ليست السعادة شيكا" يُصرف ولا دابة تُشترى و لا وردة تُشم ولا برا" يُكال
السعادةُ إنشراح صدرِِ لمبدأ يعيشه وراحة قلب لخير يكتنفه .
كنا نظن أننا إذا أكثرنا من التوسع في الدُور و كثرة الأشياء و جمع المسهلات
و المرغبات و المشتهيات أننا نسعد نفرح و نمرح و نُسر فإذا هي سبب الهم
و الكدر و التغيص لأن كل شيء بهمه و غمه و ضريبة كدّه و كدحه …
((ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا" منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه )) ..
إنها معادلة واضحة و قسمة عادلة فليرضى من يرضى و ليسخط من يسخط و ليطلب
السعادة من أرادها في الدرهم و القصر و السيارة ليعمل لها وحدها فلن يجدها
و الذي لا إله إلا هو .
إذا عرفت الله و سبحته و عبدته و تألهته و انت في كوخ و جدت الخير ولاسعادة
والراحة و الهدوء و لكن عند الإنحراف فلو سكنت أرقى القصور و أوسع الدور
و عندك ما تشتهي فاعلم أنها نهايتك المرّة و تعاستك المحققة لأنك ما ملكت إلى
الآن مفتاح السعادة .
(( من كان يريد الحياة الدنيا و زينتها نوف إليهم أعمالهم
فيها و هم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليسى لهم في الأخرة إلا النار و
حبطوا ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ))..
و نحن نلاحظ كل يوم من هذا الصنف بشرا" كثيرا" كاسف البال, مكّدر الخاطر,
خاوي الضمير, ناقما" على ربه ما أجزل له العطية ولا أتحفهُ برزق واسع بينما
هو يعيش في صحة و عافية و كفاف ولم يشكر وهو في فراغ و فسحة, فكيف لو شُغلَ
هذا الجاحد بالكنوز و الدّور و القصور إنه سيكون أكثر شرودا" عن ربه,
و عقوقا" لمولاه و سيده .
اللهم ارزقنا التوفيق و الإخلاص و دوام النعم و حسن
الختام , ربنا إنا نسألك العفو و العافية و المعافاة الدائمة في الدين و
الدنيا و الأخرة
ولا حول و لا قوة إلا بالله .. وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
بارك الله فيكِ وجزاكِ خير الجزاء ….