سحر المشاعر
يُحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة
يطعمها ويلعب معها
وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل
لسلحفاته العزيزة
فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء
فحاول أن يخرجها فأبت
ضربها بالعصا فلم تأبه به
صرخ فيها فزادت تمنعا
فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق
وقال له: ماذا بك يا بني ؟
فحكى له مشكلته مع السلحفاة
فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معي
ثم أشعل الأب المدفأة
وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان
ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء
فابتسم الأب لطفله وقال:
يا بني الناس كالسلحفاة
إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك
ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك
وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة
فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم
ومن ثم طاعتهم
عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير
كذلك البشر لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم
إلا بدفء مشاعرك
وصفاء قلبك
ونقاء روحك
رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم
يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس فيقول:
إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم
ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق
تذكر أن الناس كالسلحفاة
تبحث عن الدفء
تسلمين عالموضوع الحلو
فعلا فالمشاعر الصادقة لها سحر عجيب
والخلق الحسن يجعلنا نهيم بصاحبه ونمنحه حبنا وتقديرنا