تخطى إلى المحتوى

كيف تحتسبين الأجر في حياتك اليومية؟ 2024.

أنت تحبين الله ولكن هل تريدين أن يحبك الله؟
فقد قال بعض الحكماء العلماء "ليس الشأن أن تُحب إنما الشأن أن تُحب" [1] تقربي إلى الله يحبك الله…

قال تعالى في الحديث القدسي: (… ولا يزال عبــدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه… )[2]، ومن فازت بمحبة الله فقد سعـدت في الدنيـا والآخرة… قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فـأحبوه فيحبـه أهـل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض"[3].
قال الحافظ ابن حجر: "المراد بالقبول في حديث الباب: قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه، والرضاء عنه، ويؤخذ منه أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله".

وإن قلت كيف أتقرب إلى الله حتى أفوز بمحبته؟

تعلمي كيف تجمعين الحسنات: أي كيف تحتسبين الأجر والثواب من الله في جميع أعمالك، تعلمي فن التخطيط لمستقبلك في الآخرة كما أتقنت فن التخطيط لحياتك الدنيا…وتعرفي على أفضل الأعمال.. وأفضل الأيام.. وأفضل الصدقات.

إسألي عن أعظم الأجور، وطرق كسبها…إبحثي عن أهل الخير وابني معهم علاقات قوية… إستفيدي منهم واستشيريهم تعلمي منهم كيف تتقربين إلى الله حتى يحبك سبحانه…وشمري عن العمل للآخرة كما شمرت من قبل للدنيا حينما كنت تستشرين أهل الدنيا في أمورها للحصول على أفضل النتائج،عندما كنت تسألين قريباتك وصديقاتك من أين اشتري قماش الفستان؟وأي المحلات أقل في الأسعار؟وأي الأقمشة أجود في الأنواع ؟

لا حظي أنك هنا سألت.. وبحثت.. وتعلمت.. كل ذلك حرصا منك على إتقان عملك وظهوره في أفضل صورة.
إن امرأة مثلك نبغت في أمر دنياها لا أظنها عاجزة أبدا عن النبوغ والتفوق في أمر أخراها، لأن تفوقك في أمور الدنيا أكبر دليل لك أنت شخصيا على قدرتك على الإنتاج والتفاني حينما ترغبين وفي المجال الذي تحبين… فلا تذهبن أيامك من بين يديك هكذا وأنت تنظرين!بل جددي وغيري…فالناس يحبون التجديد والتغيير في الأثاث… في الملابس… في الأواني، ولكن تجديدك هنا من نوع آخر، في أمر أرقى من ذلك وأعلى، تجديد من نوع خاص جداً، إنه تجديد في نيتك… أي في حيــاتك كلهـــا…!
نعم… غيري… للأفضل للنية الحسنة… غيري وتعلمي كيف تحتسبين الأجر من الله في كل صغيرة وكبيرة في تبسمك وغضبك… في نومك… في أكلك… وفي ذهابك وإيابك في كل شيء… كل شيء…
((وكذلك تجري النية في المباحات والأمور الدنيوية، فإن من قصد بكسبه وأعماله الدنيوية والعادية الاستعانة بذلك على القيام بحق الله وقيامه بالواجبات والمستحبات، واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه ونومه وراحته ومكاسبه انقلبت عاداته عبادات، وبارك الله للعبد في أعماله، وفتح له من أبواب الخير والرزق أموراً لا يحتسبها ولا تخطر له على بال، ومن فاتته هذه النية الصالحة لجهله أو تهاونه فلا يلومن إلا نفسه. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنك لن تعمل عملاً تبتغي فيه وجه الله إلا أجرت عليه، حتى ما تجعله في فيّ امرأتك"))[1].
هاه… هل بدأت باحتساب الأجر؟
رائع… وأنك ستبدئين بإحتساب الأجر الآن وأنت تقرئين هذا
تُرى ماذا ستحتسبين؟
1. طلب علم شرعي.
2. رفع الجهل عن نفسك وعن المسلمين.
3. قضاء وقتك فيما يعود عليك بالنفع.
4. التقرب إلى الله بجمع أكبر قدر ممكن من الحسنات عن طريق محاولة احتساب أجور الأعمال التي سترد في هذا الكتاب إن شاء الله… وقد يفتح الله عليك فيوفقك لاحتساب أمور أخرى لم تذكر هنا!
و {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(الحديد: 21)

