بسم الله الرحمن الرحيم
[ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ]
و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و سيد المرسلين ، نبينا محمد صلوات الله و سلامه عليه و على آله و أصحابه ، و أنصاره و أتباعه ، و من اهتدى بهديه و عمل بسنته إلى يوم الدين .. ، و بعد :
إنه لمن عظيم فضل الله على الإنسان ألا تمر عليه محنة إلا و قد تدبر آياتها ، و بحث في مسبباتها و وقف على فوائدها ، حينها ستكون منحة ربانية .. بأن يسر عليه ربي سبل الانتفاع و أرشده إلى سبيل العلم و الرشاد .. بإذن الله.
قُبيل أسبوع تقريبا ً من الله علي بأن افتح مجلد تفسير جزء عم للعلامة الشيخ / محمد بن صالح العثمين – رحمه الله
و قد توقفت عند تفسير سورة البروج قبل فترة ليست باليسيرة .. فأخذت اكمل قراءتي فـ توقفت عند هذه الآيات التي نحتاج أن نتوقف عندها لـ نتدبر معانيها و خاصة في مثل هذه الأوضاع التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم .
و قد توقفت عند تفسير سورة البروج قبل فترة ليست باليسيرة .. فأخذت اكمل قراءتي فـ توقفت عند هذه الآيات التي نحتاج أن نتوقف عندها لـ نتدبر معانيها و خاصة في مثل هذه الأوضاع التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم .
هي وقفة يسيرة .. تحتاج قلبٌ حاضر و عقل واع ٍ .
وقفتي عند تفسير قوله تعالى من سورة البروج [ الآية رقم : 10 ]
{إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}
قال بعض السلف: انظر إلى حلم الله عز وجل يحرقون أولياءه، ثم يعرض عليهم التوبة يقول: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا}.
قال العلماء: {فتنوا} بمعنى أحرقوا كما قال تعالى: {يوم هم على النار يفتنون. ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون} [الذاريات: 13، 14]. فهؤلاء أحرقوا المؤمنين وأحرقوا المؤمنات في النار.
وقيل: فتنوهم أي صدوهم عن دينهم. والصحيح: أن الآية شاملة للمعنيين جميعاً، لأنه ينبغي أن نعلم أن القرآن الكريم معانيه أوسع من أفهامنا، وأنه مهما بلغنا من الذكاء والفطنة فلن نحيط به علماً، والقاعدة في علم التفسير أنه إذا كانت الآية تحتمل معنيين لا مرجح لأحدهما عن الآخر ولا يتضادان فإنها تحمل عليهما جميعاً، فنقول: هم فتوا المؤمنين بصدهم عن سبيل الله، وفتنوهم بالإحراق أيضاً. {ثم لم يتوبوا} أي يرجعوا إلى الله من معصيته إلى طاعته {فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} لأنهم أحرقوا أولياء الله فكان جزاؤهم مثل عملهم جزاء وفاقاً. وشتان بين نار الدنيا ونار الآخرة فقد فضلت على الأولى بتسعة وتسعين جزءاً .
في هذه الآيات من العبر: أن الله سبحانه وتعالى قد يسلط أعداءه على أوليائه، فلا تستغرب إذا سلط الله عز وجل الكفار على المؤمنين وقتلوهم وحرقوهم، وانتهكوا أعراضهم، لا تستغرب فلله تعالى في هذا حكمة، المصابون من المؤمنين أجرهم عند الله عظيم، وهؤلاء الكفار المعتدون أملى لهم الله سبحانه وتعالى ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، والمسلمون الباقون لهم عبرة وعظة فيما حصل لإخوانهم، فمثلاً نحن نسمع ما يحصل من الانتهاكات العظيمة، انتهاك الأعراض، وإتلاف الأموال، وتجويع الصغار والعجائز، نسمع أشياء تبكي، فنقول: سبحان الله ما هذا التسليط الذي سلطه الله على هؤلاء المؤمنين ؟ نقول يا أخي لا تستغرب فالله سبحانه وتعالى ضرب لنا أمثالاً فيمن سبق يحرقون المؤمنين بالنار، فهؤلاء الذين سلطوا على إخواننا في بلاد المسلمين هذا رفعة درجات للمصابين، وتكفير السيئات، وهو عبرة للباقين، وهو أيضاً إغراء لهؤلاء الكافرين حتى يتسلطوا فيأخذهم الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر.
وفي هذه الايات من العبر: أن هؤلاء الكفار لم يأخذوا على المسلمين بذنب إلا شيئاً واحداً وهو: أنهم يؤمنون بالله العزيز الحميد، وهذا ليس بذنب، بل هذا هو الحق، ومن أنكره فهو الذي ينكر عليه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر المسلمين في كل مكان، وأن يقينا شر أعدائنا، وأن يجعل كيدهم في نحورهم إنه على كل شيء قدير.
،
كانت هذه بعض العبر التي وردت في القرآن بل في آية من آياته فقط فكيف بعبر القرآن أجمع فـ لنجعل لنا في حياتنا وقفات
حينها حتما ً ستختلف نظرتنا لـ الواقع فيما حولنا و لـ الأزمات بمنظور آخر
فنحن نحتاج بأن نستحضر قلوبنا لنتدبر قرآننا و لنتمكن من نصرة إخواننا
،
أسأل الله أن يجعلنا و إياكم ممن يتدبر آي الكتاب و يعمل به
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر المسلمين في كل مكان، وأن يقينا شر أعدائنا، وأن يجعل كيدهم في نحورهم إنه على كل شيء قدير.
اللهم آمين , اللهم آمين
بارك الله فيكِ أقانيم وجزاكِ خيرا ً