تخطى إلى المحتوى

سلسلة دروس : تعرّف على نبيك صلى الله عليه وسلم .ارجو التثبيت 2024.

لاكي
مقدمة دروس تعرّف على نبيك صلى الله عليه وسلم (منقول من موقع الاسلام للجميع)

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام من قد خصّه ربّه من بين البريّـات بأسمى الأخلاق وأجمل الصفات .
أما بعد :
فأحمد الله إليكم الذي يسر إنشاء هذا القسم ، والذي هو شرف لنا جميعاً أن نتدارس ونتعلم شيئا من صفات النبي المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وسلم .
لعلنا نزداد له حُـبّــاً فنُحشر في زمرته .
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله متى الساعة ؟
قال : وما أعددت للساعة ؟
قال : حب الله ورسوله .
قال : فإنك مع من أحببت .
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم : فإنك مع من أحببت .
قال أنس : فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم . متفق عليه .
وسوف يوضع في هذا القسم ما يتعلق بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقيّـة .
ولعلي أقوم فيه بسرد أحاديث مختصر الشمائل للترمذي باختصار الألباني
ونقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة ، ففيه كفاية ، إلا ما نرى الحاجة إليه في الزيادة من غيره .
وهذا الكتاب جليل القدر عظيم النفع . يُعرّف المسلم بنبيّـه صلى الله عليه وسلم في زمن جهل الكثير عنه صلى الله عليه وسلم الكثير من صفاته وسيرته وسنته وأيامه .
خاصة في زمان جُعِل أراذل الناس هم القدوات !
سواء من أهل الفن والمجون ، أو من أهل الرياضة واللهو والعبث .
والقدوة والأسوة يجب أن تكون برسول الله صلى الله عليه وسلم امتثالا لأمر الله القائل : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
وفي هذا الدرس سيكون المرجع هو كتاب : مختصر الشمائل المحمدية للترمذي . باختصار الألباني رحم الله الجميع .
لأن الشيخ رحمه الله خدم الكتاب ، والكتاب مطبوع متداول .
والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
وأسأله سبحانه أن يُبارك في الجهود ، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم .

لماذا هذا الدرس ؟
هذه الدروس سوف أعرض فيها ما يتعلق بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقيّـة .
ولعلي أقوم فيه بسرد أحاديث مختصر الشمائل للترمذي باختصار الألباني مقتصراً فيه على الأحاديث الصحيحة ، ففيها كفاية ، إلا ما نرى الحاجة إليه من الزيادة من غير هذا المختصر .
وهذا كتاب جليل القدر عظيم النفع يُعرّف المسلم بنبيّـه صلى الله عليه وسلم في زمن جهل الكثير عنه صلى الله عليه وسلم الكثير .
وفي زمان أصبحت القدوات حثالات المجتمعات ، من أهل الفن والفجور ، أو من أهل الرياضة واللهو .

تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس

1الصّفات الخَـلْـقِـيّـة
قال الإمام الترمذي – رحمه الله – :
باب ما جاء في خَـلْـق رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 – قال أنس بن مالك رضي الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير ، ولا بالأبيض الأمهق ، ولا بالآدم ، ولا بالجعد القطط ولا بالسّبِط ، بعثه الله على رأس أربعين سنة ، فأقام بمكة عشر سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وتوفاه الله على رأس ستين سنة ، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .
الحديث رواه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
البائن : الظاهر . أي ليس طويلا طولا مُفرِطاً .
الأمهق : شديد البياض .
الآدم : الأسمر .
الجَعْد القَطِط : الشعر إذا كان فيه التواء وانقباض .
السَّبِط : الشعر المسترسل .
قال ابن حجر – رحمه الله – : الشعر الجعد : هو الذي يتجعد كشعور السودان ، والسبط هو الذي يسترسل ، فلا يتكسر منه شيء ، كشعور الهنود ، والقطط بفتح الطاء البالغ في الجعودة بحيث يتفلفل . انتهى .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله – تعليقا على أنه أقام بمكة عشر ، وأن الله توفّاه على رأس ستين سنة
وفي رواية : أقام بها ثلاث عشرة سنة ، فتُحمل رواية العشر على أن الراوي حذف الكسر الزائد على العشرة .
وفي رواية : وهو ابن ثلاث وستين ، وهي أشهر وأصح ، وتُحمل رواية الستين على أن الراوي حذف الزائد على العشرة أيضا .
2 – وعنه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَبْعة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، حسن الجسم ، وكان شعره ليس بجعد ولا سبِط ، أسمر اللون ، إذا مشى يتكفـأ .
قال الألباني – رحمه الله – : أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
رَبْعَة : أي كان متوسطاً بين الطول والقصر .
يتكفأ : أي يتمايل إلى قدام كالسفينة في جريها ، زاد في حديث علي رضي الله عنه : كانما ينحطّ من صَبب .