عفـــواً
ما معنى الاحتساب؟

يجيبك ابن الأثير قائلاً:
"الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلباً للثواب المرجو منها"[1].
فاحتسبي أعمالك اليومية كفعل الطاعات… والصبر على المكروهات… والحركات والسكنات…
ليحسب ذلك من عملك الصالح…
إن الاحتساب عمل قلبي، لا محل له في اللسان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن النية محلها القلب… وأنت عندما تحتسبين الأجر من الله ذلك يعني أنك تطلبينه منه تعالى، والله عز وجل لا يخفى عليه شيء قال الله تعالى:{قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} (آل عمران:29).
و العمل لابد فيه من النية… فالتي تحتسب وتنوي بعملها وجه الله فهو لله، والتي تنوي بعملها الدنيا فهو للدنيا فالأمر خطير جداً.. جداً. و"النيات تختلف اختلافاً عظيماً وتتباين تبايناً بعيداً كما بين السماء والأرض، من النساء من نيته في القمة في أعلى شيء، ومن الناس من نيته في القمامة في أخس شيء وأدنى شيء. فإن نويت الله والدار الآخرة في أعمالك الشرعية حصل لك ذلك، وإن نويت الدنيا فقد تحصل وقد لا تحصل.
قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} (الاسراء:18).
ما قال عجلنا له ما يريد!! بل قال ما نشاء ـ أي لا ما يشاء هو ـ لمن نريد ـ لا لكل إنسان ـ فقيد المعجل والمعجل له.
إذا من الناس من يعطى ما يريد من الدنيا ومنه من يعطى شيئا منه ومنهم من لا يعطى شيئا أبدا. وهذا معنى قوله تعالى: {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} .
أما قوله تعالى:{وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً}
(الاسراء:19).

لابد أن يجني هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة"[2]. وهذا يعني أن تحرصي على الأحتساب.
ولا تنسي كذلك أجر احتساب النية الصالحة الذي لا يضيعه الله أبدا حتى وإن لم تتمكني من أداء العمل الصالح الذي تنوي القيام به!!
" إن الإنسان إذا نوى العمل الصالح ولكنه حبسه عنه حابس فإنه يكتب له الأجر، أجر ما نوى. أما إذا كان يعمله في حال عدم العذر، أي: لما كان قادرا كان يعمله ثم عجز عنه فيما بعد فإنه يكتب له أجر العمل كاملاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما"[3].
فمثلا إذا كان من عادته أن يصلي تطوعا ولكنه منعه مانع،ولم يتمكن منه فإنه يكتب له أجر كاملا.
أما إذا كان ليس من عادته أن يفعل فإنه يكتب له أجر النية فقط دون أجر العمل.
ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام فيمن أتاه الله مالا فجعل ينفقه في سبيل الخير وكان رجل فقير يقول لو أن لي مال فلان لعملت فيه عمل فلان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فهو بنيته فهما في الأجر ســواء"[4].
أي سواء في أجر النية أما العمل فإنه لا يُكتب له أجره إلا إن كان من عادته أن يعمله"[5].
إن تعويدك نفسك على احتساب الأعمال خير على خير… فمن فضل الله ورحمته بعباده أنه ]من كان من نيته عمل الخير، ولكنه اشتغل بعمل آخر أفضل منه، ولا يمكنه الجمع بين الأمرين: فهو أولى أن يكتب له ذلك العمل الذي منعه منه عمل أفضل منه، بل لو اشتغل بنظيره وفضل الله تعالى عظيم[[6].

لماذا من المهم أن تحتسبي
الأجر في كل شيء؟..

