تخطى إلى المحتوى

غبار الخطايا 2024.

غبار الخطايا

أختاه.. هل وقفتِ يوماً، فراجعت نفسك، فأحسست بضعفك، واستشعرتِ وطأت الذنوب ووجدت غبار الخطايا يكاد يعكر صفوك مع الله.. وتأملتِ.. فإذا بك في مؤخرة الركب، ركب الأبرار وقافلة المتقين؟ والركب ماضٍ لا ينتظر أحداً في سفر إلى الله طويل.

أختاه.. هل هيَّج ذكر الجنة فؤادك إلى الجنة، فتشوَّقت إليها ثم ذكرتِ قلة الزاد وكثرة الذنوب، فدمعت عيناك من خوف الله، وخفق قلبك خشية أن تحرمي من النظر إلى وجهه الكريم.. لا عليك يا أختاه.. فنحن نشكو من وطأة الذنوب، وقد جعل الله لنا منها مخرجاً:-

· فأكثري من الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات.. كما قال الرب جل جلاله: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.

· وتشبثي بالاستغفار، فإنه صابون الذنوب، وتذكري أن الله لا يخلف وعده.. وقد وعد سبحانه فقال: {ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} وتذكري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في اليوم مائة مرة، وهو قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

· وإياكِ والإصرار على معصية الله، ولو كانت صغيرة ولا تنظري إلى صغر المعصية، ولكن انظري إلى عظمة من عصيت، ولعلها في عينك صغيرة، ولكنها عند الله كبيرة.. وضعي نصب عينيك دائماً أنه: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار.

· وبادري بالتوبة لكل هفوة وزلة، ألزمي بها نفسك وتذكري أن التوبة الحقيقية ألا تنسي ذنبك.. واجعلي توبتكِ إلى الله في كل خفقة قلب، ومع كل طرفة عين؛ فإنكِ في هذا رابحة مرتين: رابحة حين غفرت لك ذنوبك إن شاء الله، ورابحة حين كنتِ في عداد من يحبهم الله.. فإنه سبحانه {يحب التوابين، ويحب المتطهرين} فطهري باطنك بالتوبة من الذنوب، وظاهرك من كل معصية وحوب، وأخلصي في الوضوء فإنه يخرج الذنوب من الأعضاء عضواً عضواً "مع آخر قطر الماء".

· واستغيثي برحمة الله، فقد سمَّى نفسه الرحمن الرحيم فالجئي واستغيثي.. يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها.. يا من وسعت رحمتك كل شيء ارحم ذلِّي إليك.. وفقري لرحمتك ورضوانك.. وعليك بدعاء نبيك صلى الله عليه وسلم: "يا حي.. يا قيوم.. برحمتك أستغيث".

· ابذلي جهدك في السفر إلى الله كل يوم ولو للحظات، مخلفة وراءك المال والأولاد وكل ما يشغلك عن الله، في خلوة ولو لدقائق تذكرين فيها الله حق ذكره.. وتناجينه من قلبك.. وتنادينه فيها بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وتسألينه الجنة من صميم قلبكِ.

· ولتكن صلاتك.. وتسبيحك.. لحظات من التحليق في ملكوت الله، والتمتع بمناجاته والعيش في رحابه، وصلِّي كأنكِ ترينه فإن لم تكوني ترينه فإنه يراك سبحانه جل جلال، ويستمع لمناجاتك وكلامك وتذكري أنه معك فإنه سبحانه القائل: {إن رحمة الله قريب من المحسنين}، {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
الله الموفق /ن

أخي مسافر
جعل الله لك بكل حرف تكتبه حسنه
وجزاك الله الف الف خير على ما تتحفنا به من موضوعات
نادره ومفيده وللأمام دائما…..
بارك الله فيك وكلل بالتوفيق مسعاك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.