تخطى إلى المحتوى

فلنحرر المرأة 2024.

فلنحرر المرأة ، ولندعو للحوار الديني الإسلامي مسيحي ، ولحرية المذاهب والمعتقدات ..
فلـنكن شعبـا متحضرا ، ديموقراطيا و ليبراليـا ..
لـنحكم عقلـنا لا اللاهوت ، و لنترك ما لقيصـر لقيصـر ، وما لله لله ..

شعـارات خبيـثة يتشـدق بها الليبراليون ومن على شاكلتهم لا مضمون لها ولا معنى سوا الانسلاخ عن الدين الإسلامي واتخاذ الشريعة الغربية الوضعية منهاجا وطريقا للجميع ..

لنعرف الليبرالي أولا ، ليبرالي –liberalism – كلمة إنجليزية مشتقة أصلا من كلمة – liberty – وتعني الحريــة ، وبالتالي فإن الليبرالي لغويـا تعني الشخـص الحر ، أو بمعنى أدق المتحرر ..

ببساطة شديدة واختصار أشد حتى لا نخوض في المتاهات ، الليبرالي هو العَلماني ، والعَلماني هو الشخص الذي يسعى لفصل الدين عن الحياة ، فهي إذاً حركة اجتماعية تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدنيا فحسـب ، ودعوة إلى إقامة الحياة على غير الديـن ..

يعتبر رفاعة رافع الطهطاوي – خريج الأزهر – من أوائل دعاة الأخذ بالمبادئ الغربية ، والسبب في ذلك ذهابه إلى فرنسـا وإقامته فيها لمدة خمس سنوات مما أثر على أفكاره ومبادئه ، وبعد عودته إلى مصر قام بنشـر تلك الأفكـار وتدريسـها ..

واستمر الأمر فـتلاه الكثيرين أمثال عبد الرحمن الكواكبي ، وقـاسم أمين ، والنصراني اللبناني سلامة موسى ، وعلي عبد الرزاق ، والكاتب المصري فرج فوده ، والأستاذ الكويتي أحمد البغدادي وغيرهم الكثيرين ممن أصبحت تجدهم في يومنا هذا في كل رقعة وتحت كل حجر ..

لن أتحدث عن هؤلاء اليوم ، فهؤلاء شرهم واضح وخبثت أنفسـهم ونتنت ..

من أود أن أتحدث عنهم ، هم المساكين الذين يتبعونهم ويتأثرون بأفكارهم ، سأروي لكم – بسـرعة – قصتين حصلـت معي شخصيــا ..

كنت أعرف أحد الشبـاب الذي طالما كنت أعتبره – باختصار – شخصـا مميزا ، تخرج من أحد المعاهد الدينية وكان أحد – ممن يحتسب على طلبة العلم – ، محافظا على صـلاة الجماعة ومستمع جيد للخطب والندوات الدينية ..

اشترك في أحد المنتديات العلمانية العربية المشهورة ، بعد فترة قصيرة جدا اختلف تماما ، أصبح ذا أفكار إلحادية ، كذّب أحاديثا وردت في صحيح البخاري ، وصف الإسـلام بالدين الظالم ، وأن الله غير عادل – تعالى الله عما يقول – ، والكثير من الأفكار التي يشيب لها الولدان ..

الآخر شـاب صغير لا يزال في ريعان الشباب ، تغير تماما بعد أن أمضى فترة في أحضـان نفس المنتدى العلماني السـابق ذكره وأصبح يحـاول أن يصبح واحدا منهم من حيث الأسلوب والأفكار والمعتقدات كذلك !!

أصبح يتحدث مثلما يتحدثون ، وينادي بما ينادون ..

ما السـبب !! كيف ينتكس هؤلاء ؟

هناك العديد من الأسباب لذلك ، قد يكون أهمها – من وجهة نظري – ضعف الوازع الديني لدى المتلقي نفسـه ، وكذلك الفراغ النفسي ، وانعدام الثقة بالنفس !

نعم ولم لا ؟ فمن يتبع مثل هؤلاء الصعاليك لابد أن يكون منعدم الثقة بنفسه لدرجة جعلته يتّبعهم رغم وضوح فسـادهم ، فمنهم من يود أن يصبح مثلهم ليلتف المزيد من الجهلة – من أمثاله – حوله ، ومنهم من يحاول أن يصنع لنفسه مجدا زائفا باطلا على حسـاب الدين متبعا بذلك القول القائل ” خالِف تُعرف ” ، ومنهم من يوصف بأنه لا يدري ولا يدري انه لا يدري ..