1) حتى تحققي الغاية التي خلقت من أجلها، لأن خروجكإلى الحياة حدث عظيم ترتب عليه أمور كُلفت بها وتحاسبين عليها… لذلك "فإنه ينبغي للمسلم أن يكون همه وقصده في هذه الحياة تحقيق الغاية التي خلق من أجلها، وهي عبادة الله تعالى، والفوز برضى الله ونعيمه، والنجاة من غضبه وعذابه، وأن يحرص، على أن تكون نيته في كل ما يأتي وما يذر خالصة لوجه الله تعالى سواء في ذلك الأمور والعبادات الواجبة أم المندوبة، أم المباحات، أم التروك فحينئذ تتحول المباحات إلى عبادات ويثاب على تركه للمحرمات، وقد دل على ذلك أدلة كثيرة…"[1].
يارقة الندى…
إن حرصك على احتساب الأجر في جميع أمورك سوف يجعلك في عبادة مستمرة لا تنقطع فتكونين ـ بإذن الله ـ قد قمت بما خلقك الله له، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذريات:56).
2) الاحتساب مهم جداً لأنه سوف يميز عباداتك عن عاداتك… "ولابد أيضا أن يميز العادة عن العبادة، فمثلا الإغتسال يقع نظافة أو تبردا، ويقع عن الحدث الأكبر، وعن غسل الميت، وللجمعة ونحوها، فلا بد أن ينوي فيه رفع الحدث أو ذلك الغسل المستحب… فالعبرة في ذلك كله على النية"[2].
3) أنت بحاجة ماسة كذلك إلى احتساب النية الصالحة لأن جميع الأعمال مربوطة بالنية قبولا وردا وثوابا وعقابا، ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".
الآن… ألا يبدو لك الأمر مهما وخطيرا؟… إذن. هيا لنحتسب كلنا…
لماذا الحديث عن الاحتساب؟
يا زهرة البداري…
قد تزهدين في العمل الصالح أحياناً…!
بمعنى أنك لا تجدين حماسة له، ولربما كان السبب في ذلك أنك لا تعلمين أهمية هذا العمل ولا الثواب المترتب عليه، أو أنك تجهلين أن بعض الأعمال البسيطة قد تبلغ بك المنازل العالية فتستهينين بها…!
وفي الغالب يُفسر ذلك كله بعدم وجود الاحتساب في حياتك…
فلربما لا تدرين ما هو الاحتساب؟ ولا ماذا تحتسبين؟.
وقد تشعرين عندما تقومين ببعض الأعمال الصالحة بوجود من ينكر عليك ويقول لك: لا تتبعي نفسك… يكفي ما قمت به سابقاً… لماذا كل هذا المجهود؟ الأمر لا يستدعي ذلك… لا تحرمي نفسك فأنت ما زلت شابة… إلخ.
سبحان الله! وهل العمل إلا في الشباب؟.
لو علم هؤلاء أنهم هم المحرمون، وأنت من يقول لهم: كفى… كفى أريحوا أنفسكم من اللهو والعبث… ولا تتعبوها بالغفلة… وارحموها من حمل أثقال المعاصي المتراكمة…
أما إن كان ما تقومين به من أعمال صالحة فيه منفعة للآخرين كقضاء حاجات المسلمين من أقارب وأخوات في الله والتودد إليهم، فستسمعين من ضعيفات الإيمان عبارات من نوع:
إنهم لا يستحقون ما تفعلينه لأجلهم… في كل مرة تساعدينهم وهم لم يساعدوك مرة واحدة… هل سبق أن قدمت لك فلانة هدية حتى تهديها تلك الهدية القيمة؟… إلخ.
وكأننا خلقنا لنعمل من أجل الناس!
فإن أرضونا تفانينا في الإحسان لهم، وأن أغضبونا تفانينا في الإساءة إليهم!…
إذا ماذا بقي للآخرة؟…
ما الذي ستجدينه في صحيفتك إذا كانت أعمالك كلها منصرفة للبشر حسب علاقتك الشخصية بهم وليست لله وحده!…
إن الأيام لتذهب سريعاً فلا تفاجئي بخلو صحيفتك من الأعمال التي تبتغين بها وجه الله…
أشعرت ـ عزيزتي ـ بأن هناك من يزهد جدا في العمل الصالح، بل ربما يعتبر بعض الأعمال الصالحة ضعفا ومهانة ! كالعفو والحلم مثلا… !
لأجل ذلك كله كان الحديث عن احتساب الأجر أمرا نحتاج إليه…
ما الأمور التي تدفعك للحرص على احتساب الأجر في أعمالك كلها؟

