هذه قصيده من كتاب {ديوان} : جولة في عربات الحزن ,,
للشاعر عبد الرحمن صالح العشماوي
و هي بعنوان :
{ عندما تبكي الفضيلة }
" صورة من حياة مراهق أمام الطبق الهوائي"الدش"
أغلقتُ بابي من سيفتح بابي ؟
و من الذي يسعى إلى اغضابي ؟
العالمُ المسحور جُمِّعَ هاهنا
في غرفتي,و اندسَّ بين ثيابي
فأنا أجوبُ الأرضَ كلَّ دقيقةٍ
و أسير بين سهولها و هضابِ
و أرود آفاقَ البلاد, و شاشتي
تجتازُ بي وطني بلا أتعابِ
ما بين آونةٍ و أخرى ألتقي
بقوامِ راقصةٍ, و وجهِ كَعابِ
و أزورُ{باريسَ} التي ما زرتُها
و أزور لندن قبلة المتصابي
و أزور {أمريكا} التي أهديتُها
بعد التحيَّةِ صادقَ الإعجابِ
بَلَد التحلُّل و التمرُّد إنها
لَمَلاذُ كلِّ مقابرٍ و مُرابي
و أزور{هُولْيودَ} التي رَسَمتْ لنا
صوراً تُثير عواطفي و رِغابي
ما بين عارضةٍ لأزياءِ الهوى
و خبيرةٍ بمواقع الأطرابِ
و إذا مللْتُ من المفاتن لحظةٌ
يمَّمْتُ صَوْبَ مدينةِ الألعابِ
أنا ابْنُ أطْباقِ الهواءِ, تزورُ بي
دنيَاً محررةً من الآدابِ
لو أستطيع وضعتُها في مقلتيْ
و غرسْتُ في شاشتها أهدابي!
في شاشتي أمَلي, فمن أفلامها
زادني,ومن زُرْقِ العيون شرابي
ما الدين؟ما الخُلُق الرفيعُ؟ وما الذي
تتعلَّقونَ به من الأسبابِ ؟
ما عَطْفُ أمي؟ ما نصائح جدتي؟
يا ويحها!ما حُسْنُ ذاتِ حجابِ!؟
هذي بقايا من زمانٍ بائدٍ
تُوحي بسوءِ جلافةِ الأعرابِ!
ماذا يريد دُعاتكم,أتراهموا
يبغون قتْلَ فُتُوَّتي و شبابي؟!
كلاَّ!فلستُ أنا الذي يرضى بأنْ
تمشي على درب الجمود ركابي
لا تسألوني عن صلاةِ جماعةٍ
كلاَّ و لا عن سنةٍ و كتابِ
لا تسألوني عن نصيحة واعظٍ
يوماً,و لا عن رحمةٍ و عذابِ
لا تسألوني عن مآسي قدسكم
و خليلكم,و مدامع الأحبابِ
لا تسألوني عن {سراييفو} التي
حرقت, و لا عن صرخة المحرابِ
جاوزتُ كلَّ حدودكم و سدودكم
و هَجَرْتُ كل فضيلةٍ و صوابِ
أقضي مسائي هائماً مترقباً
و أعيش عيشة حائرٍ مرتابِ
أتريد مني بعد هذا ركعةٌ
تَنْدَى بذكرِ الخالقِ الوهَّابِ؟!
يا من تلومون الشبابَ على الهوى
و تردِّدون عبارةَ استغرابِ
أنتم رسمتم للشباب ضَياعَهُ
أنتم فتحتُم مُغلَقَ الأبوابِ !
و كسرتم الأغصانَ و هي نديَّةٌ
و غرستم الأشواكَ في الاثوابِ!
تبكي الفضيلةُ يا رجالُ فمالكم
تستبدلون قشورَها بلبابِ؟!
هذي أمانتكم,و أنتم – ويحكم!-
ألقيتموها في طريقِ ذئابِ
فترقبوا غَرَقَ السَّفينةِ,حينما
يجري المحيطُ بموجه الصخَّابِ
أو,أغلقوا باب الرذيلة, وافتحوا
بابَ الفضيلة,واهنؤوا بثوابِ
ما هذه الشاشاتُ إلا جمرةٌ
أفَلا وَعيتم يا أولي الألبابِ؟
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
تحية تقدير وإعجاب على اسلوبك الراقي في إختيار كل ماهو مفيد … إن شاء الله زيادة في ميزان حسناتك . القصيدة رائعة وكل قصائد شاعرنا العربي السعودي اكثر من رائعة لأنها تصل إلينا في إطار إسلامي حيث اهتم وفقه الله بذلك الجانب ووعمل على إبرازه وإعادة البريق إليه .. فهو اديب ومؤلف قدير أيضا .. فجزاه الله كل الخير..
تبكي الفضيلةُ يا رجالُ فمالكم
تستبدلون قشورَها بلبابِ؟!
هذي أمانتكم,و أنتم – ويحكم!-
ألقيتموها في طريقِ ذئابِ
فترقبوا غَرَقَ السَّفينةِ,حينما
يجري المحيطُ بموجه الصخَّابِ
أو,أغلقوا باب الرذيلة, وافتحوا
بابَ الفضيلة,واهنؤوا بثوابِ
ما هذه الشاشاتُ إلا جمرةٌ
أفَلا وَعيتم يا أولي الألبابِ؟
هي ليست رائعة فقط ولكنها قمة في الروعة والجمال والصدق …
إن شاء الله تتغلب الفضيلة بأمر الله .
حفظنا الله وإياكم وكل المسلمين من هذه الفتن .
جزاك الله كل خير
وأُسعدتم دومًا..