تخطى إلى المحتوى

سلسلة حوار طرشان 13 (خطب الجمعة .إلى متى؟) 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاكي

قد يخطىء البعض في الحديث وقد يخطىء البعض الآخر في الاستماع ولقد تعودنا أن نرى ونقابل أشخاصا من شتى الأشكال والاصناف فمنهم من يسمع ومنهم لا يسمع ومنهم يسمع ولكن لا يفهم ما يسمع فمن هنا أبدأ سلسلتي التي بعنوان حوار طرشان والتي سأناقش معكم فيها قضايا اجتماعية وأسرية ومشاكل نفسية وسأكشف الغطاء عن أخطائنا اليومية التي نواجهها ونقع بها كل يوم وسنحاول تعديل الصورة وتوضيح الألوان والتوصل معا إلى الحل .
موضوع الحلقة اليوم هو

:

خطب الجمعة …إلى متى؟

لاكي
حوار الطرشان

أذن المؤذن لصلاة الجمعة وبدأ الناس بالخروج من منازلهم للذهاب إلى المسجد .
كان جهاد يتابع مباراة كرة قدم على التلفاز بينما الناس يذهبون إلى المسجد فدخل عليه والده وقال: ما بدك تروح عالجامع ؟

جهاد: امبلا بدي بس بستنى الخطبة تخلص بعدين بروح؟

أبو جهاد: وليش ما بدك تسمع الخطبة؟

جهاد: لأني عارف عن شو راح تكون .. يا عن فضل صلاة الجمعه يا عن الصحابة والغزوات يا عن الوضوء غير هيك ما في

أبو جهاد: شو بعرفك ؟ يمكن اليوم تكون عن موضوع ثاني

جهاد: حتى لو بتكون الخطبة عن موضوع ثاني ما بدي أسمعها لأنها راح تكون مملة زي غيرها وأنا بزهق بسرعة

أبو جهاد: صحيح انه أسلوب الخطيب ممل بس لازم تسمعه مشان الأجر والثواب

جهاد: هههه أي أجر وأنا مش فاهم ولا كلمة من اللي بحكيها الشيخ

أبو جهاد: ما بدك تسمع الخطبة انت حر بس الصلاة اوعك تصليها في البيت …أنا سابقك لا تطول

جهاد: ان شا الله

ذهبت أم سعد لتوقظ ابنها الذي لا يزال نائما : سعد … قوم يمّا عالجامع أقاموا الصلاة

سعد: ما بدي اروح

أم سعد: الله يهديك بس … ما بتعرف إنها فرض؟

سعد: بعرف بس ما بدي أروح … خلص اتركيني نايم
أغلقت ام سعد باب الغرفة خلفها وتركته نائماً .

دخل الناس إلى المسجد ليستمعون الخطبة ، صعد الإمام على المنبر وبدأ خطبته بالصلاة على رسول الله ومن ثم تكلم عن فضل يوم الجمعه لكن بأسلوب ضعيف جداً وغير مؤثر البتة .
وبينما هو مسترسل في الحديث كان كل شخص من الناس في عالم آخر ، فمنهم من كان يتثاءب لاكي ومنهم من كان نائما ويشخر (مسكين مش نايم ليلة مبارح ) ومنهم من التهى بجمع عدد الناس 1…2…3… ومنهم من وجد خيطا منسولاً من السجادة فبقي يعمل به أشكالاً هندسية حتى تنتهي الخطبة .
ومن بينهم أيضا شابا صغيراً كان يقول في نفسه : إذا اليوم وافق أبوي يعطيني السيارة راح اطش أنا واصحابي عالسينما ان شاء الله بس يوافق…

وشاب آخر: يا ترى مين فاز في المباراة ريال مدريد ولا برشلونة ؟ ان شاء الله تفوز ريال مدريد يارب …لاكي

وشاب آخر: اوووف مطولة هالخطبة ؟ شكلها راح تخلص بكرا …لاكي

وكان هناك أيضا رجل ينظر إلى الإمام بتمعن وكان يقول في داخله: ان شاء الله مرتي تكون طابخة مقلوبة صارلها زمان ما طبختها لاكي ( مش عارف شو دخل المقلوبة في الموضوع )