1) سرعة مرور الوقت وهذا يعاني منه الجميع فاستغلي الدقائق قبل الساعات وقد قيل: (أمسك الذي مضى عن قربه، يعجز أهل الأرض عن رده).
2) موت الفجأة {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الجمعة:8)
3) تغير الأحوال من صحة إلى مرض… ومن غنى إلى فقر… ومن أمن إلى خوف… ومن فراغ إلى شغل… ومن شباب إلى شيخوخة… ومن حياة إلى موت… !
4) لأنك محتاجة إلى أعمال كثيرة تثقلين بها ميزانك، فالإنسان سرعان ما يفسد أعماله الصالحة بلسانه من كذب وغيبة ونميمة وسخرية… وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم، فقد تأتين يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فتجدين لسانك قد هدمها عليك… فلا تكوني ممن لهن النصيب الأكبر من ويلات اللسان… فما أحوجنا إلى حسنة واحدة يثقل بها الميزان…
5) استشعري التقصير والتفريط في جنب الله {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر:56).

6) الخوف من الله.. {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأنعام:51).
إن الخوف من الله دافع قوي للعمل الصالح عموما.

7) الرغبة في حصول الأجر والثواب… قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (العنكبوت:58).
8) أن فرصة العيش في الحياة الدنيا واحدة لا تتكرر لتعويض ما فات… {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الزمر:58). ومع أنها فرصة واحدة إلا أنها تنقضي بسرعة أيضا… !، فعندما تجلسين عند جدتك وتقولين لها: احكي لي قصة حياتك خلال الستين سنة الماضية فستحكيها لكي في ساعة أو ساعتين!…

أين ذهبت تلك السنون الطوال؟!…

لا شك أن الحديث عنها سينتهي في يومين على أكثر تقدير…! قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ…} (يونس:45). "أي اذكر يوم نحشرهم {كأن لم يلبثوا} في الدنيا {إلا ساعةً من نهار} أي شيئا قليلا منه، استقلوا المدة الطويلة إما لأنهم ضيعوا أعمارهم في الدنيا فجعلوا وجودها كالعدم، أو استقصروها للدهش والحيرة، أو لطول وقوفهم في المحشر، أو لشدة ما هم فيه من العذاب نسوا لذات الدنيا وكأنها لم تكن.

وجملة {يَتَعَارَفُونَ بَينَهُم} أي يعرف بعضهم بعضا، وذلك عند خروجهم من القبور، ثم تنقطع التعارف بينهم لما بين أيديهم من الأمور المدهشة للعقول المذهلة للأفهام، وقيل إن هذا التعارف هو تعارف التوبيخ والتقريع، يقول بعضهم لبعض: أنت أضللتيني وأغويتني لا تعارف شفقة ورأفة…"[3].
ما فوائد الاحتساب
هل تعلمين أنك عندما تحاولين احتساب الأجر في جميع أعمالك، قد حصلت لك فوائد عظيمة لا تتوفر عند من لا تهتم بالاحتساب! إن لم تمانعي فسأسردها عليك…
فوائد الاحتساب:
1. "دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام.
2. الفوز بالجنة والنجاة من النار.
3. حصول السعادة في الدارين.
4. الاحتساب في الطاعات يجعلها خالصة لوجه الله تعالى وليس لها جزاء إلا الجنة.
5. الاحتساب في المكاره يضاعف أجر الصبر عليها.
6. الاحتساب يبعد صاحبه عن شبهة الرياء ويزيد في ثقته بربه.
7. الاحتساب في المكاره يدفع الحزن ويجلب السرور ويحول ما يظنه الإنسان نقمة إلى نعمة.
8. الاحتساب في الطاعات يجعل صاحبه قرير العين مسرور الفؤاد بما يدخره عند ربه فيتضاعف رصيده الإيماني وتقوى روحه المعنوية.
9. الاحتساب دليل الرضا بقضاء الله وقدره ودليل على حسن الظن بالله تعالى.
10. علامة على صلاح العبد واستقامته.
11. إتباع للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم"[4].

12. أراك دائما تحرصين أن تكوني من الناس.. وهذا شيء طيب ولكن.. ليكن طموحك أعلى..
فحب أهل الأرض وحده لا يكفي!.. كما أنه غاية صعبة المنال إلا إذا..
أحبك أهل السماء!!..
تقولين: كيف؟..
أقول لك: عليك بالاحتساب فهو عمل صالح.. والمداومة عليه تجعل حياتك كلها طاعات.. والطاعة طريق موصل إلى محبة الله..


وإذا أحبك الله، أحبك أهل السماء ووضع لك القبول في الأرض.. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه، قال فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض"[5].
13. بالاحتساب تؤدين شكر النعم.. لأن الاحتساب طاعة.. ومن شكر النعم العمل بالطاعات.. والله يجازيك على شكرك للنعم بأن يزيدك من الطاعات.. فيعينك عليها وييسرها لك.. ويحببها إلى قلبك فتجدين الأنس والمتعة في عملها.. فيسهل عليك أمر الاحتساب وغيره… فقد "قال: الحسين ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} قال: أي من طاعتي"[6].
14. إن التي تحتسب الأجر من الله في أعمالها لا تتأذى ولا تتأثر من عدم شكر الناس لجهودها الطيبة معهم وعدم تقديرهم لما تقوم به من أجلهم، لأنها لا ترجو من الناس جزاءا ولا شكورا إنما تبتغي بذلك وجه الله فهي هادئة البال مطمئنة النفس حتى وإن قوبل إحسانها بالإساءة فما دام أن مبتغاها قد تحقق فلا يضيرها ما وراء ذلك لأن لا مطلب لها فيه أصلا.
15. الاحتساب في التروك ـ ترك المعاصي والمحرمات ـ طاعة تثبت قلبك وتقوي عزيمتك لأن ترك المعصية ـ مع قدرتك عليها ـ لوجه الله يجعلك تتلذذين وتسعدين بتركها لأنك ترجين أجر امتثالك لأمر الله ووقوفك عند حدوده تبتغين بذلك ثواب التقوى والخوف من الله {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (الرحمن:46). "والذي خاف ربه وقيامه عليه فترك ما نهى عنه، وفعل ما أمر به، له جنتان من ذهب، آنيتهما وحليتهما وبنيانهما وما فيهما، إحدى الجنتين جزاء على ترك المنهيات والأخرى على فعل الطاعات"[7].
16. إن المحيط الصغير الذي تعيشين فيه سيكتسب منك هذا الخلق الحسن ـ الاحتساب ـ لأنهم سيشعرون به ويعايشونه واقع حيا أمامهم مما يجعل له أثرا عميقا في أنفسهم، وأقصد هنا أهلك وزوجك وأولادك وغيرهم ممن تحتكين بهم إحتكاكا مباشرا ومستمرا كمحيط العمل مثلا… فتكونين بذلك دعوت عمليا إلى هدى، فلك أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة بإذن الله…
17. من فوائد الاحتساب التي تجنينها في الدنيا مع ما يدخر لك من الثواب في الآخرة، أنك إذا جعلت همك رضا الله والتقرب إليه باحتساب العبادات المختلفة فإن الجزاء من جنس العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل الله غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة"[8].
وما ظنك بمن تحتسب الأجر من الله في كل شيء أليست ممن كانت الآخرة نيته؟… وإن لم تكن هي فمن؟!
إنه قلب عاش وتنفس يستشعر العبادة في جميع سكناته وحركاته يطلب ثوابها من الله فسره وشرحه من خلقه ويسر له أمر دنياه وأخراه.. فاجعلي الآخرة همك.. تصبحين وتمسين تفكرين: كيف أرضي ربي؟ ماذا سأفعل اليوم؟…
18. الاحتساب يزيدك رفعة عند خالقك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص "… إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة… "[9].
19. عندما تعتادين المداومة على احتساب العمل الصالح فستربحين مثل أجور أعمالك عندما لا يمكنك القيام بها لعذر شرعي… لا تتعجبي!… فإن فضل الله واسع… قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما"[10].
هل تحمست لذلك؟…

