تخطى إلى المحتوى

صمت الكلمات 2024.

لاكي

عام مضى وهو قابع في نفس المكان لا يتحرك إلا بعد أن تأذن الشمس بالمغيب
أراه كل يوم يفعل نفس الأفعال بمواعيد ثابته حتى باتت طقوسا مقدسه لدينا قبله
يفتح عينيه لنور الدنيا مع فجر كل يوم جديد…يصيلي….ويطيل….ويناجي ربه
ليل نهار بهمهمات لا أسمع منها سوى صوت الدموع…ثم…..
تبدأ رحلة الألم والمعاناة اليومي والتي لا تنتهي إلا بصوت الدموع
يفطر مع أقرانه …يتجاذبون أطراف الحديث في كل شيئ
ذكريات الزمن الجميل
أحلام العمر التي تحققت ..والتي مازالو يحلمون بتحقيقها
وهو….عينان زائغتان
يراقب الطريق وكأنه ينشد ضاله..أو …أو ينتظر أحدا
ينهي إفطاره….وبدون كلمة يرحل مسرعا إلى صومعته (أقصد غرفته)
يغلق النافذة التي فتحتها الممرضه صباحا
وكأنه إيذان لنور الشمس بالإنصراف……….فالوحدة مطلبه الوحيد
فضول يقتلني لأعرف سر هذا الصمت
أقرع الباب
وفنجان الشاي في يدي يتراقص من شدة الخوف
وكأن قلبي من شدة نبضاته سوف يخرج من مكانه
فهو لا يقبل أن يدخل عليه أحد إلا الطبيب الذي يأتي صباح كل يوم فقط
ماعدا ذلك
فالهدوء ينقلب إلى عاصفة غضب هوجاء
والحمل الوديع الصامت ينقلب إلى أسد يزلزل بزئيره كل الأوصال
فاقتحام وحدته ………..جرم
لكني سأتجرأ
أقرع الباب مجددا….لا إجابة
أعطي لنفسي إذنا صريحا بالدخول
فيتجاوز الفضول كل حدود الخوف
وتمتد يداي نحو قبضة الباب…..ويفتح الباب ومعه أفتح ……….صمت الكلمات..
أراه يلتفت لي فجأه……وبحركة مباغته يقلب الشاي
ويدفعني خارجا حتى التصقت بالجدار وكاد رأسي ينفجر من قوة غضبه
أحاول أن أتكلم…لكن……
يغلق الباب
الجميع ينظرون إلي وكأني ارتكبت جرما لا يغتفر
أسأل ………لماذا؟؟
ولا أجد إلا……………………….. صمت الكلمات……………
عرفت بعد ذلك أنه طلب من الطبيب إبعادي عنه
لا أعرف كم مضى علي وأنا أراقبه من نافذة مكتبي
فأراه عصر كل يوم في تمام الساعة الرابعة يجلس أمام البوابة ينتظر….وينتظر…..ولا شيئ
تغرب الشمس…..ويغرب معها أمله
فيعاود الإختباء في صومعته (أقصد غرفته)
هذه المرة صممت على أن أجد جوابا شافيا لأسألتي التي بدأت ولن تنتهي
من هو …؟؟؟؟ومن ينتظر….؟؟؟؟ ولما كل هذا الحزن والصمت…؟؟؟؟
بالرغم من قسوته الظاهرة إلا أن الألم يكاد يتفجر بين ضلوعه
أراه جليا في دموع عينيه
أرى دموعا يملؤها كل الألم
وكانت الصدمه………..
فهو العم عبدالله
أب لثلاثة أبناء (أحمد -محمد -فاطمه)
حضر إلى الدار منذ ثلاثة أعوام
زاره فيها أولاده قرابة الخمس مرات فقط
كان أخرها منذ عام ونصف في تمام الساعه الرابعة عصرا
يا إلهي لقد عرفت سر إنتظاره اليومي والذي ينتهي بلا شيئ
ربااااااه…لكن أين أولاده ؟؟؟
ويأتيني الجواب كالصاعقه
يعيشون هنا في نفس المدينة ولكن لا يزورون والدهم
كل مايفعلونه هو فقط إرسال المال كل شهر مع ثلاثة مغلفات
كل مغلف منهم يحتوي على مجموعة من الصور الفوتوغرافية
وقد عرفت فيما بعد أنها صور أولاده وأحفاده
تأتيه بناء على طلب ملح منه
يا إلهي منذ عام ونصف لم يرى العم عبدالله أبنائه سوى في الصور
رباه لهذا أرى كل الألم في دمع عيونه
قررت أن أقترب منه أكثر وأن أقتحم عالمه
بمرور الأيام نجحت فيما قررته ونشأت بيننا صداقة تغلفها روح الأبوة
لكن ماكان يعكر صفوها هو …
صمت كلماته
فهو لا يتحدث معي مطلقا
صمته أعجزني عن فهم تفاصيل حكايته
صمته كان يخبرني دائما أن هناك حلقة مفقودة ولغز في علاقته بأبنائه لم أكتشفه بعد
إقتربت كثيرا من العم عبدالله حتى أصبحت أناديه أبي
كنت حينها أرى شفتاه تكاد تنطق من الفرح بي
أو بمعنى أدق بتلك الكلمة التي لم يسمعها منذ زمن
لكن….يبقى ذلك الألم الذي تفوح به رائحة دموعه ومناجاته الدائمة التي لا أفهم منها
سوى….صوت الدموع
الحمدلله العم عبدالله اليوم سمح لي بإدخال الشاي إليه في غرفته
طبعا هذا الرضا أتى بعد محاولات باءت كلها بالفشل الذريع
ولأول مرة أدخل الصومعة
ويالروعة مارأيت
غرفة تزين جدرانها صور لا حصر لها
تنظر إليها فتراها مرتبة بطريقة زمنية متصاعدة
تشعر معها وكأن هناك قصة تُروى في كل صورة
المدهش أن البراويز التي تحتضن كل تلك الصور هي من صنع العم عبدالله
فهو كما عرفت كان مهندس ديكور يهوى الرسم والنحت
كل هذا الفن يدل على أن هناك إحساس بالحب لا يمكن مقاومته
إذا لماذا تركه أولاده هكذا ؟؟؟
سؤال يطرح نفسه أمامي في اليوم ألف مرة
ولا أجد إلا ….صمت الكلمات
شمس يوم جديد تشرق
ولكن…أين العم عبدالله ؟
لماذا لم يحطر لتناول الإفطار؟؟
أذهب إليه فأجد الطبيب عنده
لقد سقط فجرا…إرتفاع حاد في ضغط الدم
يا إلهي وكيف هو ؟
قلبه ضعيف جدا
أصر على البقاء بجانبه طوال اليوم
يا إلهي الدموع تتساقط من عينيه برغم غيبوبته
سجنت الغيبوبة جسده
ولم تقوى على سجن دموعه
أين أولادك ياعم عبدالله؟؟ لما كل هذا الجفاء؟؟؟
فليذهبوا لا سامحهم الله
كلمات نطق بها لساني
فزلزلت الكون من حولي
صرخة مدوية أرعبت قلبي
يطلقها العم عبدالله
لاااااااااااااااااااااااا ….لااااااااااااااااااااااا
لا تكملي …لا تدعي على أولادي
بل إدعي لهم
أدعي لهم كيف ؟
أجل إدعي لهم بأن يرحمهم الله مما أنا فيه
كيف يا عماه وهم سبب ألامك؟؟؟
لا
بل أنا السبب
أنت…كيف؟؟ وأنت منبع حنان الكون كله
لا يابنتي
فـــــــــــــكـــــــــــــمـــــــــا تــــــــــديـــــــــــن تـــــــــــــــــــــــــــــــــدان
منذ سنوات مضت أحضرت أبي إلى هذه الدار
وكنت ولده الوحيد
ولم أرحم دموعه …ولا صمته…ولم أفكر في عاقبتي
وعندما إعترض أولادي على فعلتي
أخبرتهم أن الظروف تحكم الإنسان وتجبره على فعل مالا يريد
ومرت حياتي لا يكدر صفوها شيئ
إلا وحشة ليلي التي كانت تقتلني كل يوم ولم أكن أعلم لها سببا
كبر أولادي وتزوجوا
توفيت زوجتي
ومرضت وذهبت لأولادي
فلم أجد منهم إلا هذه الدار ….وكأن الأيام تعيد نفسها
يحضرني إبني إلى هنا
لم يرحم دموعي ولا صمتي
وقال لي أبي لا تغضب واعذرنا فالظروف تحكم على الإنسان وتجبره على فعل مالا يريد
وأنت أكثر من يعلم
وحينها فرضت الصمت على كلماتي إلا بالدعاء لهم عقب كل صلاة بأن يجنبهم الله ماأنا فيه
وأخذ يدعو……يدعو……يدعو……
تتساقط دموعه….وتتساقط دموعي…
وسقطت يده……
عم عبدالله…عم عبدالله….عم عبدالله
ولا أجد إلا……………………………………….. …..صمت الكلمات…..