وكان من بينهم أيضا رجل يحاول أن يتذكر شيئا ، ربما يتذكر في حديث عن فضل يوم الجمعة لا لا أبدا بل كان يقول : شو طلبت مني مرتي ياربي؟!! حليب … وحفاضات … وضمة بقدونس … وبطيخ …. وسائل للجلي و …لاكي (الإمام وين وهو وين)
وأخيرا انتهت الخطبة فاستيقظ من كان نائما وقام من كان متكأ ، فصلى المصلين ومن ثم تسابقوا على الخروج ، في يوم الجمعة لا يتسابق المصلين على من يدخل الأول بل على من يخرج الأول .
دخل أبو نضال المنزل وهو يحمل بطيخة في يده فأخذتها منه زوجته ثم سألته : عن شو كان كانت الخطبة اليوم ؟

أبو نضال: عنننن !!! والله ما بعرف عن شو كانت ، حطي البطيخة في الثلاجة وقشريها بعد الغدا (البطيخة أهم من الخطبة خاصة لما تكون باردة بعد الغدا )

دخل أبو إياد المنزل فسألته زوجته : عن شو كانت الخطبة اليوم ؟
أبو إياد: عن ! …..عن ! …..عن !؟؟؟؟؟لاكي
حضّرت أم إياد الطعام وانتهت من تحضيره وأبو إياد ما زال يتذكر عن ماذا كانت الخطبة ( سؤال محير فعلا ؟؟؟؟؟)

لاكي
لنعكس الصورة الآن ونعيد الشريط من البداية ليس لنر حوار الطرشان بل الحوار البناء
الحوار البناء

أذن المؤذن لصلاة الجمعة وبدأ الناس بالخروج من منازلهم للذهاب إلى المسجد .
استيقظ سعد من النوم مبكراً ولبس ثيابا نظيفة وصفف شعره جيداً ووضع الطيب ثم خرج من المنزل مسرعاً ليلحق الخطبة من بدايتها .

لبس جهاد أفضل ما عنده من ثياب وخرج مع والده إلى المسجد وجلسا بالصف الأول حتى لا يفوتهما شيئاً من الخطبة.
امتلأ المسجد بالمصلين قبل أن تبدأ الخطبة فالكل مستعد لسماعها ، صعد الإمام على المنبر وبدأ خطبته بالصلاة على رسول الله ومن ثم تكلم عن الإعلام ودوره في تدمير الشباب وهذه قضية مهمة جدا لأن لها أبعاداً كثيرة ، فتطرق إلى عدة نقاط أهمها هو تأثر الشباب بالإعلام الهدام الذي يبدو جليا لدى الجميع وأكبر دليل على ذلك هو التقليد الأعمى المنتشر كالوباء بين الشباب وكيف أن الإعلام أفقد الشباب رجولته وأفقد المراة حياءها ، وتكلم الإمام أيضا عن السموم المدسوسة في بعض المحطات والذي يغفل معظم الأهالي عنها ومنها المسابقات الغنائية التي أصبحت لدى الشباب والبنات شغلهم الشاغل وكأن أهم شيء في الحياة هو كيف نغني وكيف نصبح نجوم ، وتكلم الإمام عن دور الآباء والأمهات في الرقابة والتوجيه وتحذير أولادهم من هذه الفتن ، وجه الإمام رسالة هادفة ومعبرة للحاضرين فتأثر بها الآباء والشباب وحتى الصغار الموجودين في المسجد تأثروا بها أيضاً.
بدأ الخطيب خطبته وانهاها وكان الجميع له آذاناً صاغية وكان انسجامهم بالخطبة يبدو واضحا على وجوههم ، وودوا لو أنها طالت أكثر من ذلك .
بعد أن صلى الناس صلاة الجمعة خرج الجميع وهم يتحدثون عن موضوع الخطبة كم هو واقعي ومعبر ، ومن بينهم جهاد وصديقه مصطفى .
جهاد: شفت الخطبة ما أحلاها ؟

مصطفى : آه والله إنها حلوة كثير ما شاء الله عليه الإمام كان يحكي عن الواقع بالضبط