قال عمر بن الخطاب رضي
الله عنـه: "أيهـا النـاس،
احتسبوا أعمـالكم، فـإن
من احتسب عمله، كتب
له أجر عمله وأجر
حسبته"[11].
ماذا تحتسبين في الدعوة إلى الله؟

هل فكرت يوما أن تكوني (دليل خير) للأخريات؟
أعتقد أن هذا العمل سيدخل السرور إلى قلبك، وستشعرين خلال قيامك به بانشراح كبير في صدرك يدفع ذلك الملل والضيق الذي تحسين به أحيانا… (فدليل الخير) وقتها عامر وزاخر وقلبها سعيد، لأنها تشعر بأنها تعمل من أجل أمتها الإسلامية فهي ترشف دفقات من السعادة يعكسها حب الدلالة إلى الخير على قلبها…
كيف تصبحين (دليل خير)؟
الأمر سهل جدا، إنك ـ ياعزيزتي ـ ستسارعين في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلا: تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة، أو الأشرطة والكتب النافعة، وتحاولين توفيرها للأخريات حسب قدرتك، توزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة، تناصرين أهل الخير بأقوالك وأفعالك وتدلين على أماكن الخير كدور تحفيظ القرآن الكريم النسائية والمراكز الصيفية الجيدة وما تقدمه من أنشطة، وتبلغين المعلومة النافعة بقلمك، بلسانك، بـ…إلخ.
هنا… ستجدين نفسك (دليل خير) وداعية إلى الله!.
مثال

ماذا تحتسبين عند استخدامك
الهاتف؟

جهاز صغير في منزلك تستطيعين من خلاله جمع عدد كبير من الحسنات بإذن الله!! بيد أن النساء بين مُفرِطَة فيه ومُفَرِطة… فكوني أنت وسطاً بينهن تتحكمين فيه ولا يتحكم فيك.

هل عرفته؟ أحسنت…
فهلا احتسبت يافراشة الزهور هذه الأمور عند استخدامك الهاتف:

1. ثواب صلة الرحم عند محادثتك لذوي رحمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره[1] فليصل رحمه"[2].

2. ثواب إدخال السرور على من تحادثين، عند اتصالك للسلام والسؤال عن الأحوال..

3. ثواب الكلمة الطيبة، في مكالمات التهنئة أو التعزية وغيرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة"[3].

4. احتسبي نية العبادة والتقرب إلى الله عند استخدامك للهاتف بما يفيد عموماً.
5. احتسبي الحفاظ على وقتك باستعمال الهاتف لعمل أكثر من عبادة في وقت قصير.
مثال: مكالمة هاتفية تجرينها مع والدتك ستحتسبين فيها العبادات التالية:
بر الوالدين.. صلة الرحم.. إدخال السرور على مسلمة… قضاء حاجتها إن كان لها حاجة.. الكلمة الطيبة.. أجر السلام في بداية ونهاية الاتصال… إلخ.

6. أجر قضاء حوائج المسلمين… عندما تتصل بك من تطلب منك بعض الحاجيات أو المساعدة في حل مشكلة تعاني منها… وقد يستدعي الأمر أن تقومي بالاتصال هاتفياً بها عدة مرات من أجل قضاء حاجتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "…من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته"[4].
7. أجر طلب العلم الشرعي، بسؤال أهل العلم عبر الهاتف، مع مراعاة اختيار الوقت المناسب للاتصال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "… وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع…"[5].

8. ثواب طلب النصيحة من أهلها، وبذلها لمن يحتاج إليها من خلال المكالمات الهاتفية وما في ذلك من ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفاسال الله ان تكون اعمالنا حجة لنا لا علينا
للامانة هذا الموضوع منقول من كتاب عن المؤلفة هناء بنت عبد العزيز الصنيع جعله الله في ميزان حسناتها

وفاسال الله ان تكون اعمالنا حجة لنا لا علينا
آآآآآآآآآآمين
جعله الله في ميزان حسناتها

آآآمين وجعله في ميزان حسناتك لنقله لنا
وجزاك الله خيرا أخيتي وبارك فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.