مضيت سبيل العشق درباً طويل
وقلبي مستبشر ودمعي كالسيل يسيلُ
طيف جمالها ترقص أمامي وتميل
فمن حسنها عزمنا النساء الرحيل
فقد كانت لي في زمن .. عشقاً حليلُ
أبحث عن حب.. أسأل الناس ولك أقولُ!
أنيري طريقنا بالذكريات فالشمس قد تزول
اجمعي أغصان شوقي فالحب صار قليل
أوقدي طريق العشق في ليل أليلُ
هذا عام جديد والماضي منه فلول
ذكريات حب عن مأوى تبحث وتجول
حتى استقرت في فكرك فيا ويل القتيل
سنتين من العشق ومثلها عجزت تكتمل
يشدو البلبل نهارا والليل يتوسلُ
وقلبي من حرقته يدمع دما ويولول
والبلبل الشادي بات لا يعرف ما البلبل
من قولك "حيوان بشكل إنسان" أيعقل؟!
بت أنظر إلى سهاما في القلب أضحى نزيلُ
وصوتك على مسامعي بالسبّ يتغلغل
وتسطير قلمي لك … حروفا تذلّلوا
فإن عُشِقْتي أو عَشِقْتي … فحبي جذوره الجبلُ
ولكن نفسي تأبى الدّنية… فالفراق الفيصلُ
فكثرة دق اللحام يُصَيِّر الحديد ذليلُ
أسقيت نفسك آلاما والحب العفيف عندك معطّلُ
عرضت نفسك لسوق كلها قبح وترذلُ
فذاك جائع وهذا منك أكحل
فشرذمة القوم يسعون لك كل السبلُ
قلبك والله خالٍ…. فقد مسّه سقم مكبّل
أي أمٍّ أنت؟!… تتركيهم بالنوم أعزل
هذا والله قلب الحيوان منه يتزلزل
ألم ترين الفهد يحمي الوليد الأول
آه من قلب يبيع الضّنا … ألا بئس الجهل
فلو كانت للصخور قلبا… لبكى والرجال جلجلوا
ولانتحر العشق في زمن وطار الأمل
ولانطفأ نور الشمس عن أمٍّ كثيرة هي الزللُ
والقمر يذَبَّح كل ليلة من فعلك المبتذلُ
وأبوك في برزخه يأنّ ويتململُ
وقد تبرأ من فعلك يا ابنة هذا الرجل
قلبك أضحى سوادا كله بللُ
غطى قلبك غشاوة الكره مذيّلُ
أتكرهين قلبا لا يرى سوى حُبّك مثلُ
أم هل تكرهين نفسا لحبك ما سواه يسأل
إنها حرية تبغينها .. فسقا على درب إسرائيل
فهذا "بوش" يصفق لك سوء الفعلُ
وحثالة القوم جعلوك تاجا لهم أمثل
هؤلاء كلهم إخوة إبليس هم له عميلُ
حتى صلة الرب تركتيها … ما كنت أتخيل؟!
حافظة القرآن أنت.. أنت ما يقول ولا يفعلُ
كم فرضا بكى من الهجر والحرمان مثقلُ
وهاتفك بالحرام يرنّ الحمق والهزلُ
تسهرين الليل بهاتفك وتقولين هذا زوج مغفّلُ
وتحادثين من هم ليسو مَحْرماً بل عجولُ
وكم من مصحف اغبَرَّ .. ما فُتح ولا يداً يصلُ
وقصص الغرام منك نصيباً يشتعلُ
وغيرك منها – اتّعظي – بنصيب العار نُكّلوا
باسم الإسلام تزيّنيين مدونتك العسلُ
وبيتك أدمى جراحا يتربع عليه الفشلُ
مقابلات وخلوات بحجة أنها العملُ
ولم تستأذني لمن أحسن لك الغزلُ
أخاف على الأولاد من قلب لغير أبيهم متحلّلُ
وغيري ذاق حلو الكلام وأنا منك ذقت الحنظلُ
اتبعتي بقتل الوصل سنة قابيلُ
ولم تستغفري ربك ولم تدعه كخاشع مبتهلُ
ومن بلد الطهارة رجعتي فهل دعوتي الله الوصلُ
رباه.. هذا قلبي نهاره باكيا كالمطر ينهمل
وفي الليل أنين فقد كثر فيه العلل
من حب لها مدى الدهر يطولُ
وقلبي بات هزيل … نارا بالقلب يأكلُ
رباه … هذا حبي في هواها متيم طلل
فاهدها طريقك السويّ بنورك دليلُ
وبأم المؤمنين عائشة قدوة فمعدنها أصيلُ
رباه … هل أجد بعد حبها .. من الحب بدلُ
لقد كانت زهرة فواحة عبيرها مُأمَّلُ
ونسيمها على القلب هواءها عليلُ
وأسرة تحيا بالحب عليها العشق مسدلُ
والليل كان بها بدرا من نورها مُقندلُ
والخيل في الروض مبتسما من الفرح يصهل
رباه.. أنت أعلم أن حبي لها متأصلُ
وحبها لي من الكره جبل هزيلُ
فأعني ربي عليها فإني أريدها في الجنة خليلُ
أريدها حورية بين حناياها أرفل
فقد عشقت حسنها وعنها لا أعدلُ
فإن قضيت بالفراق فعند حكمك أمثلُ
واستغفرك اللهم وأتوب وأُحَوقل
وأفوضت لك أمري فيها مسترسلُ
هذه يداي مرفوعتان ذلاً لك … أنت الوكيلُ
قلت ادعوني أستجب لكم.. فأنت معطي الخير جزلُ
راضٍ بقضاءك وقدرك المرسلُ
وصلي على خير الأنام محمدا لك ربي رسولُ
أخوكم أبو مجاهد