه الكلمات.. و هي تعرض الآيات البينة الواضحة كما تعرض ما لا حصر له من الدلالات الغامضة و الحقائق.
و هذا هو السر الذي يجعلنا نؤمن بأن في القرآن كل العلم، و هو ما يدفعنا أن نسأل القرآن عن معنى هذه الكلمة أو تلك ؟ و عن موضعها و صيغتها و زمنها، مما لا ينتبه إليه كثير من القراء العابرين.
و علمية القرآن تتبلور من خلال فهم الأمور الآتية:
أولا: البيان في القرآن الكريم, و جاء على ستة مستويات :
1. القرآن مبين لكل شيء، (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)89 النحل، فما من شيء إلا و له بيان في كتاب الله تعالى.
2. القرآن مبين لذاته، (حم .:. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ .:. إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.:. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ .:. )، 4-1الزخرف, (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ .:. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ .:. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ .:. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ .:.)، 195-192النحل. فالقرآن واضح الحرف، واضح اللفظ، واضح اللسان.
3. كون آياته بينات بنفسها، (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ)، الآية 16، سورة الحج.
4. كون آياته مبينات بغيرها، مبينات لغيرها، (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) 34، النور.
5. كونه مبين لما قبله، (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ .:. إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .:. نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ .:. )، الآيات 1-3، سورة يوسف.
6. كونه مبين لما بعده، (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ .:. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ .:. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ .:. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ .:. )، 16-19القيامة.
يقول الفخر الرازي في تفسيره : إن اللفظ لا يقتضي وجوب تأخير البيان بل يقتضي تأخير وجوب البيان، ذلك لأن وجوب البيان لا يتحقق إلا عند الحاجة.
ثانيا: تفصيل القرآن و يأتي على أربعة مستويات :
1. مفصل بذاته، (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) 114 الأنعام.
2. مفصل على علم، و دليله قوله تعالى : (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، الآية 52، سورة الأعراف.
3. كون الآيات مفصلات فيه، و هي على ثلاث مراتب :
أولها، آيات العلم، (قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)، 97 الأنعام.
و الثانية، آيات الإيمان، (قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ)، 98 الأنعام.
و الثالثة، آيات التذكرة، (قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)، 126 الأنعام.
4. كونه مفصل لكل شيء، (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)، 12 الإسراء.
ثالثا: التفسير (القرآن يفسر كل لسان و لا يفسره لسان… )
فكلام البشر لا يخلو من الظنيات، و لا يمكن الجزم به مهما كان المتكلم عالما، أما القرآن فما ينطق به هو عين الحق، الذي لا يخالطه ريب, و القرآن يفسر يفسر الأشياء تفسيرا، على الوجه الذي لا مزيد عليه، (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا )، الآية 33، سورة الفرقان، فالغاية من القرآن ليست ضرب المثل و فقط، بل المثل الحق. و لم يقل هنا أحق أو أصدق كما قال بعد ذلك أحسن على صيغة التفضيل.. لأن ما في القرآن هو عين الحق، أما أحسن هنا فهي على صيغة التفضيل لأن المخاطب به رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن معه، فهو أحسن تفسير يفهمه المتدبر في القرآن.
رابعا: النظام الذي لا اختلاف فيه
قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)، 82 النساء, و قد يذهب في ذهن الناظر في الآية، أنه إنما نفى عن القرآن الاختلاف، إلا القليل، فإنه يجوز أن يكون فيه، و هذا الظن غير صحيح، فإن ما يطرأ على ما كان من عند غير الله من كثير الاختلاف يقابله أن لا اختلاف البتة في القرآن بدليل قوله تعالىعن القرآن (قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)، 28 الزمر، و(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)، 1 الكهف. فلا اختلاف في مضمون القرآن، و لا عوج في لفظه و لا حرفه.
خامسا: الدين و العلم توأمان
من المسائل التي أهمتني فترة من الزمن مسألة إذا تعارضت الآية القرآنية مع الحقيقة العلمية، أيهما يكون الأخذ به أوفق القرآن أو العلم.
و لعل علماء المسلمين اختلفوا في الأمر و تباينت آراؤهم مع أن أغلبهم قد مال إلى القول بأن الأخذ بالقرآن أوفق و أصوب و أدق و أقرب إلى الحق.
و لا أرى في حكمهم إلا حكما في مسألة مستحيلة, لأن القرآن و العلم لا يختلفان في الأصل، لأن الحقيقة واحدة. و الأجدر من هؤلاء أن يصححوا المسألة لأن في طرحها بهذا النهج خطأ، و الأصح أن نسأل أولا هل يمكن للآيات القرآنية أن تختلف مع حقائق العلم ؟ و نعني هنا حقائق العلم اليقينية لا الظنية.
و الجواب أنه لا إمكان لذلك لأن الحقيقة القرآنية التي مصدرها في الآيات المنزلة و الحقيقة العلمية التي مصدرها العقل، لا يجوز أن يختلفا لأن القرآن و العقل مرسلهما واحد و هو الله ولا يجوز أن تختلف رسالتان من نفس المرسل.
و عليه، فإنه إذا اختلف تفسيرنا للآية القرآنية مع ما نتصور أنه حقيقة علمية، فسنكون أمام أحد ثلاثة أمور : إما أن يكون فهمنا للآية خاطئ، أو حكمنا على الحقيقة العلمية ظني أو كلاهما معا، و هو الدافع لنا أن نصحح مسارنا في كل ذلك و الله تعالى أعلم.
ويستحيل وقوع تفاوت بين الإسلام والعلم… ويستحيل أن توجد حقيقة علمية يقال إن في الإسلام ما يناقضها. وإذا بدا شيء من ذلك للنظر السطحي فلابد أن يكون هناك تزوير فيما نسب للدين أو فيما نسب للعلم…إن الدين الحق والعلم الحق يتصادقان ولا يختلفان.
