ويتوقف نمط استهلاك الفرد على مدى وعيه بأهداف الدولة وسياستها الاقتصادية. كما يتوقف على نوعية المعلومات والعادات والاتجاهات المتأصلة لديه منذ الصغر، بالممارسة اليومية.
ولا شك أن التطبيع الاجتماعي للطفل له أثر في تحديد أنماط سلوكه الاستهلاكي.. ولهذا كان الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه التوجيه السليم أمراً ضرورياً حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك والتربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيماً ومهارات واتجاهات معينة، منها الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاك.
وحيث إنَّ كثيراً من المعلومات والبيانات المتعلقة بترشيد الاستهلاك وتوجيه المستهلك وتكوين الاتجاهات السليمة لديه ليست فطرية وإنما هي مكتسبة، فلابد إذن من دراستها وممارستها وربطها بجوانب الحياة اليومية ومتطلباتها الأساسية.
إنَّ وجود القدوة السليمة وخاصة في فترة الطفولة يساعد على سرعة التعلم وغرس العادات والقيم والاتجاهات الصحيحة نحو الاستهلاك والتركيز على المفاهيم الخاصة بترشيد الاستهلاك.
كما أن توفير الفرصة المناسبة للطفل من الصغر للمشاركة في عمليات الاختيار والشراء تُنمي فيه القدرة على حسن الاختيار، مع تعويد الطفل على الاقتصاد والتوفير وتقليل الفاقد في كل نواحي الحياة الاستهلاكية.
خاصة أن الطفل فرد في أسرة، مستهلك للغذاء والملابس واللعب والمصروف وممتلكات الأسرة من أجهزة وأدوات.
إن تجربة الطفل الأولى مع النقود يمكن أن يكون لها أثر انفعالي، ومن الحكمة أن يدّرب الطفل في سن مبكرة من حياته وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود، كما ينبغي أن يسمح للطفل أن يتصرف في حدود في نقوده ومن المهم، أن تكون المبالغ المعطاة للطفل مناسبة لسنه، وأن تعطى له بانتظام، فالطفل بطبيعته ميال للجمع والادخار والتملك وحب النقود.
ويستحسن أن تتاح الفرص للطفل للتسوق لشراء الملابس والألعاب والغذاء، حتى يدرك أن السلع المختلفة لها أسعار مختلفة، وأن السلعة الواحدة قد تكون لها أسعار مختلفة.
ومن ثمَّ يفضل أن تنمي الأسرة لدى الطفل عادات وسلوكيات سليمة في اختيار ملابسهم من حيث الجودة واللون والمقاس والثمن.
لقد قام علماء الاجتماع بتحليل عدد من العوامل مثل: الدِّين، والموقع الجغرافي، والبيئة الاجتماعية، والعوامل النفسية والاقتصادية. وأشاروا أن الطبقة الاجتماعية تؤدي دوراً أكبر من جميع العوامل في تحديد نمط الإتفاق والتعامل بالنقود.
إن نمط السلوك الاستهلاكي لدى الفرد يتأصل لديه منذ الصغر، ويتأثر بالعديد من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية من مثل التقليد والمحاكاة، والإعلانات التجارية والدخل النقدي ووسائل الإعلام المختلفة.
فلا يمكن إهمال تأثير الإعلانات في أنماط استهلاك الأفراد وكثيراً ما تؤثر الدعايات في أنماط الاستهلاك، وتزيد من الشراء العشوائي لدى كثير من الأفراد والهوس التسوقي لدى النساء خاصة.
إن التعايش في هذا العالم يفرض على جميع الأفراد التعامل بالنقود. كما أن الصغير والكبير على السواء، ذكوراً وإناثاً، يؤدون دور المستهلك في لحظة ما، وكما تبين فيما سبق يكتسب الأطفال أنماط استهلاكهم من المجتمع، والأسرة والأتراب، ويتأثرون بعوامل ذاتية وبيئية كالتلفاز والإعلانات والمعارض وما شابه.
وقد أشارت كثير من الدراسات والأبحاث إلى دور الإعلانات التلفازية في تفضيل لعبة أو منتج غذائى.
ويلاحظ أن تفضيل الطفل للإعلان ناتج عن جاذبية الإعلان نفسه، فإذا اعتاده الطفل يقل انتباهه له.
وأظهرت بعض الدراسات أن الإعلانات ذات تأثير ضئيل في معرفة الطفل لمعنى كلمة العلامة التجارية أو الماركة.
وأظهرت النتائج والدراسات أن التلفاز الوسيلة الأولى في الإعلان عن المأكولات الرخيصة والمحبّبة للطفل.
وفي ختام هذه المقالة أذكر بعض النصائح والتوجيهات من أجل توعية الطفل المستهلك وتربيته على السلوك الاستهلاكي السليم.
1- تقديم القدوة الصالحة في مجال الأنماط الاستهلاكية الرشيدة.
2- ضرورة مشاركة الوالدين الطفل في عمليات الشراء.
3- تعويد الطفل على التوفير وتزويده بحصالة نقود.
4- إعطاء الطفل مصروفاً محدداً ليتعود على التعامل مع النقود.
5- مساهمة وسائل الإعلام والإعلان في توعية الأفراد بأهمية النقود والقيمة الشرائية والسلوك الاستهلاكي المتزن.
6- توجيه برامج إعلامية لتوعية الأطفال بأهمية وكيفية ترشيد استهلاكهم.
بارك الله فيك
اختي امنيه الله يعافيك
اختي ايمان علي انتي كل الخير والبركه
اختي شعائر الله يبارك فيك