من الأسـباب الرئيسية كذلك ، الأسلوب الذي يتبعه أولئك العَلمانيين في نقاشاتهم وندواتهم وهو بمثابة – تنويم مغناطيسي – للمتلقيين ..

فالبعض منهم يتـأثر بتلك الحـروف الرنّـانة ، والكلمات البـراقة ، والجمل المزركشـة التي يجيد استعمالها أولئك القـوم لتزيين الصورة الخارجية لما ينادون به ويعتقدون ، وعندما يرى علامات التعجب والترقيم ، والتشكيـل على الحروف ، والمسـافات المتساوية بيـن السطـور ، يُعجب بجمال الشـكل قبل المضمون ..

والبعض الآخر ، يُفتن بما يراه منهم ويعتقد أنهم حقـا يدعون ويسـعون إلى الحضـارة والرقي ، وانتشال الأمم من الظلام إلى الـنور ، وتحويل الخراب إلى ريـاض

والآخرين من ضعاف القلوب والإيمان ، ينجذبون لذلك الأسلوب السـاخر المتهكم الذي يتبعه أولئك الصعاليك في السخرية من الدين والمتدينين ، بل – والعياذ بالله – من الصحابة والرسل والله سبحانه عز وجل تعالى عما يقولون !!

قال الله تعالى في سورة المنافقين :
( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ
صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )

وتفسيــر هذه الآيـات :

وتشير الآيات إلى صفات أخرى من صفاتهم، هي صباحة المنظر، وتناسب الأعضاء بحيث إذا رآهم الرائي أعجب بأجسامهم، وكذلك هم على فصاحة وبلاغة من القول، إذا سمعهم السامع أصغى لقولهم لحلاوة ظاهره وحسن نظمه، ولكن الله مع ذلك ذمَّهم وحقَّرهم بأشد أنواع الذمّ والتحقير ووصفهم بالخشب المسنَّدة إلى الحائط، أشباح بلا أرواح، لا حياة فيها، ولا تعتريها فائدة

وفي تفسيــر آخر :

{وإِن يقولوا تسمع لقولهم} أي وإِن يتكلموا تُصغ لكلامهم، لفصاحتهم وذلاقة لسانهم قال ابن عباس: كان ابن سلول – رأس المنافقين – جسيماً، فصيحاً، ذلق اللسان، فإِذا قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله، وكذلك كان أصحابه إِذا حضروا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم يعجب الناس بهياكلهم {كأنَّهم خُشبٌ مُسندة} أي يشبهون الأخشاب المسنَّدة إِلى الحائط، في كونهم صوراً خالية عن العلم والنظر، فهم أشباحٌ بلا أرواح، وأجسام بلا أحلام قال أبو حيان: شُبّهوا بالخشب لعزوب أفهامهم، وفراغ قلوبهم من الإِيمان .

والليبرالون كذلك كما أشـرنا سابقا ، أصحاب فصاحة وبلاغة ولكن قلبوهم في الواقع فارغة من الإيمـان ، فهم أشبه بالمنافقين اللذين توعدهم الله بأشـد أنواع العذاب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشَبَّهاتٌ لا يعلمها كثير من الناس. فمن اتقى المشبهات فقد استبْرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشُّبُهات وقع في الحرام كَراعٍ يرعى حول الحِمى يوشك أن يقع فيه. ألا وإن لكل ملكٍ حِمى، ألا إن حِمَى الله في أرضه محارمُه. ألا وإن في الجسد مُضْغَةٌ إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله. ألا وهي القلب”. رواه البخاري

لا أجد المزيد لأقوله ، فـ طالب الإبتدائية الذي لا يزال يدرس مبادئ التوحيد والعقيدة ، عندما يسمع ويقرأ كلامهم يعقل من الوهلة الأولى ويعلم أنهم على ضـلال بيـن ، ولكننا بشـر نحب أن نوهم أنفسـنا أننا نحن على صواب ، كل الصواب ..

لا أجد ما أختم كلامي به سوى عبارة : تبــا لليبراليين

اللهم ارنا الحق حق ورزقنا اتباعه وارنا الباطل باطل ورزقنا اجتنابه
شاكره لك طرحك الراقي
وانا شاكره لكي مرورك الجميل اختي سر مباح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.