إشكال وجوابه :
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي :
الأمهق : بفتح الهمزة وسكون الميم ، هو الكريه البياض كلون الجص ، ولا بالآدم من الأُدمة بالضم ، بمعنى السمرة . أي ليس بأسمر ، وهذا يُعارض ما في رواية حميد عن أنس في باب الجمة واتخاذ الشعر : أنه صلى الله عليه وسلم كان أسمر اللون ، والجمع بينهما : بأن المنفي إنما هو شدة السمرة ، فلا ينافي إثبات السمرة في رواية حميد عن أنس . على أن لفظة : " أسمر اللون " في الرواية المذكورة انفرد بها حميد عن أنس ، ورواه عنه غيره من الرواة بلفظ : " أزهر اللون " ومن روى صفته صلى الله عليه وسلم أنس ، فقد وصفه بالبياض دون السمرة وهم خمسة عشرة صحابيا . قاله الحافظ العراقي ، وحاصله ترجيح رواية البياض بكثرة الرواة ومزيد الوثاقة ، ولهذا قال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح وهو مخالف للأحاديث كلها ، وقيل المراد بالسمرة الحُمرة ؛ لأن العرب قد تطلق على كل من كان كذلك أسمر ، ومما يؤيد ذلك رواية البيهقي : كان أبيض بياضه إلى السمرة . والحاصل : أن المراد بالسمرة حُمرة تخالط البياض ، وبالبياض المُثبت في رواية معظم الصحابة : ما يخالط الحمرة . انتهى .
3 – قال البراء بن عازب رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَجِـلاً مربوعا ، بعيد ما بين المنكبين ، عظيم الجُـمّـة إلى شحمة أذنيه ، عليه حُـلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم .
الحديث أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
رَجِـلاً : هذا وصف للشعر ، وهو بمعنى ما تقدّم .
الجُمّة : ما سقط من شعر الرأس ووصل المنكبين .
واللمّة : ما جاوز شحمة الأذن ، وهي الوفرة .
وفي المسألة خلاف حكاه النووي في شرح مسلم


تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس 2

بقية حديث البراء رضي الله عنه .
وفي رواية عنه قال : ما رأيت من ذي لِمّـة في حُلّـة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، له شعر يضرب منكبيه ، بعيد ما بين المنكبين ، لم يكن بالقصير ولا بالطويل .
الحديث : رواه البخاري ومسلم .
————-
4 – عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير ، شَثْن الكفين والقدمين ، ضخم الرأس ضخم الكراديس ، طويل المَسربة ، إذا مشى تكفأ تكفّؤاً كأنما انحط من صَبَب . لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم .
الحديث : رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
قال الألباني : وسنده ضعيف ، لكن له طرق أخرى يتقوّى بها عند أحمد وابن سعد ، وجملة " شثن الكفين والقدمين " مع الجملة الأخيرة منه في صحيح البخاري . انتهى .
معاني الكلمات :
شَثْن : أي غليظ الأصابع والراحة .
الكراديس : رؤوس العظام .
المَسربة : الشعر الدقيق الذي يبدأ من الصدر وينتهي بالسّرّة .
صبب : ما انحط وانحدر من الأرض .
5 – حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وقد ضعّفـه الشيخ الألباني – رحمه الله – .
6 – حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما .
وقد قال عنه الشيخ الألباني : ضعيف جداً .
7 – قال جابر بن سمرة رضي الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم ، أشكل العين ، منهوس العقب . قال شعبة : قلت لِسِمَاك : ما ضليع الفم ؟ قال : عظيم الفم . قال : قلت : ما أشكل العين ؟ قال : طويل شق العين . قال : قلت : ما منهوس العقب ؟
قال : قليل لحم العقب .
الحديث : رواه مسلم .

