ومنهم من لم يقدر على السكوت عن الذكر .وفيهم من لم ينم إلاغلبة ,وفيهم من هام في البراري ,وفيهم من احترق في بطنه .فيا حسن مخمورهم ماألذ سكره ,وياعيش قلقهم ما أحسن وجده …..!!
كان أبوعبيدة الخواص قد غلبه الوجد كان يمشي في الأسواق يقول :
واشوقاه إلى من يراني ولا أراه .
وكان فتح بن سخرف يقول:
قد طال شوقي إليك ,فعجل قدومي عليك.
وكان قيس بن الربيع كأنه مخمور من غير
شراب.وكان بن عقيل يقول :التبذل فيه سبحانه
أحسن من التجمل في غيره .
هل رأيت قط عراة أحسن من المُحرمين ؟؟
هل رأيت للمتزينين برياش الدنيا سمتا كأثواب
الصالحين ؟؟
هل رأيت خمارا أحسن من نعاس المجتهدين؟؟
هل رأيت سكرا أحسن من صعق الواجدين ؟؟
هل شاهدت ماء صافيا أصفى من دموع المتأسفين ؟؟
هل رأيت رؤوسا مائلة كرؤوس المنكسرين؟؟
هل لصق بالأرض شيء أحسن من جباه المصلين؟؟
هل حرك نسيم الأسحار أوراق الأشجارفبلغ
مبلغ تحريكه أذيال المجتهدين ؟؟
هل أرتفعت أكف وانبسطت أيد فضاهت
أكف الراغبين ؟؟
هل حرك القلوب صوت ترجيع لحن أو رنة وتر
كما حرك حنين المشتاقين ؟؟
وإنما يحسن التبذل في تحصيل أوفى الأغراض.فلذلك حسن التبذل في خدمة المنعم.
(صيد الفوائد لابن الجوزي رحمه الله تعالى).