السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
– قالوا لها: أتاك عريس.. أجابتهم: لديه بيت.. قالوا: لا.. قالت: لا أريده..
– الزوج: اضبطي منبه الساعة لئلا نتأخر عن موعد العمل، ولا تنسي أن عليَّ إيصالك إلى عملك قبل أن أذهب إلى عملي؛ لذا يجب أن نستيقظ باكراً..
– الزوجة: منذ متى ونحن نعمل لنجمع مالاً نشتري فيه بيتاً وإلى الآن لم نفلح!
– الزوج: أعاننا الله.. أطفئي النور ونامي..
حزن يلف المكان وصوت القرآن يملأ البيت.. حل الظلام.. وعجوزان تقبعان في زاوية الغرفة.. تبكي إحداهن وتقول: مسكين ابني، ضاع شبابه وهو يجمع ثمن البيت، ومات قبل أن يسكنه.
ترد الأخرى: وماذا عن ابنتي التي كان بيت العمر حلمها قبل أن تتزوج ووقفتْ إلى جانب ابنك ليجمعوا له، فماتت ولم تنم ليلة فيه.
بيت العمر حلم يداعب خيال كل عائلة ترنو إلى السكن والسكينة، بيت تحفظ لنا جدرانه أسرارنا وخصوصياتنا، ويظلل علينا فيرد عنا برد الشتاء وحر الصيف.
حلم نسعى لتحقيقه جميعاً، ونحاول جاهدين أن نجمع له ليكون لنا بيت تضمنا جدرانه وتستر عوراتنا، يكون الملاذ والمأمن.. ولكن..
كما هو حال كثير من الأحلام؛ نركض وراءها لنحققها وقد نموت دون أن تصبح حقيقة أمام أعيننا..
وحلم هو حقيقة نملك تحقيقها بأيدينا وقد نغفل عنها، بيت لكنه ليس ككل البيوت؛ بإمكان كل منا أن يمتلكه، وفي أجمل مكان تتمنى أن تراه العين.
نسكنه في كل الظروف، لا يحول بيننا وبينه حائل حتى الموت، يغدو ممرنا إليه.. بيت ينتظرنا كما ننتظره، كل ما فيه يشع بالنور، لن يأخذ منا ذاك الجهد في جمع المال والمضي إلى العمل وقضاء ساعات فيه لنحصل بعدها على حفنة من المال ندفعها أقساطا فيه، هو بيت نبنيه يوما بيوم، نبنيه بالثواني التي تمر من عمرنا.. ولكن كيف؟!
عدة طرق:
– بالمواظبة على السنن الرواتب…
عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها قالت:
سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة ـ أو إلا بني له بيت في الجنة ـ: أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الغداة (الفجر)". رواه مسلم .
– قراءة (قل هو الله أحد) عشر مرات..
عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى عليه وسلم: "من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات، بنى الله له قصراً في الجنة".
فقال عمر بن الخطاب: إذا نستكثر قصوراً يا رسول الله!
فقال عليه الصلاة والسلام " الله أكثر وأطيب".
– كثيراً ما ترتدين ثيابك وتستعدين للقيام بزيارة لإحدى الصديقات أو تنضمين إلى اجتماع العائلة، ولكن ما رأيك في زيارة تذهبين إليها فتخرجين منها ببيت في الجنة.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم -: "من عاد مريضاً أو زار أخا له في الله ناداه مناد من السماء أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت في الجنة منزلا" الترمذي.
– ولعلك تذهبين إلى السوق لتبتاعي أشياء لك ولأولادك، فلا تنسي حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، فعن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "من قال في السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة" وفي رواية: "وبنى له بيتاً في الجنة".} رواه الإمام أحمد والترمذي{
– من سد فرجة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ومن سد فرجة بنى الله له بيتاً في الجنة ورفعه بها درجة"(صحيح ابن ماجة).
والمقصود: سد الفرج في صفوف الصلاة.
– بناء مسجد يكون منارة للعلم وحلقة للذكر ورمزا لشموخ الإسلام..
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتاً في الجنة" (رواه أحمد في مسنده).
وفي مسند أحمد وصحيح البخاري ومسلم وسنن الترمذي وابن ماجه عن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم – قال: "من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة؟.
ولكن ما هي صفات هذا البيت؟
صفات قصور الجنة وخيامها
يبني الله لأهل الجنة في الجنة مساكن طيبة حسنة.. كما قال تعالى: (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ..)، وقد سمى الله في مواضع من كتابه هذه المساكن بالغرفات، كما قال تعالى: (وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)، وقال أيضاً: (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا)، وقال تعالى واصفاً هذه الغرفات: (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ).
قال ابن كثير: أخبر عز وجل عن عباده السعداء أن لهم غرفاً في الجنة، وهي القصور الشاهقة (ومن فوقها غرف مبنية) طباق فوق طباق مبنيات محكمات مزخرفات. وقد وصف لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذه القصور، ففي الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن أبي مالك الأشعري والترمذي عن علي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها في باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام".
وأخبر الحق تبارك وتعالى أن في الجنة خياماً، قال تعالى: (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ..)، وهذه الخيام خيام عجيبة، فهي في لؤلؤ، بل هي في لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلاً، وفي بعض الروايات: عرضها ستون ميلاً.
ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن قيس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلاً، في كل ميل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون".
وقال الأعمش حدثنا مالك بن الحارث عن مغيث بن سمي قال: إن في الجنة قصوراً من ذهب وقصوراً من فضة وقصوراً من لؤلؤ وقصوراً من ياقوت وقصوراً من زبرجد".
فلماذا لا نسعى إليه؟!
لن يبقى الحلم حلما – بإذن الله – إن حرصنا على الالتزام بما ورد من أحاديث تبشر من يعمل بها بالحصول على بيت في الجنة، له كل تلك الصفات التي ذكرناها، وميزات أخرى لا ندري عنها، وكفى أنه سيكون في الجنة! بيت هو لنا، لا نعمل له فنموت دون أن نسكنه، أو نسكنه ثم نخلفه وراءنا في دنيا الفناء ، فنفنى ويفنى، بل بيت ينتظر قدومنا إليه، فأي جهد نبذله من أجل أن نبني بيتاً لنا في الدنيا تذروه الرياح.. ونترك بيتاً في الآخرة هو لنا لا يفصلنا عنه شيء.. ينتظرنا.. فلماذا لا نسعى إليه؟!
تتوق أنفسنا لسماع مثل هذا الوصف والتشويق للجنة
وليس صعب علينا أن نصل اليها
فما هو الا جهد بسيط مقارنة بما نجتهده في الدنيا لقاء أبخس الاشياء
رزقنا الله واياكم الجنة
وجزاكِ الله خير الجزاء اختي الكريمة على هذا الطرح الطيب
أسلوب مشوق ورائع..رائع جداً ماشاء الله تبارك الله
أسأل الله أن لايحرمنا ذلك البيت الخالد..
الله يرزقنا هذا البيت المريح وهو راض عنا
ما شاء الله موضوع أكثر من رائع بارك الله فيكِ …
الله يعطيك الف عافية على الموضوع والله يجزيك الف خير 0000
new moon
ورقة ليمونة
حمامة الجنة
زهرالربيع
الله يطعمنا واياكم هذا البيت بأذنه تعالى
]
نورتي موضوعي