تخطى إلى المحتوى

صغيرتي ربى . الجزء الثالث 2024.

صغيرتي ربى….. الجزء الأول

صغيرتي ربى….. الجزء الثاني

نظرات الاستغراب أراها على وجه صغيرتي.. ربما لم أطلب منها ذلك من قبل.. لكنني أحببت أن أرى مدى حبها لوالدها الذي فارقته..

– مازلت أذكره يا أمي.. بقامته الطويلة وبنيته القوية.. كم كنت سعيدة عندما كان يحملني على كتفه.. حينها أرى الدنيا من حولي صغيرة.. وكأنني أحلق في فضاء واسع.. هل تذكرين يا أمي عندما كان يعلمني قراءة الفاتحة؟؟ ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي أهداني فيه والدي مصحفاً وسجادة صغيرة وخِمَار صلاة بحجمي.. ربما كنت صغيرة جداً على ذلك.. لكنني أحسست أنني كبيرة في نظره.. حكاياته لي، ما زلت أذكرها وكأنني سمعتها قبل عدة أيام.. كم أحبه وأفتقده.. إنني لأشتاق لذلك اليوم الذي نعود فيه لوطننا ونلتقي بأبي.. أخبريني أمي متى سنعود إلى الوطن؟؟

ما أروعها من كلمات.. هي تلك التي نطقت بها شفاه صغيرتي.. أحسست بها تصف لي والدها وكأنها تراه ماثلاً أمام عينيها.. لكن سؤالها فاجأني.. ربما لأنني اعتدت العيش هنا لكن صغيرتي لم تعتد على ذلك بعد..

– وماذا ستفعلين لو عدنا؟
– سأذهب إلى بيتنا الجميل.. سأبحث عن دميتي وألعابي.. كم أتمنى أن أجد تلك المدينة الصغيرة التي ابتاعها لي أبي قبل سفره.. سأجلس عند جدتي لتعلمني كيف أصنع الملابس الصوفية.. سأزرع الزهور مرة أخرى.. وقطتي الصغيرة سأرعاها ولن أفرط فيها.. لن أتركها بلا طعام..

كم هي صغيرتي متفائلة.. أرى شعاع الأمل ينبثق من عينيها وهي تتحدث عن وطننا عندما تركته.. لست وحدك يا صغيرتي من يشتاق لأرض الوطن.. إنها تعيش في قلوبنا.. تلك الأرض التي أخرجت لنا أطايب ما فيها..

– أمي.. وماذا ستفعلين أنت؟
– كل ما يحلو لك صغيرتي.. سنعيد زراعة حقلنا الصغير.. أتذكرين تلك العنزة البيضاء؟
– نعم.. لكنهم قتلوها وأمها!!! سأنتقم منهم.. إنهم الذين أخذوا والدي منا..

تلك هي صغيرتي.. بأحلامها العذبة ونفسها الطاهرة.. مازالت ترتسم في نفسها أزهار الربيع.. وتشدو معها أطيار الصباح.. لكن الآية تنقلب عندها ليتحول ذلك الفرح إلى بكاء.. كلما تذكرت رحيل والدها.. وما يؤلمني هو أن أرى الدمعة تشق طريقها على وجنتيها ..
________________________

أسبوعان آخران وينتهي عقد العمل الأخير لي في هذا البلد.. وها أنا أخطط لسفرنا للوطن.. أحببت أن تكون مفاجأة رائعة لصغيرتي التي طالما تمنتها.. وحسب تخطيطي سأخبرها قبل سفرنا بيومين..

في يوم الخميس، احتفلنا معاً من أجل صدور أول كتاب لي.. فبقدر ما كنت سعيدة، كنت خائفة كذلك.. لا أدري لماذا أحس بالخوف كلما أحسست بالسعادة.. ومع ذلك، سررت عندما أخذت صغيرتي نسخاً كثيرة لتوزعها على صديقاتها.. إنها تُظهر لي مدى فخرها بي أمام الجميع.. حتى عندما زرتها في مدرستها، كانت تعرفني على صديقاتها واحدة تلوَ الأخرى.. كنت أشعر بها تطير فرحاً لوجودي معها.. وكم يشعرني تصرفها ذاك بتقصيري مع صغيرتي.. يكفي أننا لا نستطيع العيش بعيدتين عن بعضينا.. إنها خواطر جالت في نفسي عندما جعلتني ربى أوقع للإهداء..