جهاد: ليش الجمعة الماضية ما اجيت عالجامع ؟

مصطفى: كنت نايم عند بيت جدي و صليت بالجامع اللي عندهم

جهاد:أها وكيف كانت خطبة الإمام ؟

مصطفى: كانت رائعة وأسلوبه كثير معبر ، تكلم الإمام عن الرأفة بالخدم وعمال النظافة وكيف انه احنا وإياهم سواسية مثل ما هم بحتاجونا احنا كمان منحتاجهم ، بصراحة بعد الخطبة صرت أعامل خدامتنا بطريقة أحسن وصرت كل ما بشوف عامل النظافة بسلم عليه ، وحرمت ارمي أي شي بإيدي عالشارع .

جهاد: ما شاء الله ممتاز واضح إنه الخطيب كان أسلوبه معبر ومؤثر

مصطفى: آه عنجد كان مؤثر ، طيب انت احكيلي عن شو كانت الخطبة الماضية ؟

جهاد: كانت حلوة كثير زي اليوم ، تكلم الامام عن أسرار النجاح والتميز وضرب أمثلة من الواقع وتكلم عن الإرادة ودورها في تحقيق الأهداف وكيف أنه الانسان لازم يضيف شيء على الحياة وركز أكتر شي على القراءة وشجع الكل انهم يقرؤا في كتب النجاح ، بصراحة أنا نويت إني اشتري كم كتاب في تطوير الذات

مصطفى: فعلا انه خطبة رائعة ، لما تنزل عالمكتبة تشتري كتب اتصل علي يمكن أروح معك اشتري الي كمان

جهاد: ولا يهمك ان شاء الله

دخل أبو نضال المنزل فاستقبلته زوجته : تقبل الله
أبو نضال: منا ومنك ان شاء الله
ام نضال: كيف كانت خطبة اليوم؟
أبو نضال: يا سلااااااام ما أحلاها الله يجزيه كل خير على كل كلمة حكاها ، كان نفسي تسمعيها
ام نضال: وعن شو كانت؟
أخذ أبو نضال يحدث زوجته عن موضوع الخطبة وعن مدى تأثره بها .

دخل أبو إياد المنزل فسألته زوجته : عن شو كانت الخطبة اليوم ؟
أبو إياد : كانت عن الإعلام الهدام بصراحة كانت الخطبة بتجنن ، بصراحة أنا ناوي أشفر بعض المحطات الهابطة لانه ما الها لازمة وما بدي اولادي يتعلقوا فيها

ام إياد: عنجد ما الهم لازمة ، يا ريت تمسحهم كلهم

أبو اياد: شو رأيك تصيري تيجي معي عالجامع تسمعي الخطب ، راح تعجبك كلها لأنه الإمام ما شاء الله عليه أسلوبه حلو .
ام اياد: والله فكرة حلوة مش غلط ، خلص الاسبوع الجاي بتاخدني معك
ابو اياد : إن شاء الله

لاكي

هل يصعب تطبيق المشهد الثاني إلى هذه الدرجة ؟
هل يعقل أن تكون جميع خطب الجمعة مملة وغير مؤثرة بشيء؟
لماذا لا يستغل أئمة المساجد وجود المصلين ويتكلموا في مواضيع هادفة تهم المجتمع ؟
لماذا أصبحت صلاة الجمعة عادة وليست عبادة ؟

مجتمعنا مليء بالمشاكل الأسرية والنفسية والدينية والاجتماعية ، أي أنه يوجد الكثير من المواضيع التي يجب أن يناقشها الخطيب في خطبه ، لكن للأسف قلة هم من يهتمون بمصلحة الشباب ومشاكلهم ، يجب أن يكون أكثر الناس حرصا على حل هذه المشاكل هم رجال الدين ومنهم أئمة المساجد طبعاً.
أنا لا أقول أن جميع أئمة المساجد خطبهم مملة وغير مؤثرة لا لاكي، فهناك من هم أكفاء لهذه المهنة وخطبهم مؤثرة وواقعية ومعبرة أيضا وهناك من ليس لديهم الأسلوب المقنع أو المؤثر في الخطابة وحلقة اليوم تتحدث عن الصنف الثاني .

