تخطى إلى المحتوى

فتوى أمجد الزهاوي بخصوص الصحابة 2024.

فتوى أمجد الزهاوي
بخصوص الصحابة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فقد وردتنا أسئلة دينية من رئاسة ديوان الأوقاف رغبة في الإجابة عنها وتنوير قلوب المسلمين حول موضوع ، فلبينا أداءً لواجب الأمانة ونشر الحق بلا خيانة ، والنصح للمسلمين .

السؤال الأول : من هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب عنه هو : إن الصحابي من اجتمع مؤمناً بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومات على الإيمان ذَكَراً أو أنثى ، صبياً أو بالغاً غزا معه أو لم يغزُ طالت صحبته أم لا . وهذا هو رأي الجمهور من علماء السنة والجماعة وذلك لأن البحث عن شرف الصحبة للرسول عليه الصلاة والسلام حاصل بمحض لقاء ذاته الكريمة فإن الأعرابي البدوي بمجرد ما يجتمع بالمصطفى صلى الله عليه وسلم مؤمناً ، كان ينطق بالحكمة وينشرح صدره ويتنور قلبه فيخرج من طور إلى طور إلى آخر ومن عالم إلى عالم . ومن تأثير ذلك النور البهي كان ما رآه مؤمناً يضحي بنفسه ونفيسه ويجاهد في سبيل اعلاء دينه ويقبل كل ما يستقبله من محن وآلام .
وأما شرف رواية الأحاديث الشريفة عنه والغزو معه وغير ذلك فهو شرف الخدمات الناشئة منه وكرامة العمل بمقتضى الدين وكلامنا في شرف صحبته صلى الله عليه وسلم وتأثير صحبته في القلوب تأثير طلوع الشمس في إضاءة العالم فكلما طلعت أضاءت ما قبلها من أي مادة كانت .

السؤال الثاني : هل الصحابة كلهم عدول ؟
والجواب عليه : نعم كلهم عدول والدليل عليه الآيات الواردة في الثَناء عليهم وبيان الرضى عنهم ووعد الله إياهم بالمثوبة والحسنى والدرجة العليا والفوز بالسعادة الأبدية فمنها قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) الآية وقوله (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) وقوله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً . سيماهم في وجوههم من أثر السجود) وقوله تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقوله تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً) وقوله تعالى (يوم لا يخزي الله النبي والذين معه يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير) إلى غيرها من الآيات الواردة في شأنهم وبيان مقامهم عامة أو خاصة مما لا يسمح المقام بكتابتها وفيما كتبناه منها غنى للمؤمنين . وكذلك وردت أحاديث شريفة صحيحة في الثناء عليهم عموماً وخصوصاً كقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي في صحيحه وابن حبان من حديث عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه) وكما ورد في شأن أصحاب بدر وأصحاب أحد وفي شأن العشرة المبشرة والخلفاء الراشدين والستة الآخرين وفي شأن أصحاب بدر كما هو مروي وثابت عن الثقات من أئمة الحديث الشريف رضوان الله عليهم أجمعين . وبعد تعديل الله سبحانه وتعالى لهم وثنائه عليهم وإعلان الرضى عنهم لا مجال لمقال أي إنسان مؤمن إلا بالتزكية والتشريف لهم وبيان حسن اعتقاده في عمومهم وخصوصهم ، على أن المؤمن العاقل إذا نظر إلى الدين المبين وتأسيسه ونشره وتثبيته في ربوع العالم وطالع تاريخ انبثاق نور الإسلام ، يؤمن بأنهم خير أمة في العالم ، فهم الذين آمنوا بالله ورسوله وجاهدوا لأعلاء كلمة الحق واجتهدوا وضحوا بحياتهم وثرواتهم ، وهم الذين هاجروا للدين ونصرة الرسول الأمين ، وإن أعمال غيرهم بالنسبة إليهم إنما هو قليل في جنب جليل ، فإذا لم يكونوا هم خير أمة فمن هم خيرها !! وإذا نظر المؤمن العارف إلى شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه مبعوث رحمة للعالمين وأن العالم تنور بمقدمه وأن أخلاقه العظيمة أثرت في البشرية وتطور العالم بمقدمه المبارك ودينه الجليل يعلم أن أول فرقة من البشر استفادوا من دينه وتنوروا بنوره هم الأصحاب الكرام ، وهل يعقل أن تطلع الشمس وتنير البعيد ولا تنير القريب !! وهل يعقل أن تذهب دعوة الرسول عليه السلام وإرشاداته وآيات الله المتلوة منه عليهم وأحاديثه الشريفة وجوامع كلمه يذهب كل ذلك سدى !! فإذاً مَن الذي تنور بالإسلام ومن وصل إلى العالم بهذا الدين المبين ؟ هل بآحاد كعدد الأصابع مع أن الرسول صَحِبَهُ في حجة الوداع نحو مائة ألف من الرجال الراشدين والنساء الصالحات القانتات لله رب العالمين . وليعلم أن كل من يقدح في أصحابه عليه السلام إنها يريد هدم صرح الإسلام ولكن صرح الإسلام أعز من أن يهدم ونور الإسلام أعلى من أن يطفأ (ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ).

