كما قال في كتابه الكريم :
قال الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكروأولئك هم المفلحون} ((آل عمران:104))
وقال تعالى: {كنتم خير أمةٍ أخرجتللناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} ((آل عمران: 110))
وقال تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}((الأعراف: 199))
وقال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهمأولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} ((التوبة : 71))
عليه وسلم وهذه المهمة بحاجة لهمة عالية وصبر على المكاره
ولكن ما هو تعريف الهمة ؟؟
الهمة عمل قلبي ، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه ، وكما أن الطائر
يطير بجناحيه ، كذلك يطير المرء بهمته ، فتحلق به إلى أعلى الآفاق ،
طليقة من القيود التي تكبل الأجساد.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فقد كان عالي الهمة
حريصا على هداية الناس ، مسلمهم وكافرهم ، حرهم وعبدهم ، كبيرهم
وصغيرهم ، و قد قال صلى الله عليه وسلم :
" إن الله إذا أراد بعبد خيرا استعمله"
قيل : كيف يستعمله يا رسول الله ؟
قال : يوفقه للعمل الصالح ثم يقبضه عليه "
وكان صلى الله عليه وسلم ينتهز جميع الفرص للوعظ والتذكير فهو بعد
الصلاة يدعو الناس ويحببهم إلى ربهم ، وفي السوق يرغبهم فيما عند خالقهم
وفي الطريق يذكرهم بمعبودهم .
وكان يصيح بهم قائلا :
" بلغوا عني ولو آية ، بلغوا عني ولو آية "
وقال صلى الله عليه وسلم :
" إن الله وملائكته يصلون علي النبي
وحتى الحوت في البحار ليصلون على معلم الناس الخير "
خصائص عالي الهمة
((- عالي الهمة لا ينقضُ عزمه ، قال تعالى : (( فإذا عزمت فتوكل على الله ))
– عالي الهمة لا يرضى بالدون ولا يرضيه إلا معالي الأمور لذلك لا يرضى بما دون الجنة .
– عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته ،
وتحقيق بغيته ، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره ، وأن المصالح
والخيرات لا تنال إلا بحظ من المشقة ، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب .
– عالي الهمة يُرى منطلقا بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على
بصيرة وعلم ، فيقتحم الأهوال ، ويستهين الصعاب .
قال تعالى :
(( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية "،
"ألا إن سلعة الله الجنة
– عالي الهمة يندم على ساعة مرت به في الدنيا لم يعمرها بذكر الله عز وجل
، قال صلى الله عليه وسلم :
" ما من قوم اجتمعوا في مجلس ، فتفرقوا ولم يذكروا الله إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة ] . ( حسن في الشواهد والمتابعات ) .
بحيث صار لا يأبه بقلة السالكين ، ووحشة الطريق لأنه ينال مع كل
مرتبة يرتقي إليها من الأنس بالله ما يزيل هذه الوحشة ، و إلا انقطع به السبيل .
– عالي الهمة يعلم أنه إذا لم يزد شيئا في الدنيا فسوف يكون زائدا عليها ، ومن
ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة ، بل لابد أن يكون في صلبها ومتنها عضوا مؤثرا .
– عالي الهمة لا يعتد بما له فناء ، ولا يرضى بحياة مستعارة ، فهو لا يزال يحلق
في سماء المعالي ، و لا ينتهي تحليقه دون عليين ، فهي غايته العظمى ، وهمه الأسمى .
– عالي الهمة شريف النفس يعرف قدر نفسه في غير كبر، و لا عجب ، ولا غرور
وإذا عرف المرء قدر نفسه ، صانها عن الرذائل ، وحفظها من أن تهان ، ونزهها
عن دنايا الأمور ، و سفاسفها في السر والعلن ، وجنبها مواطن الذل بأن يحملها ما
لا تطيق أو يضعها فيما لا يليق بقدرها ، فتبقى نفسه في حصن حصين ، وعز منيع
لا تعطى الدنية ، و لا ترضى بالنقص ، ولا تقنع بالدون .
– عالي الهمة عصامي لا عظامي يبني مجده بشرف نفسه ، لا اتكالا على حسبه
ونسبه ، و لا يضيره ألا يكون ذا نسب ، فحسبه همته شرفا ونسبا ، فإن ضم كبر
الهمة إلى نسب كان كعقد علق على جيد حسناء .
من أسباب الارتقاء بالهمة
– العلم والبصيرة يصعد بالهمة ، ويرفع طالبه عن حضيض التقليد ، ويُصفي النية.
– إرادة الآخرة ، وجعل الهموم هما واحدا ، قال تعالى :
( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )
وقال صلى الله عليه وسلم :
" من كانت همه الآخرة ، جمع الله له شملَه ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا
راغمة ، ومن كانت همه الدنيا ، فرق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ،
ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له "
– كثرة ذكر الموت ، عن عطاء قال :
كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء ، فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون .
– الدعاء لأنه سنة الأنبياء ، وجالب كل خير ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
" أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام . ( حسن ) . "
– الاجتهاد في حصر الذهن ، وتركيز الفكر في معالي الأمور ،
قال الحسن البصري رحمه الله :
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
– التحول عن البيئة المثبطة ..
إذا سقطت الجوهرة في مكان نجس فيحتاج ذلك إلى كثير من الماء حتى تنظف
إذا صببناه عليها وهي في مكانها ، ولكن إذا أخرجناها من مكانها
سهل تنظيفها بالقليل من الماء .
– صحبة أولي الهمم العالية ، ومطالعة أخبارهم ،
قال صلى الله عليه وسلم :
" [ إن من الناس مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، وإن من الناس مفاتيح للشر ، مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ] . ( حسن ) ."
– نصيحة المخلصين ، قال صلى الله عليه وسلم :
" إنما الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "
– المبادرة والمداومة والمثابرة في كل الظروف ، قال تعالى :
(( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ))
منقول
أن ترحم وتغفروتفرج كرب معدها وقارئها ومرسلها وناشرها
وآبائهم وأمهاتهم وأن ترزقنا صحبة النبى فى الجنة ولا تجعل منا
" إن الله وملائكته يصلون علي النبي
عليه الصلاة والسلام
وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها ،
وحتى الحوت في البحار ليصلون على معلم الناس الخير "