و إنه من الأمور الخطيرة في هذا الجانب أن يحملنا الشغف بالغرب، و هو كثير و كبير عند من يدعي العلم بيننا، إلى مجازفة العقل و انتهاك المقدس و تمييع مفاهيم القرآن و توظيفها على غير نهجها و حقيقتها.
كمن أقر بحقيقة نظرية التطور، و استدل على ذلك بقوله تعالى : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)، 14 المؤمنون، و فصل الجملة ثم أنشأناه خلقا آخر، ليقول أنها الدليل على أن الإنسان كان خلقا آخر ثم تحول إلى ما هو عليه, مع أن سياق الآية واضح في أن الكلام عن كيفية تحول النطفة التي لا شكل لها إلي إنسان ذو شكل و هيئة لا تمت بصلة إلي شكل النطفة التي خرج منها. و كمن سوى الديمقراطية بالشورى و نسي أن الديمقراطية القائمة على الانتخابات تسوي بين العالم و الجاهل و بين التقي النقي و الخبيث الفاجر و الله يقول ( أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) 9 الزمر، و قال تعالي (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) 122 الأنعام. و هو باب كبير نؤثره الآن لغيره.
سادسا: علم القرآن و علم الأسباب:
مصطلح العلم عند الناس اليوم يطلق علي علم الأسباب القائم على التجربة و المشاهدة، والفكر و النظر، و رؤية العقل، فلا يثبت العلم إلا بالحس و الخبر و النظر و الحجة والدليل.. قال تعالى (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ) 10 ص., و قال تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ .:.(36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا)، الآيات 36، 37، سورة غافر. و مع ذلك فالأخذ بالأسباب المادية ليس هو وحده سبيل الوصول إلي العلم, فالإنسان مهما بلغ من العلم عاجز عن أن يعلم كل شيء في كون الله الشاسع الاتساع, بل عاجز عن أن يعرف كل شيء علي أرضه التي يمشي عليها, فكيف به إذا أراد أن يعرف أصل خلقته أو خلق السموات و الأرض, أو لماذا خلقه الله, و إلي أين المصير.
كل هذه الأسئلة و غيرها لا سبيل للعلم المادي و الأخذ بالأسباب في الإجابة عليها إجابة شافية, و لابد لمعرفتها من رب العالمين الذي وضع علمه المبين لها في كتابه الكريم, فعلم القرآن يتجاوز ما يمكن أن يعلم عن طريق الأسباب, قال تعالي مبينا أن علم الكتاب أوسع من علم الأسباب ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) 40 النمل، ومقتضى هذه الآية، أن العلم الذي يمكن للإنسان استخدامه في أغراضه، ليس فقط ذلك المتعلق بالأسباب.
سابعا: القرآن يستثير الفكر و يطلب العلم لفهم النقل (ما فرطنا في الكتاب من شيء)
قال تعالي (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ…)، الآية 38، سورة الأنعام.
فكما أحصى الله تعالى في كتابه كل ما يتعلق بأحوال البشر، من العمر و الرزق و صفات الخلق و نظام الحياة، فكذلك أحصى الكتاب جميع ما يتعلق بأحوال ما دب على الأرض أو طار في جو السماء. فإن قيل أن المقصود من الدابة و الطير الحيوان، قلنا إن المثلية تجعلنا نعلم نظام خلق الإنسان وحياته بالنظر في الحيوان. و إن قيل بل المقصود كل ما تحرك على الأرض أو ارتفع في السماء، دل ذلك على إمكان إحداث ذلك بالنظر في ما يدب و يطير.
فإن قيل لماذا ذكر الجناحين، و ما من طائر إلا طار بجناحين، قلنا إن ذكر الجناحين لا يفيد الطيران خذ من ذلك مثلا الدجاجة، فإنها لا تطير مع أنها تملك جناحين. وربما دل هذا على إمكان النظر في ما يطير بالجناحين و ما لا يطير، وصولا لإحداث ما يطير مما نبتغي به فضل الله. أما ذكر الجناحين بالتحديد فلكي لا يدخل الملائكة في باب النظر، لأن نظر الإنسان محدود بالمخلوقات التي يمكن مشاهدتها.
و من تدبر صدر هذه الآية، عرف الغرض من خاتمتها (…مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ…)، فصدر الآية يستثير في العقل عدة أسئلة:
لماذا خص الدابة بالأرض ؟ هل الطائر يطير في الأرض أم خارجها ؟ أي فضاء يمكن الطيران فيه بجناحين ؟ هل يمكن الطيران بأقل أو أكثر من جناحين ؟ فيم تتجلى المثلية بين الدابة و الطائر و الإنسان ؟ هل يمكن للإنسان أن يطير ؟ لماذا قال في الأرض و لم يقل على الأرض ؟ هل تدخل حيتان البحر في دواب الأرض ؟
ولعلنا إذا رمنا الإجابة عن أسئلة مثل هذه، استوجب أن نحدد معنى الجاذبية و السرعة والفضاء، و المعرفة بقوانينها، و أنظمتها. و المثلية هل هي مع الحيوان فتكون المثلية بيولوجية وحركية… فإن سألنا كل آية على النحو الذي قدمنا، تأكد لنا معنى : (…مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ…)، الآية 38، سورة الأنعام. كونه يحمل كل أسرار العلم.. فسبحان الذي أنزل الكتاب بالحق و أحسن تفسيرا.
ثامنا: مساءلة القرآن عن العلم (هل يجوز لنا أن نسأل القرآن، مادام يحتوي كل العلم ؟ ):
هل يستطيع العقل البشري أن يعلم كل دلالات القرآن ؟
و لعلنا لا نكذب إذا قلنا أن العقل الذي لا يعرف الحق، الموجه بالهوى، مستعد للبرهنة على كل ما نريد البرهنة عليه، و هو يستطيع أن يجد لكل حجة حجة تدحضها. و هو بهذا يمكن له أن يشكك في كل شيء، و أن يزعزع كل معارفنا.