السلام عليكم ورحمة الله
غاليتي
حلم قلبي
عشت معك كل لحظة صمت
فلم تكن ابدا لحظات صمت بل ثورة من ثورات المشاعر والأحاسيس والأنفاس الملتهبه بلوعة الحزن والألم
عشت معك كل لحظة حزن وكل دمعة برقت في عيني العم
فكانت كجرس انذار يحذر من وحدة قاتلة ولكن وجودها معلقة عرفت بها ان مصدرها هو
لهذا لم يكن يتكلم ولم يستطع حتى ذرف تلك الدموع
بالتاكيد لم اكن لاعيش تلك اللحظات لولا روعة كلماتك بل ونطقها ايضا
نعم عزيزتي فقد كانت كلماتك صور حية تعبر وتنطق بما تقول ولم تكن ابد
ّ ّ صمت كلمات ّّ
اسلوب رائع وقدرة هائلة على الوصف والتعبير حولت الصورة الى اشخاص تتحرك وتتكلم وتعبر
فرأيت دموع العم المعلقة0000وشعرت بذلك الفضول الشديد لمعرفة السبب
سلمت يمينك ولا حرمنا الله من هذا الابداع الذي يستحق التميز وعن جدارة
حقيقة قلم لا يجاريه اي قلم
حفظك الله ورعاك

رائعة قصتك يا حلم قلبي .. وموجعة جداً أحداثها ..
ليت الإنسان يتعظ .. "كما تدين تدان"
هذه بالفعل مقولة حقيقية
فهناك أمور كثيرة في الحياة حسابها في الآخرة
ولكن جزاء عقوق الوالدين يتجرعه الإنسان دنيا وآخرة
قصتك تهز الكيان حبيبتي
دمتي مبدعة وزيدينا من فيض قلمك
رااااااااااااااااااااااااااااااااائع … و حقاًّ كما تدين تدان و هذه القصة أكبر دليل على ذلك على ذلك ..

سلامي..
خولة

ماشاء الله تبارك الله..
سرد رائع للقصة..
وبمعانٍ جميلة واضحه..
غير أنها محزنة كثير..
وبالفعل كما تدين تدان..
نسأل الله أن نكون ممن يبرّون بأبأئهم وأمهاتهم..آمين

بورك فيكِ ياغاليه..
وننتظر جديدكِ الرائع دوماً..
دمتِ بعافيهلاكي

لاكي كتبت بواسطة اعز الحبايب
السلام عليكم ورحمة الله

غاليتي
حلم قلبي
عشت معك كل لحظة صمت
فلم تكن ابدا لحظات صمت بل ثورة من ثورات المشاعر والأحاسيس والأنفاس الملتهبه بلوعة الحزن والألم
عشت معك كل لحظة حزن وكل دمعة برقت في عيني العم
فكانت كجرس انذار يحذر من وحدة قاتلة ولكن وجودها معلقة عرفت بها ان مصدرها هو
لهذا لم يكن يتكلم ولم يستطع حتى ذرف تلك الدموع
بالتاكيد لم اكن لاعيش تلك اللحظات لولا روعة كلماتك بل ونطقها ايضا
نعم عزيزتي فقد كانت كلماتك صور حية تعبر وتنطق بما تقول ولم تكن ابد
ّ ّ صمت كلمات ّّ
اسلوب رائع وقدرة هائلة على الوصف والتعبير حولت الصورة الى اشخاص تتحرك وتتكلم وتعبر
فرأيت دموع العم المعلقة0000وشعرت بذلك الفضول الشديد لمعرفة السبب
سلمت يمينك ولا حرمنا الله من هذا الابداع الذي يستحق التميز وعن جدارة
حقيقة قلم لا يجاريه اي قلم

حفظك الله ورعاك

غاليتي ورفيقتي
لا حرمني الله من نقد قلمك لقلمي
ولا من عبارات تشجيعك لي والتي تبعث الأمل في نفسي
دمتي لي رفيقة عمر….

لاكي كتبت بواسطة toleep
رائعة قصتك يا حلم قلبي .. وموجعة جداً أحداثها ..
ليت الإنسان يتعظ .. "كما تدين تدان"
هذه بالفعل مقولة حقيقية
فهناك أمور كثيرة في الحياة حسابها في الآخرة
ولكن جزاء عقوق الوالدين يتجرعه الإنسان دنيا وآخرة
قصتك تهز الكيان حبيبتي
دمتي مبدعة وزيدينا من فيض قلمك

غاليتي
تواصلك مع كلماتي يسعدني
دام قلمك لي ناقدا…

لاكي كتبت بواسطة khowla
رااااااااااااااااااااااااااااااااائع … و حقاًّ كما تدين تدان و هذه القصة أكبر دليل على ذلك على ذلك ..

سلامي..
خولة

غاليتي
لا حرمني الله تواصلك مع كلماتي
دام قلمك لي ناقدا…

لاكي كتبت بواسطة شموخ الأمل

ماشاء الله تبارك الله..

سرد رائع للقصة..
وبمعانٍ جميلة واضحه..
غير أنها محزنة كثير..
وبالفعل كما تدين تدان..
نسأل الله أن نكون ممن يبرّون بأبأئهم وأمهاتهم..آمين

بورك فيكِ ياغاليه..
وننتظر جديدكِ الرائع دوماً..
دمتِ بعافيهلاكي

مشرفتي الغالية
مرورك بموضوعي لهو موضع سرور
ويضفي له قيمة معنويه كبيره
فلا تحرميني تواصلك مع كلماتي
دام قلمك لي ناقدا…

تشعر حروف كلماتى بالخجل .. فهى لا تستطيع مجاراة لباقة أقلام من علقن على كلمات موضوعك.
لكنى لا أملك سوى أن أهنئك على بلاغتك وتصويرك المدهش ومفرداتك الجديدة التى تأخذنى فى تتابع متناغم حتى النهاية .. أشكر كلماتك الهادفة وأسلوبك الجميل وأفكارك الذكية المنبعثة من عقل متقد واعى.
بارك الله فيك وأمدك بالمزيد…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.