السؤال الثالث : هل إن حديث اللبن وحديث التمر لا يتفقان مع العقل ؟
الجواب : بلى إن الحديثين المذكورين وما شاكلهما مما فيه معجزة للرسول وخرق عادة كونية من الممكنات التي أتى بها الصادق المصدوق كل ذلك حق وثابت ولا يتأتى إنكاره إلا ممن انسلخ عن العقل السليم وانحرف عن الصراط المستقيم ونقول تنويراً للأذهان إن حديث البن يرويه البخاري الشريف وخلاصته : أن أبا هريرة رضي الله عنه قد أجهده الجوع في يوم من الأيام وأحسَّ الرسول عليه الصلاة والسلام به ، فدعاه إلى بيته وأمره أن يحضر جماعة من أصحاب الصفة ، وبعد أن أحضرهم ، ناوله الرسول كأساً من اللبن وأمره أن يسقيهم منها فسقاهم ، وبعد ذلك أمره الرسول أن يشرب منها فشرب وشرب وبعد ذلك بقي من اللبن مقدار كثير . وأما حديث التمر فهو كما رواه الترمذي عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فقلت يا نبي الله ادع الله فيهن بالبركة فضمهن ودعا لي فيهن بالبركة فقال خذهن واجعلهن في مزودك هذا كلما أردت أن تأخذ منه شيئاً فأدخل يدك فيه وخذ ولا تنثره نثراً ، قال : فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله فكنا نأكل منه ونطعم وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان فأنه انقطع ، أي ذهبت بركته من شؤم الفتنة ، هذان هما الحديثان .
وكأن المتعجب منهما أنكر تكثير الطعام القليل ولو بمعجزة الرسول الجليل صلى الله عليه وسلم فعليه نوجه نظره أولاً إلى الخوارق الكونية التي جاء بذكرها القرن الكريم ونرجو أنه مؤمن بالقرآن ونقول له : انظر إلى ما في القرآن من معجزات المرسلين كإحياء سيدنا عيسى للموات وإبرائه الأكمه والأبرص بإذن الله ، وانظر إلى حادثة الطيور الأربعة التي ذبحها سيدنا ابراهيم وجعل على كل مرتفع منها جزءاً ثم دعاهن فأتينه سعياً وانظر إلى عصا موسى ويده البيضاء وانظر إلى جلب صاحب سليمان لعرش بلقيس في أقل من ردة طرف وغيرها واعلم بأن الله عليّ قدير وفعال لما يريد .
ثم نوجه نظر المتعجب إلى الأوضاع الكونية الاعتيادية ونرجو أنه مؤمن بالله في صفة المتقن العجيب كيف خلق الأجرام السماوية وكيف خلق التوازن بين النجوم في سيرها ودورانها وكيف أبقى الشمس تلتهب وتحترق منذ فجر الخليقة وهي أكبر من الأرض بنحو مليون مرة ، واعلم أن الله تعالى خلق العالم وأجزاءه ورتب المسببات على أسبابها وأن لكل شيء سبباً وأن بعض منها أسباب اعتيادية تنالها العقول فتلقاها بالعلم والصناعة وعجائب الاختراعات والفنون وبعضها لها أسباب غير اعتيادية ولا تنالها افهامنا وهي مما استأثر الله بعلمها وإبداعها وترتب المسببات عليها ومما يؤيد ذلك أن الله سخر الريح لسليمان غدوها شهر ورواحها شهر وأن أمثال ذلك وأعلى منها في يد الله ومسخرة لقدرته (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون).