فإن ركبنا بهذا العقل المجرد بحر القرآن فلن نظفر من القرآن إلا بالظاهر، فإن وجهنا العقل بهذا الحق، الذي هو القرآن، كان كالشعلة المضيئة، تكشف له ما احتجب من عجائب الدلالات في آي القرآن، و ارتقينا وقتها من مستوى النظر اللغوي و الدلالي الظاهر إلى مستوى النظر الحركي الكامن، فيضمها إلى ما حصل من معرفة، و لا يتسنى له أن يصف القرآن إلا بما وصف القرآن نفسه به، و جاز لهذا العقل أن يسأل القرآن، و أن يظفر بقدره من دقيق الجواب.
ولابد، في هذا كله، من استحضار واستصحاب المشاكل التي نريد عرضها على القرآن لنسأله عنها و نتحاور معه بشأنها. و من مستلزمات ذلك أن تكون نصوص القرآن ومشاهده قادرة على توليد نماذج معرفية تبين للإنسان الحقيقة اليقينية و تهديه للتي هي أقوم، و هي كذلك، فهو المنزل بعلم الله, و قد نهتدي إلى هذه النماذج بعمليتي التدبر و التعرف إلي حقل الدلالات والمعاني لكل كلمة في القرآن.
و تأتي أهمية ما أوردنا في هذا الباب، إلى ضرورة إعادة النظر في مناهج تدبر القرآن الكريم حتى تكون في مستوى الإجابة على تحديات الإنسان المعاصر، والذي بدأ يبحث في الدين عن معنى لحياته ووجهة لوجوده الذي أصبح مهددا بفعل النماذج التي تريد أن تفصله عن الله.
تاسعا: مثال لمساءلة القرآن عن تاريخ العلم
قال تعالى ( أوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، 9 الروم.
تذكر بعض الآيات القرآنية أن بعض المجتمعات التي عاشت في الماضي، كانت تمتلك حضارة تفوق حضارة المجتمع الذي نعيش فيه و عاش فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم. فالمجتمعات السابقة قد تركت أثارا أعظم.
و لذا فالتعبير عن التاريخ، جدير بالتقييم. فشرح التاريخ بشكل خطي، وبفهم تقدمي مستمر، يتبع وتيرة تطورية، ويحتوي هذا التطور تقدما مستمرا، هو كلام فيه نظر، و إن كنا نظنه كذلك.
إن القرآن الذي لم يخطأ و لن يخطأ في أي موضوع على الإطلاق، لم يخطأ و لن يخطأ في هذا الموضوع أيضا. فالقرآن لا يتفق والفهم التقدمي الخطي للتاريخ حيث يخبر أن بعض المجتمعات السابقة كانت أكثر آثارا، وأشد قوة. من الممكن أن يوجد التقدم الخطي في إحدى مراحل التاريخ. فقد سجل التقدم العلمي الذي بدأ في القرن 16، تطورا خطيا حتى القرن 20 في واقع الأمر. لكن تعميم هذا التقدم على التاريخ وعلى كل موضوع خطأ كبير. و لم يقل بهذا إلا بعض المذهولين بالثورة العلمية التي بدأت في القرن 16، و لم تكن لهم دراية كافية بالتاريخ.
يري الفهم التاريخي الخطي التقدمي أن كل مرحلة من مراحل تاريخ البشرية أفضل من سابقتها. ولقد استقرت تلك الرؤية الخاطئة بدرجة قوية في أذهان قسم مهم من البشرية حتى إنه عندما تم اكتشاف الخصائص العالية في البناء المعماري للأهرام تعذر على من يؤمنون بهذه الرؤية فهم كيفية حدوث هذا.
إن هرم خوفو الأكبر، مثلا، والذي يصل حجمه إلى 2.515.000 م3، وارتفاعه 147 مترا، وطول قاعدته 230 متر يمتاز بتصميم خاص جدا. وإن رفع ست ملايين حجر، ونقلها، وتكويمها وضفرها مع بعضها البعض بشكل يتحدى عصورا من الزمان من أجل إكمال هذا البناء أمر يتطلب قوة ومهارة لا تصدق. وهذا يعني أن الأذهان التي تشكلت وفقا للفهم التاريخي الخاطئ تخفق حتى في القيام باستنتاج بسيط على نحو : إن المصريين تقدموا جدا في الهندسة المعمارية. في حين أنه من اليسير جدا أن يستنتج ذلك من يقرءون الآيات القرآنية التي تخبر بأنه تم بناء الكثير جدا من الأبنية المعمارية، وتكوين الآثار في العصور السابقة على نزول القرآن تفوق ما أنجز في العديد من العصور التي أعقبت ذلك.
ويبرز نظام العلاج بالإبر الصينية الذي تم تطويره في الصين، أنهم على دراية بالعلوم التشريحية بشكل أكثر تفصيلا مما حسبناه نحن لدى البشر في أي مرحلة من مراحل التاريخ، وأي مكان في العالم. إذ يمكن اختراع نظام العلاج بالإبر الصينية فقط عن طريق معرفة الجهاز العصبي الموجود في الجسم، وتوزيع الكهرباء في الجسم. ولابد من أجل هذا أيضا من توفر معلومات تفصيلية بشأن النظام العصبي الموجود في الجسم إلى جانب الوضع المعروف للأعضاء. ولا يستطيع أي إنسان يؤمن بالبنية التطورية، الخطية في كل مجالات التاريخ، أن يستنتج أن الصينيين كانوا أكثر تقدما ومعرفة منا في علم التشريح…
وكما أسلفنا القول، فإن السعي إلى فهم التاريخ، والتعبير عنه مسلك جدير بالتقدير. غير أن محاولة تفسير كل المراحل التاريخية وجميع المناطق بالفهم التقدمي الخطي، خطأ كبير وشائع.
في حين يذكر القرآن أن ما قام به البشر من أفعال لعب دوره في فناء المجتمعات، كما فني العديد من المجتمعات بسبب الأفعال السيئة لأعضائه، قد اندثرت الأعمال الفائقة. هذا الوجهة، هي وجهة رأي تنقذ الإنسان من كونه مجرد ورقة في مهب العاصفة التاريخية.
