قد لا استطيع مراعاة مخارج الكلم …ولا قواعد الحرف في ليلتي هذه…
لكني اضمن لكم انفجار اوردتي و شراييني في احداق صمتي و جدران حسّي و خندق أنفاس قمرية…
كانت ليلة ليلاء كما يُقال….طبل و زمر و ضحك…و نظرات …و سمر
كان احتفال بزواج أخي البكر…لقد كنت أحد أسعد الارواح حينها…
تأخر الوقت …
لكزني أحدهم…
نظرت للخلف…فإذا بسيدة كبيرة تضع "الخمار"
قالت لي : انا فلانة…
لم اكن قادراً على سماعها…فقد كان صوتها منخفضاً … و شفاهها خفية …و الطبل و الزمر ما زالا مستمرين…
فأنزلت رأسي … و طلبت منها إعادة الكلام…
قالت لي بصوت أعلى : انا فلانة….نظرت إليها و رحبّت بها…
إني أذكرها….
إنها جارتنا في منطقة كنا نسكنها قبل اثنا عشر سنة مضت…
نعم…اذكرك يا خالة…اهلاً بك
فقالت لي فوراً…أتذكر ابنتي ليلى…(اسم آخر)
اسم لم يأخذ من عقلي سوا جزءاً صغيراً جداً من الثانية الواحدة حتى يذكره و يذكر صاحبته …
رفعت رأسي شيئاً فشيئاً …
كان عقلي قد بدأ هوايته بسرد القصص و الحكايات بسرعة كبيرة
كنت في عُمر الورود حينها…
شقي المأخذ …باحثاً عن الحياة …
كنت أبحث عن المتعة و اللعب في كل ثنايا الحي …
لعبت مع أقراني…و أصدقائي في المدرسة…طفولة اعتيادية…
و في يوم أدخلني والدي مدرسة جديدة…
كنت بطيء التأقلم مع الآخرين…
خجول الطبع في المكان الجديد…
كان هنالك فتاة أذكر انها كانت تكبرني بسنة واحدة…
كانت تأتي إلى صفنا دائماً حتى تطمئن على صديقتها الوحيدة…
كنت أشعر بالغيرة كطفل يودّ ان يكون محط اهتمام احدهم و رعايته…و خاصة في المدرسة الجديدة…
مرت الايام و كانت والدتي تهوى التسوق…فطلبتُ في يوم ان اذهب معها إلى السوق…فوافقت على غير عادتها لكن بشرط…و كنت في غاية السعادة لأني سوف أرى جزءاً جديداً من حياتي فقلت لها : ما شرطك يا أماه…
قالت ان تحسن التصرف و لا تكن شقياً…
فأجبت بالقبول بلا تفكير…
كان السوق يبعد عن بيتنا قرابة النصف ميل..
و كنت أمارس عادتي في الشقاوة المعهودة…
حتى غضبت والدتي مني و حوّلت طريقنا إلى مكان آخر…
بيت صغير غطّته طبقة خضراء من اوراق العنب المتسلقة..و أشعة الشمس أتت على بعض منه جاعلة من خضراء لونه ياقوتاً لمعت أطيافه…فكان المنزل الابسط …سيد الحي
توقفت والدتي على أعتابه …و دقت جرس المنزل…فتحت سيدة بعمر والدتي الباب…تضع " الخمار"
رحّبت بنا أجمل ترحيب…فأيقنت أنها صديقة لوالدتي …
دخلنا المنزل و جلسنا على أريكة بسيطة…و كنت حينها انظر للمنزل بتمعن…فتفاجئت بتصميمه…فقد كان تصميماً يطابق تصميم منزلنا تماماً من الداخل…
و بينما كانت الصديقتان تتسامران…إذ بفتاة صغيرة تدخل ملقية السلام علينا…
نظرت حينها…
نعم إنها هي…
تلاقت الانظار…
فكانت مقصلة الوقت قد تعلّقت في هواء بلا جاذبية…
فكانت الضحكة ……
يتبع…
ننتظر القصة كاملة
ممتعة جداً .. وكأني اتقمص احد شخصياتها
تحياتي
ممتعة جداً .. وكأني اتقمص احد شخصياتها
تحياتي