إذا لم يجد الشاب التوجيه في البيت ولا في المدرسة ولافي الجامعة ولا في المسجد فأين يجد هذا التوجيه السليم الذي ممكن أن يغير حياته للأفضل .
أنا لا أسقط تلك المشاكل على أئمة المساجد وأضع اللوم عليهم ، بالعكس ، أنا أقول طالما أنهم جزء من حل بعض تلك المشاكل فلماذا لا ننبههم إلى هذا الأمر ، سأقول لكم كيف ؟

الحل بسيط جدا وهو إذا كان بعضكم يشعر بالملل من الخطب المعادة فلا بأس أن يجلس مع الإمام بعد الصلاة ويشكره على خطبته وأن يقترح عليه عدة مواضيع يتكلم بها في الخطبة القادمة ولا اعتقد أن الإمام سينزعج من طلب الشباب أو الرجال مهما كانت أعمارهم .

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض على كل مسلم ومسلمة فإذا رأيتم شيئا خاطئاً أو يسير في الطريق السلبي حاولوا تغييره قدر استطاعتكم ولا تقولوا هذه ليست وظيفتنا أو مسؤوليتنا لأنه إذا كنتم كذلك ستكون مسؤولية من إذاً ؟؟
وقد قلتها سابقا أن الإصلاح ليس وظيفة الدعاة أو علماء النفس أو الاخصائيين الاجتماعيين فكل فرد في المجتمع يعتبر مصلحاً .
فلا تبخلوا على أنفسكم في تقديم الخير طالما أنكم قادرون على ف
عله

لاكي
إلى هنا أكون قد انتهيت من حلقة اليوم أتمنى أن تكونوا قد استفدتم منها واستمتعتم بها

أستودعكم الله آملاً اللقاء بكم في الحلقة المقبلة مع قصة جديدة وأبطال جدد من سلسلة حوار طرشان
ترقبوني

فعلا الفرق بين الصورتين جدا كبير

جزاكِ الله الف خير

الله يجعل الموضوع في ميزان حسناتك

دمتِ بود غاليتي

موضوع طيب جدا ..
جزاك الله خيرا ونفع بك .
عنجد شكرا رانيا
الله يجازيك خيرا موضوع رائع و هادف
شكرا و جعله الله في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك
جزانا واياكم عزيزاتي كل خير

اسعدني مروركم جميعا
وأتمنى ان تكونوا قد استفدتوا من حلقة اليوم

لا عدمنا حضوركم

جميييل جدًا ..

بارك الله فيكِ ونفع بكِ
ولاحرمكِ الأجر لاكي ..

جزاك الله خيرا فعلا موضوع جميل ومعبر عن حال الناس مع صلاة الجمعة سواء كان المصلين ام ائمة المساجد ..
لكن لو اجتمع رجال المسجد على ان يكلموا امامهم وينصحوه كما ذكر في الموضوع لتغير الحال بشكل اكيد .. كأن يقوموا بدعوته لحضور وليمة في بيت احدهم يحضرها الجيران من الرجال والشباب للتعارف و التواصل ومن خلالها يطرحون عليه الافكار الجديدة لخطبة الجمعة ومدى فائدتها ..
قلب أختها
اسعدني مرورك جدا
واشكرك من قلبي على هذا الاطراء
والله يسمع منك يارب

مغتربة
نورتي الصفحة
كلامك سليم مية بالمية
وانا ما كتبت هادا الموضوع الا لاني ما لقيت اي دور او تأثير من الائمة على الناس وبالاخص الشباب

وهادا شيء محزن
لأنه المفروض يكون بيت الله هو المكان الرئيسي لتوعية الناس وحل مشاكلهم والتحدث عن أمور تغير حياتهم للافضل
بس وين تلاقي التطبيق ؟

بتمنى من كل قلبي انه يتغير حال مساجدنا
وبدل ما نكون عالم اسلامي جاهل او متخلف لدى البعض لازم نكون عالم اسلامي عصري ومتطور ومواكب للعصر

اشكر وجودكم واطرائكم
والله يبارك فيكم جميعا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.