ومن الصواب أن البشرية سارت قدما في مراحل معينة من التاريخ، وأنها تتبعت خطا تقدميا، خطيا. غير أنه من الخطأ تعميم هذه الفكرة على التاريخ كله. وكما أسلفنا القول ربما يكون هذا الحكم صحيحا بالنسبة للفترة ما بين القرنين 16- 20، غير أننا إذا ما طبقنا هذا المنطق على شريحة من التاريخ تبلغ2- 3 آلاف سنة نكون قد ارتكبنا خطأ جسيما جدا. إن تعميم قول ما على البشرية كلها مثل، إن العصر الفلاني كذا قبل الميلاد كان العصر الحجري كذا.. وهم من الأوهام. و في هذه الفقرة سنحاول دراسة هذا الأمر من خلال ما نجده في القرآن، عن تطور العلوم عبر مراحل التاريخ.
1- أسس علم صناعة السفن و الديناميكا
قال تعالي ( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ .:. فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.:. )، الآيات 27 و28، سورة المؤمنون.
2- علم الفلك
قال تعالي (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا)، الآية 86، سورة الكهف, و قال ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا) 90، الكهف.
3- علم تحريك الأشياء
يقول الله تعالى : ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )، الآية 40، سورة النمل.
4- علم الكيمياء
يقول الله تعالى : ( آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)، 96 الكهف.
5- علم صناعة الحديد
يقول الله تعالى : ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ)، 10 سبأ.
ختاما أقول القرآن.. هو كمال الدين (تصديق الذي بين يديه) و شمول العلم ( تفصيل كل شيء) و تمام النعمة ( هدى و رحمة).
لا تسألي اي حد استفتي شيخ !!!!!
[/CENTER][/QU
[CENTER]اختي الغاليه triste larme افدتينا جزاكي الله خيرا
وبلغكي اقصى ماتريدين
الحقيقه لقد فتح هذا السؤال باب لنقاش
[
/CENTER]
موضوعك جميل جدا ومحتاج نظرا عميقه وكلام بادله واضحه لانه كلام الله بس هو كتاب هدايه وعلم وخلق كمان واكبر دليل انها هدايه فاتحه الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم * غير المغضوب عليهم * ولا الضارين صدق الله العظيم
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
كتاب نزل به مواعظ للعالمين ومواقف لتكون لنا عبره وترهومن هداية القرآن أنه حث على العلم والنظر في خلق الكون والأنفس واكتشاف سنن الله التي أودعها الله في مخلوقاته:
(وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)) سورة الذاريات
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة العنكبوت (20)
وتوجيه القرآن إلى اكتشاف سنن الله في الخلق الغرض منه إقامة الدليل على صدق هذا الكتاب ومن ثم قيادة البشرية إلى الغاية التي أنزل من أجلها القرآن وهي تعبيد البشرية لخالقها:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)) سورة فصلت
يب وعذاب وتوبه ورحمه دول للهدايا
العلم اللى فى القران
– قال تعالى : ( ثٌمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاْءِ وَهِيَ دُخَاْنٌ ) فصلت 11 :
– أُلقِيَت هذه الآيات في المؤتمر العلمي للإعجاز القرآني الذي عقد في القاهرة و لما سمع البروفيسور الياباني ( يوشيدي كوزاي) تلك الآية نهض مندهشاً و قال لم يصل العلم و العلماء إلى هذه الحقيقة المذهلة إلا منذ عهد قريب بعد أن التَقَطِت كاميرات الأقمار الاصطناعية القوية صوراً و أفلاماً حية تظهر نجماً و هو يتكون من كتلة كبيرة من الدخان الكثيف القاتم ثم أردف قائلاً ( إن معلوماتنا السابقة قبل هذه الأفلام و الصور الحية كانت مبنية على نظريات خاطئة مفادها أن السماء كانت ضباباً ) و قال ( بهذا نكون قد أضفنا إلى معجزات القرآن معجزة جديدة مذهلة أكدت أن الذي أخبر عنها هو الله الذي خلق الكون قبل مليارات السنين ).
2- قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِيْنَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَوَاْتِ وَ الأَرْضَ كَاْنَتَاْ رَتْقَاً فَفَتَقْنَاْهُمَاْ ) الأنبياء 3 :
– لقد بلغ ذهول العلماء في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض 1979م ذروته عندما سمعوا الآية الكريمة و قالوا: حقاً لقد كان الكون في بدايته عبارة عن سحابة سديمية دخانية غازية هائلة متلاصقة ثم تحولت بالتدريج إلى ملايين الملايين من النجوم التي تملأ السماء . عندها صرح البروفيسور الأمريكي (بالمر) قائلاً إن ما قيل لا يمكن بحال من الأحوال أن ينسب إلى شخص مات قبل 1400 سنة لأنه لم يكن لديه تليسكوبات و لا سفن فضائية تساعد على اكتشاف هذه الحقائق فلا بد أن الذي أخبر محمداً هو الله و قد أعلن البروفيسور(بالمر) إسلامه في نهاية المؤتمر.
