تخطى إلى المحتوى

لا تنتظر الشكر من أحد 2024.

مما قرأت وأعجبني ..

مـن يفعــــل الخيـــر لا يعـــدم جوازيـــه لا يذهـــب العـــرف بيـــن اللـــه والنـــاس

خلق الله العباد ليذكروه , ورزق الله الخليقة ليشكروه , فعبد الكثير غيره , وشكر الغالب سواه , لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس , فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك , وأحرقوا إحسانك , ونسوا معروفك ؛ بل ربما ناصبوك العداء ورموك بمنجنيق الحقد الدفين , لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم { وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله } [ التوبة : 74 ] ..

وطالع سجل العالم المشهود , فإن فصوله قصة أب ربى ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه , وأدبه , وعلمه , سهر لينام , وجاع ليشبع , وتعب ليرتاح , فلما طر شارب هذا الابن وقوي ساعده , أصبح لوالده كالكلب العقور , استخفافاً , ازدراءاً , مقتاً , عقوقاً صارخاً , عذاباً وبيلاً ..

ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطر , ومحطمي الإرادات , وليهنؤوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه ..

إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل , وعدم الإحسان للغير , وإنما يوطنك على انتظار الجحود , والتنكر لهذا الجميل والإحسان , فلا تبتئس بما كانوا يصنعون ..

اعمل الخير لوجه الله , لأنك الفائز على كل حال , ثم لا يضرك غمط من غمطه , ولا جحود من جحده , واحمد الله لأنك المحسن , وهو المسيء , واليد العليا خير من اليد السفلى { إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً 9 } [ الإنسان : 9 ] ..

وقد ذهل كثير من العقلاء من جبلة الجحد عند الغوغاء , وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوه وتمرده { مر كأن لم يدعنا إلى ضرٍ مسه } [ يونس : 15 ] ..

لا تفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك , أو منحت جافياً عصا يتوكأ عليها , ويهش بها على غنمة , فشج بها رأسك , هذا هو الأصل عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود , مع باريها جل في علاه , فكيف بها معك ومعي ..

أعـلمـــــه الـرمايــــة كـــل يــــوم فـلمـــا اشـتـــد سـاعــــده رمـانـــي

أكرمك الله على هذه الكلمات الذهبية…
بارك الله فيك أخيتي حمامة الجنة واشكر لك تواصلك معي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.