يتفق على عقيدة سلامة القرآن من كلِّ تحريف جميع المسلمين في القديم والحديث، سوى الفرقة الإثنا عشرية، ونحن في المناسبة لسنا بحاجة إلى نقل أقوال أئمة الإسلام وكبار العلماء والأفاضل المسلمين، فإن سلامة القرآن من غائلة كل تحريف وتغيير، عقيدة أهل السنة المتفق عليها وجزء من الإيمان عندهم، ولكننا نعرض هنا شهادات لغير المسلمين الأفاضل وخاصة للمؤلفين والمؤرخين النصارى:
( القرآن من أكثر الكتب تلاوة على وجه هذه الأرض)(1) .
أما المستشرقون والمحققون الأوربيون ممن لا يعتقدون أن القرآن منزل على محمد e عن طريق الوحي، فهم كذلك يوافقون على الفكرة المذكورة أعلاه، يقول السير وليم ميورSirWilliam Muir))
الذي يُعْرَف بالتحامل على النبي e إلى حد أن اضطر السيد أحمد خان حامل لواء التعليم العصري للمسلمين الهنود، إلى تأليف كتابه((الخطبات الأحمدية)) رداً على كتاب السير وليم ميور((حياة محمد))(Life Mohammad):
((لم يمض على وفاة محمد ربع قرن حتى نشأت منازعات عنيفة ن وقامت طوائف، وقد ذهب عثمان ضحية هذه الفتن، ولا تزال هذه الخلافات قائمة، ولكن القرآن ظل كتاب تلاوة، برهان ساطع على أن الكتاب الذي بين أيدينا اليوم، هي الصحيفة التي أمر الخليفة المظلوم بجمعها وكتابتها، فلعله هو الكتاب الوحيد في الدنيا، الذي بقي نصه محفوضاً عن التحريف طيلة ألف ومئتي سنة)) .
ويقول وهري(Wherry) في تفسيره للقرآن:
((إن القرآن أبعد الصحف القديمة بالإطلاق عن الخلط والإلحاق، وأكثرها صحة وأصالة))(2) .
ويثول لين بول(Lane Pool):
((إن أكثر ما يمتاز به القرآن أنه لم يتطرق شك إلى أصالته، إن كل حرف نقرأه اليوم، نستطيع أن نثق بأنه لم يقبل أي تغيير منذ ثلاثة عشر قرناً))(3) .
ويقول((باسورث اسمث)):
(نحن نملك كتاباً هو في أصالته وفي سلامته وفيتفرق مواده فريد ليس له نظير، غير أنه يشك أحد بجدية في جوهر صدقه).
وهذا البرفسور آرنلد يقول في كتابه(Islamic Faith):
((إن نصوص القرآن ألفاظ تلفظ بها النبي e بلسانه)) .
وكان يمكننا أن نقدم هنا مزيداً من الشهادات والاعترافات بأصالة القرآن، ولكن نكتفي بهذا القدر .
وبازاء ذلك فلنستعرض أقوال الفرقة الإثنا عشرية عن القرآن، فإن رجال هذه الفرقة يعتقدون بتحريف القرآن، ويكادون يُجمعون على ذلك، وإن علامتهم نوري الطبرسي قد ألف كتاباً مستقلاً في موضوع إثبات التحريف في القرآن(تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً) وسماه(فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب))(1)
وقد أورد في كتابه هذا: إن هناك أكثر من ألفي رواية عن أئمتنا المعصومين، تؤكد التحريف في القرآن من كل نوع، ولقد كان علماء الشيعة والمؤلفون منهم يدعون كلاماً وكتابة إلى عصر العلامة باقر المجلسي الذي يعتبر خاتم المحدثين للفرقة الإثنا عشرية وترجمان مذهب((الشيعة)) في القرن العاشر والحادي عشر الهجري بل وإلى ما بعد عصره، أن القرآن الموجود لا يخلو من تحريف وتغيير ونقص وزيادة .(2)
وقد اطلع القراء الكرام على ما أسلفنا من كلام الخميني(لقد كان سهلاً عليهم – يعني الصحابة الكرام- أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن، ويتناولوا الكتاب السماوي بالتحريف، ويسدلوا الستار على القرآن ، ويغيبوه عن أعين العالمين))(3) .
ثم يقول:
(إن تهمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى، إنما تثبت على الصحابة)(4) .
وفي(أصول الكافي) الذي يعتبر أوثق كتاب لدى الإمامية، وردت أمثلة للمواضيع في القرآن التي أخرجت فيها آيات بكاملها وحرف فيها(5) وقد بلغوا في هذه التهمة إلى أن ادعوا بأن ثلثي القرآن قد أخرج وضيّع، وكان عدد آياته سبعين ألف أية(6) إنهم يعتقدون أن أصل القرآن هو ما قد جمعه علي y وهو موجود عند الإمام الغائب، ويختلف عن القرآن الموجود(7) . وقال بعض الأئمة منهم: إن لدينا مصحف فاطمة، وهو على ثلاثة أضعاف من القرآن الموجود(8) .
=========
(1)لقد طبع هذا الكتاب في باكستان أخيراً .
(2)(فصل الخطاب) ص 227
(3) وللإطلاع على التفصيل انظر كتاب فضيلة الشيخ محمد منظور النعماني((الثورة الإيرانية، الخميني، والشيعة)) ص 156 .
(4) كشف الأسرار ص 114
(5)أيضاَ
(6)أصول الكافي ص 264-267
(7)أصول الكافي ص 271
(8)أيضاً .