3– قال تعالى : ( وَ جَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ ) الأنبياء30
– و قد أثبت العلم الحديث أن أي كائن حي يتكون من نسبة عالية من ا لماء و إذا فقد 25 بالمائة من مائه فإنه سيقضي نحبه لا محالة لأن جميع التفاعلات الكيماوية داخل خلايا أي كائن حي لا تتم إلا في وسط مائي. فمن أين لمحمد صلى الله عليه و سلم بهذه المعلومات الطبية؟؟
4- قال تعالى : ( وَ السَّمَاْءَ بَنَيْنَاْهَاْ بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوْسِعُوْنَ ) الذاريات 47 :
-و قد أثبت العلم الحديث أن السماء تزداد سعة باستمرار فمن أخبر محمداً صلى الله عليه و سلم بهذه الحقيقة في تلك العصور المتخلفة؟ هل كان يملك تليسكوبات و أقماراً اصطناعية؟!! أم أنه وحي من عند الله خالق هذا الكون العظيم؟؟؟ أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن هذا القرآن حق من الله ؟؟؟
5- قال تعالى : ( وَ الشَّمْسُ تَجْرِيْ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاْ ذَلِكَ تَقْدِيْرٌ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ ) يس 38 :
– و قد أثبت العلم الحديث أن الشمس تسير بسرعة 43200 ميل في الساعة و بما أن المسافة بيننا و بين الشمس 92مليون ميل فإننا نراها ثابتة لا تتحرك و قد دهش بروفيسور أمريكي لدى سماعه تلك الآية القرآنية و قال إني لأجد صعوبة بالغة في تصور ذلك العلم القرآني الذي توصل إلى مثل هذه الحقائق العلمية التي لم نتمكن منها إلا منذ عهد قريب .
6– قال تعالى : ( وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقَاً حَرَجَاً كَأَنَّمَاْ يَصَّعَّدُ فِيْ السَّمَاْءِ ) الأنعام 125 :
– و الآن عندما تركب طائرة و تطير بك و تصعد في السماء بماذا تشعر؟ ألا تشعر بضيق في الصدر؟ فبرأيك من الذي أخبر محمداً صلى الله عليه و سلم بذلك قبل 1400 سنة؟ هل كان يملك مركبة فضائية خاصة به استطاع من خلالها أن يعرف هذه الظاهرة الفيزيائية؟ أم أنه وحي من الله تعالى؟؟؟
7– قال تعالى وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَاْرَ فَإِذَاْ هُمْ مُظْلِمُوْنَ ) يس 37 , و قال تعالى : ( وَ لَقَدْ زَيَّنَّاْ السَّمَاْءَ الدُّنْيَاْ بِمَصَاْبِيْحَ ) الملك 5 :
– حسبما تشير إليه الآيتان الكريمتان فإن الكون غارق في الظلام الداكن و إن كنا في وضح النهار على سطح الأرض ، و لقد شاهد العلماء الأرض و باقي الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية مضاءة في وضح النهار بينما السموات من حولها غارقة في الظلام فمن كان يدري أيام محمد صلى الله عليه و سلم أن الظلام هو الحالة المهيمنة على الكون ؟ و أن هذه المجرات و النجوم ليست إلا مصابيح صغيرة واهنة لا تكاد تبدد ظلام الكون الدامس المحيط بها فبدت كالزينة و المصابيح لا أكثر؟ و عندما قُرِأَت هذه الآيات على مسمع احد العلماء الامريكيين بهت و ازداد إعجابه إعجاباً و دهشته دهشة بجلال و عظمة هذا القرآن و قال فيه لا يمكن أن يكون هذا القرآن إلا كلام مص مم هذا الكون ، العليم بأسراره و دقائقه.
8- قال تعالى : ( وَ جَعَلْنَاْ السَّمَاْءَ سَقْفَاً مَحْفُوْظَا ً) الأنبياء 32 :
– و قد أثبت العلم الحديث وجود الغلاف الجوي المحيط بالأرض و الذي يحميها من الأشعة الشمسية الضارة و النيازك المدمرة فعندما تلامس هذه النيازك الغلاف الجوي للأرض فإنها تستعر بفعل احتكاكها به فتبدو لنا ليلاً على شكل كتل صغيرة مضيئة تهبط من السماء بسرعة كبيرة قدرت بحوالي 150 ميل في الثانية ثم تنطفئ بسرعة و تختفي و هذا ما نسميه بالشهب، فمن أخبر محمداً صلى الله عليه و سلم بأن السماء كالسقف تحفظ الأرض من النيازك و الأشعة الشمسية الضارة؟ أليس هذا من الأدلة القطعية على أن هذا القرآن من عند خالق هذا الكون العظيم؟؟؟
9- قال تعالى : ( وَ الْجِبَاْلَ أَوْتَاْدَاً ) النبأ 7 , و قال تعالى : ( وَ أَلْق َى فِيْ الأَرْضِ رَوَاْسِيَ أَنْ تَمِيْدَ بِكُمْ ) لقمان10 :
– بما أن قشرة الأرض و ما عليها من جبال و هضاب و صحاري تقوم فوق الأعماق السائلة و الرخوة المتحركة المعروفة باسم (طبقة السيما) فإن القشرة الأرضية و ما عليها ستميد و تتحرك باستمرار و سينجم عن حركتها تشققات و زلازل هائلة تدمر كل شيء .. و لكن شيئاً من هذا لم يحدث.. فما السبب ؟
– لقد تبين منذ عهد قريب أن ثلثي أي جبل مغروس في أعماق الأرض و في (طبقة السيما) و ثلثه فقط بارز فوق سطح الأرض لذا فقد شبه الله تعالى الجبال بالأوتاد التي تمسك الخيمة بالأرض كما في الآية السابقة ، و قد أُلقِيَت هذه الآيات في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض عام 1979 و قد ذهل البروفيسور الأمريكي (بالمر) و العالم الجيولوجي الياباني (سياردو) و قالا ليس من المعقول بشكل من الأشكال أن يكون هذا كلام بشر و خاصة أنه قيل قبل 1400 سنة لأننا لم نتوصل إلى هذه الحقائق العلمية إلا بعد دراسات مستفيضة مستعينين بتكنولوجيا القرن العشرين التي لم تكن موجودة في عصر ساد فيه الجهل و التخلف كافة أنحاء الأرض) كما حضر النقاش العالم (فرانك بريس) مستشار الرئيس الأمريكي (كارتر) و المتخصص في علوم الجيولوجيا و البحار و قال مندهشاً لا يمكن لمحمد أن يلم بهذه المعلومات و لا بد أن الذي لقنه إياها هو خالق هذا الكون ، العليم بأسراره و قوانينه و تصميماته) .
10- قال تعالى : ( وَ تَرَى الْجِبَاْلَ تَحْسَبُهَاْ جَاْمِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَاْبِ صُنْعَ اللهِ الَّذِيْ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) النمل 88 :
كلنا يعلم أن الجبال ثابتات في مكانها ، و لكننا لو ارتفعنا عن الأرض بعيداً عن جاذبيتها و غلافها الجوي فإننا سنرى الأرض تدور بسرعة هائلة (100ميل في الساعة) و عندها سنرى الجبال و كأنها تسير سير السحاب أي أن حركتها ليست ذاتية بل مرتبطة بحركة الأرض تماماً كالسحاب الذي لا يتحرك بنفسه بل تدفعه الرياح ، و هذا دليل على حركة الأرض ،فمن أخبر محمداً صلى الله عليه و سلم بهذا ؟ أليس الله ؟؟
11- قال تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَاْنِ*بَيْنَهُمَاْ بَرْزَخٌ لاْ يَبْغِيَاْنِ )الرحمن : 19-20 :
– لقد تبين من خلال الدراسات الحديثة أن لكل بحر صفاته الخاصة به و التي تميزه عن غيره من البحار كشدة الملوحة و الوزن الن وعي للماء حتى لونه الذي يتغير من مكان إلى آخر بسبب التفاوت في درجة الحرارة و العمق و عوامل أخرى ، و الأغرب من هذا اكتشاف الخط الأبيض الدقيق الذي يرتسم نتيجة التقاء مياه بحرين ببعضهما و هذا تماماً ما ذكر في الآيتين السابقتين ، و عندما نوقش هذا النص القرآني مع عالم البحار الأمريكي البروفيسور (هيل) و كذلك العالم الجيولوجي الألماني (شرايدر) أجابا قائلين أن هذا العلم إلهي مئة بالمئة و به إعجاز بيّن و أنه من المستحيل على إنسان أمي بسيط كمحمد أن يلم بهذا العلم في عصور ساد فيها التخلف و الجهل .
12 – قال تعالى : ( وَ أَرْسَلْنَاْ الرِّيَاْحَ لَوَاْقِحَ ) سورة الحجر 22 :
– و هذا ما أثبته العلم الحديث إذ أن من فوائد الرياح أنها تحمل حبات الطلع لتلقيح الأزهار التي ستصبح فيما بعد ثماراً، فمن أخبر محمداً صلى الله عليه و سلم بأن الرياح تقوم بتلقيح الأزهار؟ أليس هذا من الأدلة التي تؤكد أن هذا القرآن كلام الله ؟؟؟
13- قال تعالى : ( كُلَّمَاْ نَضَجَتْ جُلُوْدُهُمْ بَدَّلْنَاْهُمْ جُلُوْدَاً غَيْرَهَاْ لِيَذُوْقُواْ الْعَذَاْبَ ) النساء 56 :
– و قد أثبت العلم الحديث أن الجسيمات الحسية المختصة بالألم و الحرارة تكون موجودة في طبقة الجلد وحدها، و مع أن الجلد سيحترق مع ما تحته من العضلات و غيرها إلا أن القرآن لم يذكرها لأن الشعور بالألم تختص به طبقة الجلد وحدها. فمن أخبر محمداً بهذه المعلومة الطبية؟ أليس الله ؟؟
14- قال تعالى : ( أَوْ كَظُلُمَاْتٍ فِيْ بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاْهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَاْ فَوْقَ بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاْهَاْ وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوْرَاً فَمَاْلَهُ مِنْ نُّوْرٍ ) النور40 :
– لم يكن بإمكان الإنسان القديم أن يغوص أكثر من 15 متر لأنه كان عاجزاً عن البقاء بدون تنفس أكثر من دقيقتين و لأن عروق جسمه ستنفجر من ضغط الماء و بعد أن توفرت الغواصات في القرن العشرين تبين للعلماء أن قيعان البحار شديدة الظلمة كما اكتشفوا أن لكل بحر لجي طبقتين من المياه، الأولى عميقة و هي شديدة الظلمة و يغطيها موج شديد متحرك و طبقة أخرى سطحية و هي مظلمة أيضاً و تغطيها الأمواج التي نراها على سطح البحر، و قد دهش العالم الأمريكي (هيل) من عظمة هذا القرآن و زادت دهشته عندما نوقش معه الإعجاز الموجود في الشطر الثاني من الآية قال تعالى : ( سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَاْ فَوْقَ بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاْهَاْ ) و قال إن مثل هذا السحاب لم تشهده الجزيرة العربية المشرقة أبداً و هذه الحالة الجوية لا تحدث إلا في شمال أمريكا و روسيا و الدول الاسكندنافية القريبة من القطب و التي لم تكن مكتشفة أيام محمد صلى الله عليه و سلم و لا بد أن يكون هذا القرآن كلام الله .
15- قال تعالى : ( غُلِبَتِ الرُّوْمُ*فِيْ أَدْنَى الأَرْضِ ) الروم 2-3 :
– أدنى الأرض : البقعة الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض و قد غُلِبَت الروم في فلسطين قرب البحر الميت, ولما نوقشت هذه الآية مع العالم الجيولوجي الشهير (بالمر) في المؤتمر العلمي الدولي الذي أقيم في الرياض عام 1979 أنكر هذا الأمر فوراً و أعلن للملأ أن هناك أماكن عديدة على سطح الأرض أكثر انخفاضاً فسأله العلماء أن يتأكد من معلوماته، و من مراجعة مخططانه الجغرافية فوجئ العالم (بالمر) بخريطة من خرائطه تبين تضاريس فلسطين و قد رسم عليها سهم غليظ يشير إلى منطقة البحر الميت و قد كتب عند قمته (أخفض منطقة على سطح الأرض) فدهش البروفيسور و أعلن إعجابه و تقديره و أكد أن هذا القرآن لا بد أن يكون كلام الله .
