والصلاة والسلام على أشرف الخلق كلهم محمد بن عبد الله النبي الرسول وعلى آله وصحبة أجمعين
وبعد..
"ظلم الإسلام المرأة " هذا كلام اليوم وحديث الساعة.. بأن الإسلام ظلم المرأة ومنعها من ممارسة حياتها بحرية كاملة.. كقول الفاسقة " نوال السعداوي": ( هو الرجالة بحق لهم يتجوزو اربع نسوين ليه؟؟ طب أنا بقول بحق للمرأة تروح تتجوز أربع رجالة.. وهو الصح.. ودي المساواة الحقيقية.)!!!!!!!. أصبح لهؤلاء الأنذال كلمة في المجتمع الإسلامي.. ولم تجد من يردعها ويقطع دابر كلامها.. ويا أسفاه..
اليوم سأتكلم عن المرأة في الإسلام.. وقبل الإسلام.. وما هي في بعض الأديان وبعض شعوب العالم.
إن ما وصل إلينا من تاريخ لمواقف الأمم والشعوب نحو المرأة، يدل كله على سوء ما كانت تعانيه المرأة، فقد كانت مظلومة، ومغلوبة على أمرها، تارة ينظر إليها على أنها جزء من المال الذي يورث، وأحيانا تسلب حقوقها حتى حق الحياة؛ إذ كانت بعض القبائل العربية تئدها وهي حية، وقد ذكر القران الكريم أولئك اللذين كانوا يقدمون على هذه الفعلة النكراء: ( وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت) سورة التكوير.
هذا عن العرب قبل الإسلام.
أما باقي أمم الأرض وشعوبها، فلم تكن المرأة عندهم أحسن حظا منها عند العرب، فقد كانوا الصينيون يسندون الأعمال الحقيرة للمرأة ويتشاءمون من ولادتها، بينما ينظرون إلى ولادة الذكر أنه إله نزل من السماء.
أما الرومان فقد كانوا يعتبرون المرأة بلا عقل، ويجب الحجر عليها بسبب طيشها، حتى أنها إذا تزوجت أبرمت عقدا مع الرجل يعطيه السيادة التامة عليها من كل النواحي. أما النصرانية فقد اعتبرت المرأة هي المسؤولة عن الفواحش والانحلال الأخلاقي الذي شاع في المجتمع الروماني. وقد قال عنها القديس تولتيان: " أنها مدخل الشيطان في نفس الإنسان، ناقصة لنواميس الله". وقد فرضت الديانة النصرانية أن يكون الزواج أبديا، فإذا وقع الشقاق، فإنه لا يجوز لأحد الزوجين طلب الانفصال عن الآخر، وأقصى ما يمكن فعله هو التفريق الجسدي، دون السماح لأي منهما بالزواج، وبعد ذلك: إما يختاران عيش الرهبان والراهبات أو يتعاطيان الفجور ويتساقيا كؤوس الفحشاء طوال أعمارهما الباقية.
ومتى تزوجت المرأة في ظل النصرانية، فإنها تفقد أهليتها الاقتصادية، ويصبح كل ما عندما ملكا لزوجها.
أما المرأة في تصور اليهودية فهي في مرتبة الخدم، وملعونة، وقد جاء في التوراة: " أن المرأة أمر من الموت، وأن الصالح أمام الله من ينجو منها".
وهكذا كانت المرأة قبل نزول تشريعات الإسلام الخالدة، فقد كانت في وضع لا يليق بها كإنسان نال منزلة التكريم من الله سبحانه. فلم يكن لها أي حق؛ وبالتالي لم تكن لها أي قيمة.
وجاء الإسلام ليعلن للبشرية جمعاء في وضوح ( إنما النساء شقائق الرجال) رواه أحمد بن حنبل وأبو داود. فالمرأة هي النصف الآخر في المجتمع، والذي من دونه لا تتصور حياة له.
ولم يترك الإسلام المرأة في الأسرة تحت سلطان الرجل المطلق، كما كان الحال في الجاهلية، وعند الرومان واليونان، بل رفع من منزلتها وعمل على تحريرها من تلك السلطة المتطرفة التي كانت ترزح تحتها.
كما أن الإسلام لم يورد حقوق المرأة بشكل عموميات غامضة، وإنما فصل تلك الحقوق، وبين الكثير من الواجبات التي رسمت صورة واضحة للمرأة كإنسانة مشاركة للرجل في مجلات الحياة التي تتفق مع طبيعتها، والإسلام بذلك يكون قد قدّم للبشرية فتحا مبينا، وثروة عظيمة كانت معطلة قبله.
ومن الحقوق التي أقرها الإسلام والتي أصبحنا اليوم نجدها قضايا عادية. بينما كانت في ظل النظم غير الإسلامية من المستحيلات: وهي:
1. المساواة في الإنسانية: فبعد أن كان ينظر لها نظرة احتقار وأزدراء أو أنها جسد بلا روح، أعلن الإسلام إنسانيتها وكرامتها. قال الله تعالى:" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساء". سورة النساء.
2. حرية التعاقد: سواء أكان في البيع والشراء أم سائر العلاقات الاقتصادية حتى في الزواج، فلها حرية إبرامه أو عدم إبرامه، ولا يملك أب أو ولي أن يكرهها على الزواج بغير من ترضاه، قال عليه الصلاة والسلام:" لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن" متفق عليه.
3. حق العلم: فقد أمر الرسول الكريم بتعليم المرأة، وعدّ ذلك حقا لها، فقال عليه والصلاة والسلام:" من ابتلى من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار" صحيح مسلم ج8 ص38. والإحسان إليهن يقتضي بتعليمهن.
4. حق التملك: فقد نص القران الكريم صراحة على حقها في التملك، فقال تعلى:" للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن" سورة النساء.
5. حق الميراث: قال تعالى:" للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون" سورة النساء.
6. حق العمل: وذلك وفق الشروط التالية:
أ. أن ينسجم العمل بطبيعة المرأة كالتعليم والمهن والوظائف الخاصة بالنساء، وتنسجم مع طبيعتهن، أما الأعمال التي لا ينجح في القيام بها إلا الرجال فقد منعها الإسلام من ممارستها.
ب. أن يكون العمل بعيدا عن جو الاختلاط، منعا للشبهات وحفاظا على الأخلاق الطيبة.
جـ. ألا يتعارض عمل المرأة مع رسالتها الحقيقية وهي الأمومة ورعاية البيت وطاعة الزوج.
وإن المجالات التي منع الإسلام المرأة من خوض غمارها، إنما كان بدافع الحفاظ على المجتمع الإسلامي، وبداعي فكرة ومبدأ التخصص الذي يكون أكثر جدوى وعطاء للأمة، وأن أحدث الدراسات الاجتماعية تتفق مع النظرة الإسلامية في تكوين الأسرة من حيث أن تربية الأولاد هي أثمن استثمار للأمة الإسلامية.
وهكذا نرى أن الإسلام قد رفع من شأن المرأة وأحلها مركزا مرموقا؛ لأنها نصف المجتمع، وعليها تتوقف تربية الأبناء الذين تنتظرهم الأمة ليسهموا في حماية أمتهم وإعزاز دينهم.
والآن ما هي نظرتك من خلال الموضوع.. هل لديك فكرة أخرى عن ظلم المرأة وحريتها؟؟
منقوووووووول
جزاك خيرا على الموضوزع ده