– أمي.. هناك شيء طالما انتظرناه معاً.. نعد الأيام والليالي من أجله.. وأعتقد أن اليوم مناسب جداً لأريك إياه.. إنها هدية مني..
– صغيرتي.. يبدو أن كلاً منا لديها مفاجأة للأخرى!! حسناً، لنرَ ماذا لديك؟
– حسناً.. لحظة من فضلك يا أمي العزيزة..
– ربى؟!! تمهلي ستسقطين!!
– كلا يا أمي انتظري

عادت صغيرتي بكرسيها المتحرك إلى الوراء.. ظننتها ستأخذ شيئاً من حجرتها.. لكنها توقفت!! كنت أراقب حركاتها بصمت مغلف بالكثير من التساؤلات.. هاهي ربى.. تزيل الحاجز السفلي لكرسيها.. تضغط بقوة على ساعديها لتقف وتقف معها نبضات قلبي خوفاً عليها.. رباه إنها تقف على قدميها!! مشت صغيرتي خطوات متأرجحة نحوي.. احتضنتها فرحاً لأجلها وخوفاً عليها من أن تسقط.. رباه.. هاهي صغيرتي تسير من جديد.. اللهم لك الحمد على نعمائك.. احتضنتها وأدمعي تعبّر عن كل مشاعري المتضاربة في فؤادي.. احتضنتها وصورة والدها تلوح أمامي.. تذكرت أول يوم بدأت صغيرتي أولى خطواتها قبل أحد عشرة سنة.. عندما علمها والدها كيف تسير.. مازالت تلك الصورة مطبوعة في ذاكرتي ولن تغادرها.. احتضنت صغيرتي وهي تبكي فرحاً لما حققته اليوم.. آه يا أبا ربى.. هل ترى السعادة ترفرف على قلبينا من جديد؟؟.. هاهي صغيرتنا ستودع ذلك الكرسي المتحرك كما تمنينا، ولكن، متى ستعود إلينا كما تحلم صغيرتنا؟؟

صدى
ابنة الرجل
الأربعاء 21 مايو 2024

sid ابكيتني حزنا

لاكي وابكيتني فرحا

رائع رائع
لاكي

سلمتي
لاكي

وجودك الأروع أخيتي

سلمت لاكي

أخبريني أمي متى سنعود إلى الوطن؟؟
سأجلس عند جدتي لتعلمني كيف أصنع الملابس الصوفية.. سأزرع الزهور مرة أخرى
كم هي صغيرتي متفائلة.. أرى شعاع الأمل ينبثق من عينيها وهي تتحدث عن وطننا عندما تركته.. لست وحدك يا صغيرتي من يشتاق لأرض الوطن.. إنها تعيش في قلوبنا.. تلك الأرض التي أخرجت لنا أطايب ما فيها..
.. آه يا أبا ربى.. هل ترى السعادة ترفرف على قلبينا من جديد؟؟.. هاهي صغيرتنا ستودع ذلك الكرسي المتحرك كما تمنينا، ولكن، متى ستعود إلينا كما تحلم صغيرتنا
لمات تعبر عن الجمال في نفس الكاتبة في ذات الألم السابح ومع ذلك مهما بلغت السعادة فلا بد للحرب من بصمات
رائعة خالتي بكل المقايس أفتخر بك
لاكي
وجودك الأروع غاليتي شموخ لاكي
فعلا رائعة

انا ايضا كنت خائفة مثل الام ان تكون النهاية مأساوية لكنك فرحتني انا وابطال القصة

بارك الله فيك

رااااااااااااااااائعة يا صدى رائعة…
والله اقشعر بدني ودمعت عيناي…
يا أختي هاتي كمان جزء نبرد قلبنا فيه… دعي الأم تخبر ابنتها عن المفاجأة!! أريد أن أعيش معهما لحظات وصولهما إلى الوطن.. هل الأب قد مات أم لا يدريان عنه شيئاً؟ نسيت صراحة!
بارك الله فيكِ عزيزتى..أسلوب طيب يبشر بالخير. لاكي
الشهد

وجودك الأروع غاليتيلاكي

ايمان

أفكار أستلهمها منكم

سأحاول إكمالها بإذن الله …………. يوما ما!!لاكي

غروبة

وفيك بارك غاليتي لاكي

الله يعافيك صدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.