16- قال تعالى : ( يَخْلُقُكُمْ فِيْ بُطُوْنِ أُمَّهَاْتِكُمْ خَلْقَاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِيْ ظُلُمَاْتٍ ثَلاْثٍ ) الزمر 6 :
– لم يكن محمد طبيباً ، و لم يتسن له تشريح سيدة حامل ، و لم يتلقى دروساً في علم التشريح و الأجنة ، بل و لم هذا العلم معروفاً قبل القرن التاسع عشر ، إن معنى الآية واضح تماماً وقد أثبت العلم الحديث أن هناك ثلاثة أغشية تحيط بالجنين و هي:
– أولاً : الأغشية الملتصقة التي تحيط بالجنين و تتألف من الغشاء الذي تتكون منه بطانة الرحم و الغشاء المشيمي و الغشاء السلي و هذه الأغشية الثلاث تشكل الظلمة الأولى لالتصاقها ببعضها.
– ثانياً : جدار الرحم و هو الظلمة الثانية.ثالثاً:جدار البطن و هو الظلمة الثالثة . فمن أين لمحمد محمد صلى الله عليه و سلم بهذه المعلومات الطبية؟؟؟
17- قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِيْ سَحَاْبَاً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاْمَاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاْلِهِ وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاْءِ مِنْ جِبَاْلٍ فِيْهَاْ مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيْبُ بِهِ مَنْ يَشَاْءُ وَ يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاْءُ يَكَاْدُ سَنَاْ بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَاْرِ ) النور 43 :
– يقول العلماء : يبدأ تكون السحب الركامية بعدة خلايا قليلة كنتف القطن تدفعها الرياح لتدمج بعضها في بعض مشكلة سحابة عملاقة كالجبل يصل ارتفاعها إلى 45ألف قدم و تكون قمة السحابة شديدة البرودة بالنسبة إلى قاعدتها، و بسبب هذا الاختلاف في درجات الحرارة تنشأ دوامات تؤدي إلى تشكل حبات البرد في ذروة السحابة الجبلية الشكل كم تؤدي إلى حدوث تفريغات كهربائية تطلق شرارات باهرة الضوء تصيب الطيارين في صفحة السماء بما يسمى (بالعمى المؤقت) و هذا ما وصفته الآية تماماً. فهل لمحمد صلى الله عليه و سلم أن يأتي بهذه المعلومات الدقيقة من عنده؟؟؟
18- قال تعالى : ( وَ لَبِثُواْ فِيْ كَهْفِهِمْ ثَلاْثَ مِائَةٍ سِنِيْنَ وَ ازْدَاْدُواْ تِسْعَاً ) الكهف 25 :
– المقصود في الآية أن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 300 سنة شمسية و 309 سنة قمرية، و قد تأكد لعلماء الرياضيات أن السنة الشمسية أطول من السنة القمرية بـ 11يوماً، فإذا ضربنا الـ 11يوماً بـ 300 سنة يكون الناتج 3300 و بتقسيم هذا الرقم على عدد أيام السنة (365) يصبح الناتج 9 سنين. فهل كان بإمكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يعرف مدة مكوث أهل الكهف بالتقويم القمري و الشمسي ؟؟؟
19- قال تعالى وَ إِنْ يَسْلُبُهُمُ الذُّبَاْبُ شَيْئَاً لاْ يَسْتَنْفِذُوْهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّاْلِبُ وَ المطْلُوْبُ) الحج 73 :
– و قد أثبت العلم الحديث وجود إفرازات عند الذباب بحيث تحول ما تلتقطه إلى مواد مغايرة تماماً لما التقطته لذا فنحن لا نستطيع معرفة حقيقة المادة التي التقطتها و بالتالي لا نستطيع استنفاذ هذا المادة منها أبداً. فمن أخبر محمداً بهذا أيضاً؟أليس الله عز وجل العالم بدقائق الأمور هو الذي أخبره؟
20- قال تعالى : ( وَ لَقَدْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ سُلاْلَةٍ مِنْ طِيْنٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاْهُ نُطْفَةً فِيْ قَرَاْرٍ مَكِيْنٍ*ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاْ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ثُمَّ أَنْشَأْنَاْهُ خَلْقَاً آخَرَ فَتَبَاْرَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَاْلِقِيْنَ ) المؤمنون 11-13
و قال تعالى : (يَاْ أَيُّهَاْ النَّاْسُ إِنْ كُنْتُمْ فِيْ رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّاْ خَلَقْنَاْكُمْ مِنْ تُرَاْبٍ ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِن ْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ) الحج 5 :
– من الآيات الكريمة السابقة يتبين أن خلق الإنسان يتم على مراحل على النحو التالي :
1- التراب : و دليل ذلك أن كافة العناصر المعدنية و العضوية التي يتركب منها جسم الإنسان موجودة في التراب و الطين و الدليل الثاني أنه بعد مماته سيصير تراباً لا يختلف عن التراب في شيء.
2- النطفة : و هي التي تخرق جدار البويضة و ينجم عن ذلك البيضة الملقحة (النطفة الأمشاج) التي تحرض الانقسامات الخلوية التي تجعل النطفة الأمشاج تنمو و تتكاثر حتى تصبح جنيناً متكاملاً كما في قوله تعالى : ( إِنَّاْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ نُّطْفَةٍ أَمْشَاْجٍ ) الإنسان2 .
3- العلقة: بعد الانقسامات الخلوية التي تحدث في البيضة الملقحة تتشكل كتلة من الخلايا تشبه في شكلها المجهري ثمرة التوت (العلقة) و التي تتميز بقدرتها العجيبة على التعلق على جدار الرحم لتستمد الغذاء اللازم لها من الأوعية الدموية الموجودة فيه.
4- المضغة : تتخلق خلايا المضغة لتعطي براعم الأطراف و أعضاء و أجهزة الجسم المختلفة فهي تتكون إذاً من خلايا مخلقة أما الأغشية المحيطة بالمضغة ( الغشاء المشيمي و كذلك الزغابات التي ستتحول إلى الخلاص لاحقاً ) فإنها خلايا غير مخلقة، و تحت الدراسة المجهرية تبين أن الجنين في مرحلة المضغة يبدو كقطعة لحم أو صمغ ممضوغ و عليها علامة أسنان و أضراس ماضغة.
