الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه ومن والاه وبعد، في لقائنا اليوم نطل إطلالة علي حياة الرسول ^ من داخل بيته، نبين فيها كيف كان الرسول ^ رحيما متواضعا هينا لينا مع أزواجه وخدمه قال رسول الله ^ : خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي . وكان من أخلاقه ^ أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه حتي أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك، وكان يجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلي منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد، يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار، وكان إذا صلي العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلا قبل أن ينام، يؤانسهم بذلك ^ ، وقد قال الله تعالي: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
فها هي السيدة عائشة تنام معترضة بين يده ^ وهو يصلي لا ينهرها ولا يزعجها، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ^ كان يصلي صلاته بالليل وهي معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت. رواه مسلم وفي رواية له فإذا بقي الوتر قال: قومي فأوتري يا عائشة وهذا هو رسول الله ^ يتسابق مع أم المؤمنين، يروي الإمام أحمد في مسنده عن عائشة قالت: خرجت مع النبي ^ في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتي أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتي إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتي أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول: هذه بتلك وجري بينه وبين عائشة كلام حتي أدخل بينهما أبا بكر حكما كما في خبر الطبراني.
وقالت له عائشة مرة في كلام غضبت عنده وأنت الذي تزعم أنك نبي الله؟ فتبسم كما في خبر أبي يعلي وأبي الشيخ عنها وجاء في مجمع الزوائد للهيثمي عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتيت النبي ^ بحريرة قد طبختها له فقلت لسودة – والنبي ^ بيني وبينها -: كلي. فأبت فقلت: لتأكلين أو لألطخن وجهك فأبت فوضعت يدي في الحريرة فطلبت وجهها فضحك النبي ^ فوضع بيده لها وقال لها: الطخي وجهها فضحك الني ^ لها فمر عمر فقال: يا عبد الله فظن أنه سيدخل فقال: قوما فاغسلا وجوهكما قالت عائشة: فمازلت أهاب عمر لهيبة رسول الله ^ وإلي لقاء قريب مع الحلقة القادمة في بيت الرسول ^ استودعكم الله.
جزاك الله كل خير أخيتي موضوع جميل ..
جزيت خيرا أختي بارك الله فيك…