السؤال الرابع : هل إن أبا هريرة غير ثقة وأنه زاد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث لم يقلها وهل أخطأ علماء الحديث حينما قبلوا ما رواه ؟
الجواب عليه : كلا ثم كلا بل إن أبا هريرة رضي الله عنه كان صحابياً جليلاً ، ولما كان صحابياً كان عدلاً ثقة لم يزد على رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً أبداً ، وقد أصاب الأئمة المحدثون في رواية الحديث الكثير عنه ونفعوا المسلمين وأفادوا وأجادوا فجزاهم الله عن المسلمين خيراً وإليك نبذة من تاريخ أبي هريرة رضي الله عنه ، هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي أسلم عام خيبر وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لازمه الملازمة التامة رغبة في العلم راضياً بشبعة بطنه وكان يدور معه حيثما دار ومن ثم كان أحفظ الصحابة وقد شهد له صلى الله عليه وسلم انه حريص على العلم والحديث . يروي عنه كما قال البخاري أكثر من ثمانمائة ما بين صحابي وتابعي وله خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثاً اتفق البخاري ومسلم فيها على ثلاثمائة وانفرد البخاري بثلاثة وسبعين . وكان ملازماً لسكنى المدينة وبها توفي في سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين عن ثمان وسبعين سنة ودفن بالبقيع . وقد روي عنه أنه قال ليس أحد أكثر حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب كما ذكره في التاج ، وعنه أنه قال : (يقولون إن أبا هريرة قد أكثر والله الموعد . ويقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه ، وسأخبركم عن ذلك إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أرضهم وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وكنت الزم رسول الله على ملء بطني فأشهدْ إذا غابوا وأحفظْ إذا نسوا ، ولقد قال رسول الله يوماً أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا ثم يجمعه إلى صدره فإنه لم ينس شيئاً سمعه ؟ فبسطت بردة عليّ حتى فرغ من حديثه ثم جمعتها إلى صدري فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئاً) . هذا وأي مانع من أن يأخذ مُتَفقِّه في الدين عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في غضون خمس سنين نحو خمسة آلاف أو ستة آلاف حديث أو أزيد من ذلك لاسيما وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوة الحفظ والضبط كما دعا صلى الله عليه وسلم له ولأمه حين أسلمت بقوله : (حَبِّب عُبيدك هذا وأمه إلى عبادك وحبب إليها المؤمنين) .

السؤال الخامس : هل صحيح أن أبا هريرة كان ( لكاماً ) أي نهماً يتبع لقمات الطعام أنى توجد ؟
الجواب : كلا ثم كلا ومن اطلع على سير الأصحاب الكرام وأخلاقهم الزكية واتباعهم للسيرة النبوية عملاً بقوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) اطلع على زهدهم في الدنيا وتركهم للشهوات ورغبتهم في الآخرة فما معنى كونه بتلك الصفة مع قوله تعالى (للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض حسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً) .
هذه هي الأجوبة التي قدمناها إليكم أداءً للأمانة ورجاء لتنور قلوب المسلمين بها والسعي بضوئها على الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم في الدارين غير المغضوب عليهم ولا الضالين . كما وإننا نرجو رجاء أكيداً أن ينتبه المسلمون للأخطار المحدقة بهم من كل جانب ويعتصمون بالله ويتمسكوا بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وهي القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
ونرجو أن لا يعطي أصحاب السلطة والنفوذ المجال لنشر الكلمات التي تمس عقائد المسلمين وتبث البلبلة في قلوب الموحدين .
فإننا في أمس الحاجة إلى التمسك والتآلف ووحدة الكلمة والسعي سوياً على سبيل النجاح والفوز لإعادة مجد الإسلام والمسلمين .
هذا وبالختام نسأل الله العلي الكريم أن يمدنا بالتوفيق إنه هو القريب المجيب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….

الثلاثاء العشرين من صفر الخير 1387 هجرية
المصادف 30/5/1967م
أمجد الزهاوي
رئيس رابطة العلماء في العراق
الله ورسولة اعلم
الله ورسوله اعلم
ولكن في عقيدة اهل السنة والجماعة
ان اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم فضلهم ولهم جهادهم ولهم مزاياهم وهذا شي بديهي
ولا ينكر فضلهم الا المبتدعة الظالمين وجراثيم الايدز السيدا وامثالهم
والفرق الباطنية الصفوية واخواتها …!
واعوذ بالله يا اختي فوفية ان تكوني من هؤلاء
هذا التعليق مع احترامي لكِ يدل على غفلة على الاقل عن ايات فضائل الصحابة في القران الكريم وفي السنة النبوية
وفي واقع العمل واعوذ بالله ان تكوني من الذين يعتقدون ان الصحابة ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
فهذا اعتقاد الفرق الباطنية الظالة
ارجوا ان تجلسي جلسة بهدوء بالتفكر والتدبر وانا اقول الله ورسوله اعلم
وينبغي ان هذه الكلمة ان توضع في موضعها والموعد القيامة والحساب والوزن والميزان والصراط والجنة والنار
والله المنتقم من اعداء اصحاب نبيه الغر الميامين والموعد اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــه

اسال الله ان يجعلكم في مكان لا يرضاه الا الله ورسوله لكم في الجنة وفي الدنيا يجعلكم علما ويهدي بكم ويهديكم . وان شاء الله تكون او تكونين من خير خلق الله ويارب يحرسكم بظل عرشه في الدنيا وجبريل يحرسكم به امين وان يحفظكم امين امين امين

ولا اقول لاعداء اصحاب الرسول غير

وسيعلم الذين ظلمو اي منقلب سينقلبون
اللهم احفظ من احب اصحاب الرسول . ودمر وقاتل من كرههم وبغضهم ولا تذر على الارض منهم ديارا ربي لا تذر على الارض منهم ديارا ربي لا تذر على الرض منهم ديارا اللهم امين اللهم امين اللهم امين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.