خلصنا في مقالة سابقة إلى أن أذى الناس لبعضهم لا يكاد يسلم منه أحد وهو أمر متوقع لاسيما ممن اعتمل في قلبه حسد وضغينة على غيره إلا أن ديننا الحنيف وضع لنا منهجاً قويماً لتجاوز أخطاء الآخرين والوقاية مما قد يتعرض له المسلم من أذى هذا المنهج يمكن إيجاز خطوطه العريضة فيما يلي :
1 . كف الأذى أي أن من أراد أن يسلم من الناس عليه أن يسلمهم منه فلا يتعرض لهم بما يؤذيهم وهذا ما عناه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله (( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ )) متفق عليه . فإن السلامة من الناس بعيدة عن من يؤذيهم كقول القائل :
من يزرع الشوك لا يرجو به عنبا
2 . الإحسان إلى الناس وبذل المعروف من أهم وسائل الوقاية من الأذى وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الصحابي الكريم في الحديث المروي من طريق سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ )) رواه ابن ماجة .
3 . الصبر على أذى الناس واستحضار الأجر والمثوبة والدفع بالتي هي أحسن قال الله تعالى ((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) (34) فصلت وقول النبي صلى الله عليه وسلم ((الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ )) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة
4 . ثم عدم التدخل في شؤون الآخرين يحقق الوقاية التي ننشد فكما هو معروف في المثل الدارج أن (من تدخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه ) وهذا أصل عندنا في منهج السلوك الإسلامي الذي رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضع معالم الشخصية الإسلامية السوية بقوله (( إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكَهُ مَا لَا يَعْنِيهِ )) رواه الترمذي .
5 . الاعتزال والبعد عن أسباب الأذى المتوقع وهو آخر الدواء وآخر الدواء الكي فإذا كان الأذى الذي يقع عليك سببه وجودك في مكان معين أو بسبب صحبة إنسان ما أو مخالطة فئة معينة و بعد أن تبذل جهدك في النصيحة والدفع بالتي هي أحسن حينئذ عليك بهدي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين ذكر الفتن فقال (( إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يَكُونُ الْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرًا مِنَ الْجَالِسِ وَالْجَالِسُ خَيْرًا مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ خَيْرًا مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي خَيْرًا مِنَ السَّاعِي قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي قَالَ مَنْ كَانَتْ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ إلى آخر الحديث الطويل فيقول ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه تِلْكَ أَيَّامُ الْهَرْجِ حَيْثُ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ الزَّمَانُ قَالَ تَكُفُّ لِسَانَكَ وَيَدَكَ وَتَكُونُ حِلْسًا مِنْ أَحْلَاسِ بَيْتِكَ )) رواه أبو داوود
من موقع فضيلة الشيخ : منصور بن عيظه المنهالي
http://www.mansoor3.com
——————
"اللهم إني أسألك الصحة والعافية وحسن الخلق"
ويعطيك العافية <IMG SRC="http://www.montadalakii.com/ubb/smilies/cwm16.gif" border=0>
ويعطيك العافية <IMG SRC="http://www.montadalakii.com/ubb/smilies/cwm16.gif" border=0>
——————
عواطف
جزاك الله كل خير.
——————
التاج
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين