تخطى إلى المحتوى

ضيّعتم الأمانة , ضيّعكم اللّه : قصّة مُبكية ! 2024.


قصّة مُبكِيَة للشّيخ عبد الرّحمن العريفي ذكَرها في كتابه " هل تبحثُ عن وظيفة ؟ " , يقول : قال صاحبي : كنتُ أدرسُ الطِّبَّ في الكندا , ولا أنسى أبدًا ذلك اليوم الذي كنتُ أقوم فيه بالمرور اليومي على المرضَى في غرفة العناية المركَّزة في المستشفَى , ولفتَ انتباهي اسمَ المريض الذي في السَّرير رقم 3 : إنّه محمَّد !
أخذتُ أتفَحَّصُ وجههُ الذي لا تكاد تراهُ من كثرة الأجهزة والأنابيب على فَمه وأنفه . إنّه شابٌّ في الخامسة والعشرين من عمره , مُصابٌ بِمَرض الإيدز (أو السّيدا) , أُدخِلَ إلى المستشفَى قبل يومَيْن إثر التهاب حادّ في الرّئتين , وحالتُه خطيرة جدًّا جدًّا !
اقتربتُ منه وحاولتُ أن أُكلِّمَه برفق : محمّد .. محمّد .. إنّه يَسمعُني , لكنّه يُجيبُ بكلمات غير مفهومة . اتَّصلْتُ ببَيته , فردَّتْ علَيَّ أمُّه التي يبدُو من لكْنَتِها أنّها من أصلٍ لُبناني . عرفتُ منها أنّ أباه تاجرٌ كبير يمتلكُ محلاّت حلويّات . شرحتُ لها حالة ابنها , وأثناء حديثي معها بدأتْ أجراسُ الإنذار تتعالَى بشكلٍ مُخيف من الأجهزة الموصَلَة بذلك الفتى , مُؤشِّرة على هبوطٍ حادّ في الدّورة الدّمويَّة . ارتبكْتُ في حديثي مع الأمّ , وصرختُ بها : لا بُدَّ أن تَحضُري الآن ! قالتْ : أنا مشغولة في عملي , وسوف أحضرُ بعد الدّوام ! قلتُ : عندها ربَّما يكون الأمرُ قد فات .. وأغلقْتُ السّمَّاعة !
بعد نصف ساعة , أخبرَتْني الممرِّضة أنّ أمَّ الفَتَى وصلَتْ وتريد مقابلَتي . قابَلْتُها : امرأة في مُتَوسَّط العُمر , لا تَبدُو عليها مظاهرُ الإسلام . رأتْ حالةَ ابنها , فانفجرتْ باكيَة . حاولتُ تهدئتَها , وقلتُ : تَعلَّقي باللّه , تعالَيْ واسألي له الشّفاء . قالتْ في ذُهول : أنتَ مسلم ؟! قلتُ : الحمدُ للّه . قالت : نحنُ أيضًا مسلمون . قلتُ : حسنًا , لِماذا لا تَقفينَ عند رأسه وتقرئينَ عليه شيئًا من القرآن , لعلَّ اللَّهَ يُخفِّفُ عنه ؟
ارتبكَتْ , ثمّ غرقَتْ في بُكاء مرير , وقالتْ : هاه .. القرآن ؟! لا أعرف ! قلتُ : كيف تُصلِّين إذًا ؟! ألا تحفظينَ الفاتحة ؟! فغصَّتْ بعبراتها وهي تقول : نحنُ لا نُصلِّي إلاّ في العيد منذ أتَينا إلى هذا البلد ! سألتُها عن حال ابنها , فقالتْ : كان حالُه على ما يُرام , حتّى تَردَّى بسبب تلكَ الفتاة ! قلتُ : هل كان يُصلِّي ؟ قالتْ : لا , ولكنّه كان يَنوي الحجّ في آخر عمره !
بدأتْ أجهزةُ الإنذار ترتفعُ أصواتُها أكثر فأكثر .. اقتربْتُ من الفتَى المسكين .. إنّه يُعالِجُ سكَرات الموت ! الأجهزة تُصفِّر بشكلٍ مُخيف .. الأمّ تبكي بصوتٍ مسموع .. الممرّضاتُ يَنظُرنَ في دهشَة .. اقتربتُ من أذُنه , وقلتُ : لا إله إلاَّ اللَّه , قلْ : لا إله إلاَّ اللَّه .. الفتى لا يَستجيب ! قلْ : لا إله إلاَّ اللَّه ! إنّه يسمعُني .. بدأ يَفيقُ وينظرُ إلَيَّ .. المسكينُ يُحاولُ بكلّ جوارحه , الدُّموعُ تسيلُ من عينَيْه , وجهُه يَتغيَّر إلى السّواد .. قلْ : لا إله إلاَّ اللَّه , قلْ : لا إله إلاَّ اللَّه .. بدأ يتكلَّم بصوتٍ مُتقطِّع : آه , آه , ألَمٌ شديد , أريدُ مُسَكِّنًا للألَم , آه , آه ! بدأتُ أُدافِعُ عَبَراتي وأتوسَّلُ إليه : قلْ : لا إله إلاَّ اللَّه ! بدأ يُحرِّكُ شَفَتَيْه .. فرحْتُ .. يا إلهي , سيقولُها , سينطِقُها الآن ! لكنّه قال بالإنجليزيّة : لا أستطيع , لا أستطيع ! ثمّ قال : أين صديقتي ؟! لا أستطيع , لا أستطيع !
الأمّ تنظرُ وتبكي .. النّبضُ يتناقص .. يتلاشى .. لَم أتَمالَك نفسي .. أخذتُ أبكي بِحُرقة .. أمسكتُ بيده .. عاودتُ المحاولَة , أرجوك قلْ : لا إله إلاَّ اللَّه .. قال : لا أستطيع , لا أستطيع ! توقَّفَ النّبض .. انقلبَ وجهُ الفَتى أسودًا , ثمّ مات !
انهارت الأمُّ , وارتَمَتْ على صدره تصرخ . رأيتُ المنظر , فلَم أتَمالَك نفسي , نسيتُ كلَّ الأعراف الطّبّيَّة , فانفجرْتُ صارخًا في وجه الأمّ : أنتِ المسؤولة ! أنتِ وأبوه ! ضيَّعتُم الأمانة ضيَّعكُم اللّه .. ضيَّعتُم الأمانة ضيَّعكُم اللّه !

وأنت , يا مَن تقرئين الآن هذه الكلمات , نصيحتي إليك بصدق : حاولي أن لا تخرجي من الدّنيا إلاّ وقد قدّمتِ شيئا لدينك , كأن تساهمي في كفالة أيتام , أو إعالَة أسرة فقيرة , أو توزيع كتب وأشرطة دينيّة من جيبك الخاصّ , أو تمويل موقع إنترنت لنشر الإسلام , أو تربية أبنائك وبناتك على الالتزام بتعاليم الدِّين , فإنّ ثواب هذه الأعمال كبيرٌ ويَمتدُّ إلى ما بعد مماتك .
وتَخَيَّلي مَدَى فرحتك يوم القيامة عند لقاء ربِّك , وأنتِ تقولين : يا رَبِّ , لقد كنتُ سببًا في إسلام فُلان , وفُلان هذا أسلَم على يدَيْه فُلان وفُلان , وكنتُ سببًا في توبة فُلان من شُرب الخمر , وتركتُ بناتي من ورائي مُحجّبات عفيفات , وبنيتُ مسكنًا لِإيواء جارتنا الفقيرة وأبنائها , وفعلتُ , وفعلتُ , وفعلتُ .

وإذا أردتِ المزيد من القصص أو كانت لديك تساؤلات حول الخالق والكون والدّيانات والجنّة والنّار , فأنصحك بتحميل كتاب : أما آن لك أن تعود إلى اللّه .. جهّز نفسك للبكاء !
مجّانًا من الموقع التّالي :

الطريق إلى الله www.allahway.com

وستجدين فيه كلّ ما تبحثين عنه , مفصَّلا بأسلوب علمي ومنطقي واضح وسهل , ربّما لن تجديه في أيّ موضع آخر.

قصه تبكي القلوب

اللهم ثبتنا في الرمق الاخير

اللهم انطقنا الشهادتين

اثابك الله وجزيتي خيرا

وأنت , يا مَن تقرئين الآن هذه الكلمات , نصيحتي إليك بصدق : حاولي أن لا تخرجي من الدّنيا إلاّ وقد قدّمتِ شيئا لدينك , كأن تساهمي في كفالة أيتام , أو إعالَة أسرة فقيرة , أو توزيع كتب وأشرطة دينيّة من جيبك الخاصّ , أو تمويل موقع إنترنت لنشر الإسلام , أو تربية أبنائك وبناتك على الالتزام بتعاليم الدِّين , فإنّ ثواب هذه الأعمال كبيرٌ ويَمتدُّ إلى ما بعد مماتك .

وتَخَيَّلي مَدَى فرحتك يوم القيامة عند لقاء ربِّك , وأنتِ تقولين : يا رَبِّ , لقد كنتُ سببًا في إسلام فُلان , وفُلان هذا أسلَم على يدَيْه فُلان وفُلان , وكنتُ سببًا في توبة فُلان من شُرب الخمر , وتركتُ بناتي من ورائي مُحجّبات عفيفات , وبنيتُ مسكنًا لِإيواء جارتنا الفقيرة وأبنائها , وفعلتُ , وفعلتُ , وفعلتُ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.