إن البحث عن ذوي الهمم والمروءات واصحاب السر مع الله بغية كل مخلص في سيره إلى الله
قال زين العابدين : إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه
وقال الحسن البصري : إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا ، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة ، قال الشاعر:
لعمرك ما مال الفتى بذخيرة
ولكن إخوان الثقات الذخائر
وكان من وصايا السلف انتقاء الصحبة ، قال الحسن البصري: إن لك من خليلك نصيبا ، وإن لك نصيبا من ذكر من أحببت ، فانتقوا الإخوان والأصحاب والمجالس
فاجتهد أيها الأريب باحثا عن أعوان المسير أصحاب الهمم العالية ، ابحث عنهم في المساجد بالضرورة ، اسأل عنهم في مجالس التقاة ، لا تستبعد المفاوز لتصل إليهم ولو اقتضى الأمر أن تعلن في الصحف السيارة
(مطلوب : معين على الخير في شهر رمضان)
يا له من اعلان!
مع هذه الصحبة تتعاونون على تدارك الثواني والدقائق ، تحاسبون أنفسكم على الزفرات والأوقات الغاليات ، لو فرط أحدكم في صلاة الجماعة وجد من يستحثه على عقاب نفسه كما كان يفعل ابن عمر.
ترى البطالين يصلون التراويح سويعة ثم يسهرون ويسمرون ويسمدون وتضيع عليهم صلاة الفجر (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) [الكهف :104].
لا أيها الرشيد ، تعال أخبرك بحال من اجتمعوا على السير إلى الله: أوقاتهم بالذكر وتلاوة القرآن معمورة ، مساجدهم تهتز بضجيج البكاء من خشية الله ، تراهم ذابلين من خوف الآخرة ، وعند العبادة تراهم رواسي شامخات كأنهم ما خلقوا إلا للطاعة ، ليس في قاموسهم : فاتتني صلاة الجماعة ، دع عنك أصل الصلاة ، تراهم في قيامهم وقعودهم خاشعين كأنهم على حياء من الله يقولون: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك.
ليلهم وما أدراك ما ليلهم؟ نحيب الثكالى يتوارى عند نشيجهم (كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) [الأنفال 6].
صلاتهم في الظلام تجلل بأنوار الكرامة ، فهم في حللها يتبخترون ، وببهاء مناجاتهم لربهم يتيهون ، محى استغفار الأسحار سخائم قلوبهم ، فهم في نعيم الأنس يتقلبون وبلذيذ الخطاب يستمتعون.
قوم أقاموا للإله نفوسهم فكسا وجوههم الوسيمة نورا
تركوا النعيم وطلقوا لذاتهم زهدا فعوضهم بذاك سرورا
قاموا يناجون الإله بأدمع تجري فتحكي لؤلؤا منثورا
ستروا وجوههم بأستار الدجى ليلا فأضحت في النهار بدورا
عملوا بما علموا فجادوا بالذي وجدوا فأصبح حظهم موفورا
وإذا بدا ليل سمعت أنينهم وشهدت وجدا منهم وزفيـــرا
تعبوا قليلا في رضا محبوبهم فأراحهم يوم المعاد كثيرا
صبروا على بلواهم فجزاهم يوم القيامة جنة وحريرا
من كتاب القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
للشيخ رضا صمدي
مع هذه الصحبة تتعاونون على تدارك الثواني والدقائق ، تحاسبون أنفسكم على الزفرات والأوقات الغاليات
نسأل الله أن يجعلنا في روضة السعداء من هؤلاء..
بارك الله فيك ..ورزقنا الله الصحبة الصالحة التي تعيننا على العبادة والذكر ..
أولى كلماتك ذكرتنى بقول الله عزوجل
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)
دمتى فى حفظ الله
جزاكى الله خيرا اختى فى الله
بارك الله فيكن عزيزاتي الغاليات..
جزاك المولى خير الجزاء..
موضوع مفيد.
باركك الله..