كثيرا بمثل هذه الأشياء والتي لا أزال أرى بأنها لن تغير شيئا في مجرى الحياة.
كنت عندما أخرج بصحبتها لا أعود إلى المنزل إلا ومعي جملة من الأسئلة الحائرة وأكداس من الشكوك. أسئلة حائرة تصب جميعها
في بحور من التفاهة .
هل فلانة هذه جميلة إلى هذا الحد المروع الذي يجعل كل من يرانا عفوا كل من يراها يفقد صوابه فلا يهدأ له بال إلا بعد أن يعبر
لها عن إعجابه .
كنت أرجع هذا إلى حسن العناية بمظهرها مادام جمالها ليس جمالا صارخا كما كانت تردد. كما أني لست قبيحة إلى هذه الدرجة .
طبعا فلانة كانت إثر كل نزهة تحاول أن تنغص علي بقية يومي وذلك بإسترجاع جملة الأحداث وإستعراض جملة المعجبين الذين
عبروا عن هذا الإعجاب في حضرتي . ذكريات لن تنسى وخاصة عندما حاولت أن أتحدى غرورها بالزينة وإرتداء اللباس الفاخرة
,ولكن شيئا لم يتغير. نفس الأحداث تكررت بل إزدادت فلانة غرورا مصبوغا بضحكات مصطنعة فيها نوعا من الشماتة بل هي
الشماتة بعينيها.
طبعا عدت كالعادة بأسئلة حائرة تفضل الإنتحار.
ربما نوعية العطر الذي تضعه هو السبب الرئيسي لكل ما يحدث ؟ هذا آخر ما توصلت إليه . أسئلة حائرة تترقب الأمل وإن كان
معدوما . إستعملت عطرها ونفسي تكاد تفضحني إستهزاءا بما فعلته ولكنه شعورا سرعان ما تلاشى وذلك طبعا بعد عودة سريعة
من رحلة لم تدم خمسة عشر دقيقة, عودة زادت قوة اللمعان في عينيها إنتصارا. وذلة وإنكسارا لذات أقسمت على أن لا تهزم
ولكنها آمنت هذه المرة بتفاهتها وتفاهة أفكارها .
حسنا فلانة لن أهزم سأضعك تحت التجربة , عفوا بل ستكونين فأرة تجارب في مخبري فسامحيني.
عدت إلى تواضعي الأول وجه مغسول بالماء والصابون ولباس أكثر من عادي. سأدرسها بمعنى الكلمة فلن أفوت شيئا هذه المرة
,سأقترح الخروج إلى أي مكان وإن كان إلى الحومة أو التاكسيفون مادام الرجال في كل مكان , علي بالمكان الضيق , أنا وهي
وشارع ضيق وعلى الصدفة أن تهبنا رجل أو إثنين . وسأسلط الأضواء على الضحية و على فأرتي خاصة.
خرجنا ولأول مرة أكتشف بأنها تغير مشيتها كلما رأت أحدا , ولأول مرة أكتشف أنها تدعو الرجال إليها بنظراتها الثاقبة وبمشيتها
المتعثرة . ففلانة تتعمد أن تتأخر عني بخطوة أو بخطوتين, لتلوي عنقها وتظل تمشي ممسكة بطرف ذراعي ناظرة إلى الوراء إلى
أن يلتحق بها كل من رأى إصرارا في نظراتها .
طبعا إكتشفت عالما من الوقاحة ولكنها على كل حال ربما تكون طريقة قد تفرض علينا إحترامها يوما ما.
لا يُمْكِن أَنْ تَكُون هَذِه طَرِيقَة مُنَاسِبَة أَبَداً
الأُنثَى مَصُونَة ,, لا يُمكِن أَنْ تَبْحَث عَن اِجْتِذَاب الرِجَال
فَالأُسْلُوب المُتَّبَع هُنَا أُسْلُوب رَخِيص
وَلا يُمْكِن أَنْ يَأْتِي يَوْم لِتَفْرِض هَذِه الطَرِيقَة احْتِرَامِهَا عَلَيْنَا
الأُنْثَى كَالجَوْهَرة تَقِل قِيمَتهَا إِذَا تَبَادَلَتْهَا الأَيْدِي
وَهُنَاك الكَثِير مِن المَوَاضِيع الحَيَاتِيَّة التِي يُمْكِننا أنْ نَكْتُب عَنْها
وَالحَيَاة لا تَتحَدَّث فَقَط عَنْ عِلاقَة الرَّجُل بِالمَرْأَة
أَنْتَظِر كِتَابَاتِك القَادِمَة بِشَوْق عَلَى أَنْ تَكُون فِي مَوْضُوعَات حَيَاتِيَّة مُخْتَلِفَة (: