يعيش الإنسان في هذه الدنيا ويجتهد في عبادة ربه ولكن قد تحدث بعض الأمور تنقص دينه،وتغضب ربه.. قد يرتكب الذنوب والآثام ويجري خلف إبليس ويتبع خطواته،قد يسهو ويلهو في أمور محرمة ولكن النفس البشريه بطبيعتها تتصف بالطمع والحصول على كل أمر سواء أكان حلالآ أم حرامآ..
وبعد أن يرجع الإنسان المسلم لعقله يرى أن الهموم والغموم والآحزان آتته من كل مكان، وضاقت به حتى نفسه عندها يرجع ويستغفر ربه ويطلب منه العفو والغفران عما بدر منه وكان..
عندئذ يحس بإنشراح الصدر وتيسير الأمور..وماذاك إلا بفضل الله ثم الإستغفار.
لذا نرى أهمية الإستغفار وكيف أن الله أثنى على المستغفرين في آيات كثيرة في كتابه الكريم.
قال تعالى:{إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}..
وقال رسوله الكريم:{كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون}..
وللإستغفار ثمرات يجنيها من وفقه الله عزوجل وألهمه إياه..
وأورد بعضآ من هذه الثمرات لتكون لنا جميعآ حافزآ للإكثار منه حتى نصبح بإذن الله ممن {أدمنوا} ذلك ونسأله سبحانه أن يكون ذلك بالقلب واللسان..
بالقول والعمل..
أولى هذه الثمرات يكفي للمستغفر شرفآ أن الله يرضي عن عباده المستغفرين ويغفر ذنوبهم مهما بلغت كما في الحديث القدسي..
ومن الثمرات أن الإستغفار سبب لدخول الجنان بعد رضى الرحمن..وسبب لرفع الدرجات بعد الممات وسبب لدفع العقوبات قبل وقوعها..وسبب لتفريج الهموم والغموم..
من صيغ الإستغفار:
*استغفر الله الذي لا إله إلا هو
الحي القيوم وأتوب إليه..
*رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم..
*استغفر الله وأتوب إليه..
*ومنها سيد الإستغفار:اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ماصنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت"..
هذه هي الصيغ والألفاظ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة..
من أقوال السلف في فضل وعظم الإستغفار:
ماقاله ابن الجوزي: إن إبليس قال: أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالإستغفار وب(لا إله إلا الله) فلما رأيت منهم ذلك ثبت فيهم الأهواء فهم يذنبون ولا يستغفرون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعآ..
يقول علي رضي الله عنه(العجب ممن يهلك ومعه النجاة،
قيل:وماهي؟قال: الإستغفار"
وعن لقمان أنه قال لإبنه(يابني إن لله ساعات لايرد فيها سائلآ فأكثر من الإستغفار)..
ومن فضل الإستغفار ماقاله ابن تيمية رحمه الله: " إنه ليقف خاطري في المسأله التي تشكل علي فأستغفر الله ألف مرة حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ماأشكل، وقد أكون في السوق أو المسجد أو المدرسه لا يمنعني ذلك من الذكر والإستغفار إلى أن أنال مطلوبي"
فهذه بعض ثمرات الإستغفار وأقوال السلف في فضله وعظمه..
ولكن بعد ذلك كله هل نبخل على أنفسنا بهذا الفضل العظيم..وهذه البركات من السماء والأرض..
فهذه دعوه إلى كل من أضناه الهم..ومزقه القلق وعذبه الحزن..وكبلته الديون..
دعوه إلى من بلغت ذنوبه عنان السماء..دعوه إلى من حرم الذريه.. وطار قلبه شوقآ لضمة طفل.. دعوه إلى من فتكت الأمراض بجسده وطار النوم من عينه من شدة ألمه..
دعوه إلى من أجدبت أرضه وهلكت ماشيته وأصفر زرعه..
دعوه إلى كل فتاة تأخر عنها الزواج..دعوه إلى كل شاب يريد الزواج ولكن تقف المادة عائقآ أمام مايريد..
لهؤلاء جميعآ أقول:
تأملوا معي هذه الآية العظيمة في كتاب الله الكريم:{ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارآ يرسل السماء عليكم مدرارآ
ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارآ}..
فأبشروا ياأخوتي..
و أبشروا..
ثم أبشروا..
فهذه الآية علاج لكم جميعآ مهما اختلفت حاجاتكم وآمالكم..ولكن أصدقوا مع ربكم يصدقكم..
وعليكم بإخلاص النية لله تعالى
وليكن إستغفاركم باللسان والقلب..ولانكون ممن يحتاج استغفاره إلى إستغفار..
جعلني الله وإياكم من الذين إذا أحسنوا استبشروا..وإذا أساؤوا استغفروا..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
حقيقه…
ماوجدت خارج لهمي.. قابض لدمعي.. شافي لقلبي إلا الأستغفاا ا ا ا ار..
جزى الله كاتبها وقارئها وموزعها خير الجزاء..
غفر الله ذنبه..وستر عيبه..وفرج الله همه..ونفس كربه..ورفع ذكره في الدنيا والأخره..
جزاك الله الف خير
في ميزان حسناتك انشالله
جزاكي الله خيرا