انصـــروا حبيبنا فهو الذى قال

لاكي

تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس 3

8 – وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان ، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر ، وعليه حُلة حمراء ، فلهو عندي أحسن من القمر .
معاني الكلمات :
ليلة إضحيان : أي مضيئة مُقمرة .
9 – عن أبي إسحاق قال سأل رجل البراء بن عازب : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا ، بل مثل القمر .
الحديث أخرجه البخاري .
10 – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض ، كأنما صيغ من فضة ، رَجِـلَ الشَّعر .
قال الألباني : تفرّد به المؤلف . وصححه في سلسلة الأحاديث الصحيحة .
معاني الكلمات :
صيغ من فضة : أي كأنه مصبوب من فضة لبياضه .
رَجِِـل الشَّعر : هذا وصف شعره أي يبدو للناظر كأنه مُرجّل وليس كذلك .
11 – عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عُرِضَ عليّ الأنبياء ، فإذا موسى ضَربٌ من الرجال كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى ابن مريم فإذا أقرب الناس من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود ، ورأيت إبراهيم فإذا أقرب من به شبها صاحبكم ( يعني نفسه ) ، ورأيت جبريل فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية .
الحديث أخرجه مسلم في صحيحه .
معاني الكلمات :
ضرب من الرجال : قال القاضى عياض : هو الرجل بين الرجلين في كثرة اللحم وقِلّـته .
شنوءة : قبيلة من اليمن ، ورجال هذه القبيلة متوسطون بين الخفّـة والسمن .


تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس 4

12 – عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما على وجه الأرض رجل رآه غيري . قال الجريري : فقلت له : فكيف رأيته ؟ قال : كان أبيض مليحا مقصدا .
الحديث : أخرجه مسلم .
معاني الكلمات :
قوله : وما على وجه الأرض رجل رآه غيري . يؤكد أن أبا لطفيل عامر بن واثلة آخر الصحابة موتاً .
مقصداً : هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير . وملح الشيء أي حسُن فهو مليح .
13 – حديث ابن عباس ، وهو ضعيف جداً ، كما قال الألباني .
باب ما جاء في خاتم النبوة :
14 – عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال : ذهبت بي خالتي إلى النبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله إن ابن أختي وجِـع ، فمسح رأسي ، ودعا لي بالبركة ، وتوضأ ، فشربت من وَضوئه ، وقمت خلف ظهره ، فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه ، فإذا هو مثل زر الحجلة
الحديث : أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
وجِــع : أي مريض
الحجلة : طائر معروف ، والجمع حَجَـل .
وزرّها : بيضها .
يعني أن خاتم النبوة بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم مثل بيضة الحجلة .
15 – عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كان الخاتم بين كتفيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غُـدة حمراء مثل بيضة الحمامة .
الحديث :
أخرجه مسلم .
معاني الكلمات :
الغُـدّة : قطعة اللحم ، وهذا لا يُنافي ما جاء في رواية مسلم أنه كان على لون جسده ، والتشبيه ببيضة الحمامة في المقدار ، وقيل في الصورة واللون .
وقال في لسان العرب : الغُدَّةُ و الغُدَدَةُ : كل عُقْدَةٍ فـي جسد الإِنسان أَطاف بها شَحْم . والغُدَدُ : التـي فـي اللـحم ، الواحدة غُدَّةٌ وغُدَدَةٌ . و الغُدَّةُ و الغُدَدَة : كل قطعة صُلْبة بـين العصَب . و الغُدَّةُ: السِّلْعَة يركبها الشحم ، والغُدَّة : ما بـين الشحم والسنام . والغُدَّة والغُدَدُ : طاعون الإِبل . انتهى .
والمقصود وصف حجم ولون خاتم النبوة .
16 – عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جدته رُميثة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – ولو أشاء أن أقـبّـل الخاتم الذي بين كتفيه من قـُـربِـه لفعلت – يقول لسعد بن معاذ يوم مات : اهتز له عرش الرحمن .
الحديث : أخرجه الإمام أحمد في المسند .
وقال الألباني : صحيح .
17 – قال أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا زيد أُدنُ مِنّي فامسح ظهري . قال : فمسحت ظهره ، فوقعت أصابعي على الخاتم . قلت : وما الخاتم ؟ قال : شعرات مجتمعات .
وفي رواية للإمام أحمد قال : فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره ، فوقع خاتم النبوة بين أصبعي . قال : فسُـئل عن خاتم النبوة . فقال : شعرات بين كتفيه .
الحديث : أخرجه الإمام أحمد في المسند .
وقال الألباني : صحيح .
معاني الكلمات :
قوله في وصف خاتم النبوة : شعرات مجتمعات .
وفي الرواية الأخرى : شعرات بين كتفيه .
لا ينفي أن يكون الخاتم كبيضة الحمامة أو الحجلة كما تقدّم ، وإنما يُثبت هذا الحديث أن على الخاتم شعرات .
وفرق بين وصف من يرى ، ووصف من يتحسس الشيء .


تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس 5

18 – عن بريدة – رضي الله عنه – قال : جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب ، فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا يا سلمان ؟
قال : صدقة عليك وعلى أصحابك .
قال : أرفعها فإنا لا نأكل الصدقة .
فرفعها ، فجاء من الغد بمثله ، فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذا يا سلمان ؟
فقال : هدية لك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ابسطوا .
ثم نظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به ، وكان لليهود فاشتراه رسول الله عليه وسلم بكذا وكذا درهماً على أن يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيه حتى تُطعم ، فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخيل إلا نخلة واحدة غرسها عمر ، فحملت النخل من عامها ، ولم تحمل النخلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما شأن هذه النخلة ؟ قال عمر : يا رسول الله أنا غرستها . فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غرسها فحملت من عامها .
الحديث :
أخرجه الإمام أحمد ، وحسّـنه الألباني .
معاني الكلمات :
قوله : ابسطوا . يعني ابسطوا أيديكم وكُـلـوا .
وإنما جاء سلمان – رضي الله عنه – أول مرة بتمر وقال عنه : صدقة ، ثم جاء مرة ثانية وقال : هدية ؛ لأن سلمان – رضي الله عنه – كان يبحث عن الحق ويُفتش ويسأل الأساقفة فدلّـه صاحب عمورية على النبي صلى الله عليه على آله وسلم وأخبره بقرب مبعثه .
وقال الأسقف لسلمان : قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرا إلى أرض بين حرّتين بينهما نخل به علامات لا تخفى :
يأكل الهدية
ولا يأكل الصدقة
بين كتفيه خاتم النبوة .
فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل . في حديث طويل رواه الإمام أحمد وغيره في قصة إسلام سلمان – رضي الله عنه – ورحلته بحثاً عن الحق .
فهذه ثلاث علامات من علامات النبوة أُخبر بها سلمان – رضي الله عنه – قبل أن يُبعث النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، فأراد سلمان – رضي الله عنه – أن يتأكد من تلك الصفات .
وتلك الصفات مما كان عند أهل الكتاب من صفة النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، مما يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل .
19 – عن أبي نضرة العوفي قال : سألت أبا سعيد عن خاتم رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم ؟ يعني خاتم النبوة فقال : كان في ظهره بَضعة ناشزة .
الحديث :
قال الألباني : تفرد به المؤلف هنا . يعني في الشمائل .
وقال عنه : حسن .
معاني الكلمات :
بَضعة : قطعة
ناشزة : مرتفعة
يعني كأن الخاتم في كتفه صلى الله عليه على آله وسلم قطعة لحم ظاهرة .
20 – عن عبد الله بن سرجس – رضي الله عنه – قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ناس من أصحابه ، فدرت هكذا من خلفه ، فعرف الذي أُريد ، فألقى الرداء عن ظهره ، فرأيت موضع الخاتم على كتفيه مثل الجُمع حولها خيلان كأنها ثآليل ، فرجعت حتى استقبلته ، فقلت : غفر الله لك يا رسول الله . فقال : ولك .
فقال القوم : استَغْفَر لك رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم . فقال : نعم ، ولكم ، ثم تلا هذه الآية ( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) .
الحديث :
أخرجه مسلم باختلاف يسير .
معاني الكلمات :
الجُمْـع : جُمع الكفّ ، وهو هيأة اليد بعد جمع الأصابع .
خِيلان : جمع خال ، وهو النقطة أو الشامة السوداء .
ثآليل : جمع " ثؤلول " وهو خرّاج صغير كالحمصة يظهر على الجسد نتوء واستدارة .

لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.