ألا يؤكد هذا قوله تعالى : ( مِنْ مُضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) فهل كان لمحمد صلى الله عليه و سلم جهاز(إيكو) عرف من خلاله هذه الحقيقة ؟!
5- ظهور العظام : ثبت علمياً أن العظام تبدأ بالظهور في نهاية مرحلة المضغة و هذا يوافق الترتيب الذي ذكرته الآية ( فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً ) .
6- كساء العظام باللحم : لقد أثبت علم الأجنة الحديث أن العضلات (اللحم) تتشكل بعد العظام ببضعة أسابيع و يترافق الكساء العضلي بالكساء الجلدي للجنين و هذا يوافق تماماً قوله تعالى : ( فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ) .
عندما يشرف الأسبوع السابع من الحمل على الانتهاء تكون مراحل تخلق الجنين قد انتهت و صار شكله قريب الشبه بالجنين و يحتاج بعض الوقت ليكبر و يكتمل نموه و طوله و وزنه و يأخذ شك له المعروف.
و الآن: هل كان من الممكن لمحمد محمد صلى الله عليه و سلم أن يدلي بهذه المعلومات الطبية و قد عاش في عصر يسود فيه الجهل و التخلف؟؟؟
أخلاق القران الكريم
لم يكن الإسلام أبدا مجرد أفكار نحملها أو نصوصا نحفظها، و إنما الإسلام فكر و عمل. يقول فضيلة الأستاذ عبد الله بوغوتة إن الإسلام هو دين يجمع بين العلم و العمل و بين النظرية و التطبيق. و يمكن الاستدلال بالحديث الشريف:"كان خلقه القرآن"و ذلك على لسان عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم..لقد جسد القرآن في حياته الشريفة و جعل الآيات تطبيقات عملية و ليست نظريات علمية فحسب و يمكن الإشارة في هذا الباب أن الله عز و جل وجه لوما شديدا للذين يقولون ما لا يفعلون و جعل ذلك مقتا و ذنبا؛ فالإسلام أراد من أبنائه أن يكونوا قادة للعالم لأنه مكنهم من وسائل القيادة و أراد لهم أن يكونوا مصلحين لا صالحين في أنفسهم و حسب، أراد لهم أن يهبوا هذا العالم الأمن و الأمان و السلامة.
إذا قرأ المرء القرآن يكون على خير عظيم و في مقام كريم لأنه يكون بين يدي الرحمن الرحيم تحفه الملائكة و ينور الله قلبه و بصره و يبارك فيه و في أهله و بيته و رزقه،و انه يتسلم الجائزة مباشرة إذا انتهى من التلاوة. قال بشر بن الحارث سمعت عيسى بن يونس يقول :" إذا ختم العبد قبل الملك بين عينيه، فينبغي له أن يجعل القران ربيعا لقلبه يعمر ما خرب من قلبه، يتأدب بآداب القران، و يتخلق بأخلاق شريفة يتميز بها عن سائر الناس ممن لا يقرا القران.فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر و العلانية باستعمال الورع في مطعمه و مشربه و مكسبه و أن يكون بصيرا بزمانه و فساد أهله فهو يحذرهم على دينه مقبلا على شانه مهموما بإصلاح ما فسد من أمره،حافظا للسانه مميزا لكلامه،إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا،و إن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا،قليل الخوض فيما لا يعنيه يخاف من لسانه اشد مما يخاف من عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوه، ليأمن شره و سوء عاقبته،قليل الضحك فيما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك، إن سر بشيء مما يوافق الحق تبسم،يكره المزاح خوفا من اللعب،فان مزح قال حقا، باسط الوجه،طيب الكلام، لا يمدح نفسه بما فيه،فكيف بما ليس فيه ، يحذر من نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه و لا يغتاب أحدا و لا يحقر أحدا، و لا يشمت بمصيبة و لا يبغي على احد و لا يحسده و لا يسيء الظن بأحد إلا بمن يستحق و أن يكون حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه،يجتهد ليسلم الناس من لسانه و يده،لا يظلم و إن ظلم عفا،لا يبغي على احد و إن بغي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربه و يغيظ عدوه و أن يكون متواضعا في نفسه إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير يطلب الرفعة من الله لا من العباد.
و ينبغي أن لا يتآكل بالقرآن و لا يجب أن تقضى له به الحوائج، و لا يسعى به إلى أبناء الملوك و لا يجالس الأغنياء ليكرموه،إن وسع عليه وسع و إن امسك عليه امسك و إن يلزم نفسه بر والديه فيخفض لهما جناحه و يخفض لصوتهما صوته و يبذل لهما ماله و يشكر لهما عند الكبر، و أن يصل الرحم و يكره القطيعة،من قطعه لم يقطعه و من عصى الله فيه أطاع الله فيه.
وقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن حسن الخلق كثيرا فقال (اقربكم
مني مجلسا يوم القيامه احاسنكم اخلاقا) , وقال (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)
أنا لا أعتذر أبدا .. ليس للآآآآآآآآآآآراء مكان في ديننا و مش أي واحد يعطي براهين و يستدل بالنصوص حسب فهمه القاصر الذي لم يبن على الأصول العقدية
كتبت ما كتبته لان هذا الموضوع ذكرني بفتنة خلق القرآن هناك أمور أهم نتعلمها أفضل من هذه الفلسفات التي لا تفيدنا في العبادة بأدنى شيء
التي يجب علينا ان نجيب عنها فلا يبقى هناك مجال لشك
وكما فعل "احمد بن حبل " (في ردعه لمن يتسلل الى قلوبهم الشك ) لكانت زدادت الفتن وعم الخراب البلاد
وفي الحقيقه لقد سألت احد الشيوخ اليله الماضيه واجابني بحجة تكفي لهم ردعا