بل وعندما تطلقها لا تلتفت إليها أبداً..لأنه ذاك عهد الذي قطعت وفعلت، فلا تخنه أبدا..قد تكون جميلةً فاتنة،لكن لحظة!!فما هذا الجمال الذي يُغري من دون فائدة حتى إذا تركتك لن تفكر فيك وكأنك ما عشت معها واستمتعت باللحظات،بل الساعات والليالي والأيام..وأذهبت من عمرك الفاني القصير فيما لا ينفع بل يضير!..إن جمالها وبهجتها وكل معنى سطحي فيها هو الذي أغرانا وأوردنا المهالك من حيث لا ندري أو نحسب,,فكل شيء فيها ذاهب لا محالة تماماً مثلما نحن ذاهبون وراحلون..وهنالك عند الباقي الملك، يكون موعد اللقاء..
ولكي تتضح الصورة للجميع:سأحكي النزر اليسير من قصتها المعروفة لدى الجميع ولكن في الذكرى عظة وعبرة((إن الذكـرى تنفع المؤمنيـن))..
إنها فاتنة جميلة جلبت الحسد والحقد عليها من أغلب النساء! أتعلمون لماذاَ؟!لأنها على الرغم من كبر سنها لا تشيخ ولا يضمحل جمالها بل وكلما تقدمت السنون بها، وتقدمت التكنولوجيا؛ نراها قد حسنت من نفسها وطورت( هذه العجوز الشمطاء!)..
إياكم والاغترار بها؛ لأنه كل عاقل له عين بصيرة وقلب واع فاهم تقي، لا يمكن أن يفكر فيها..
فكم حوت من القلوب والأجساد وفتنت ممن كانوا قبلنا، ثم بعد ذاك تتركهم وتطلق خطاها مبتعدة عنهم في لحظات أو ثوان معدودة، وقد حثت التراب على وجوههم وأجسادهم وطمرت معالمهم وملامحهم التي كانت..
هذه أُخيا ويا أُخيتي :الدنيا..والتي أنصح نفسي وإياكم بالاستراحة من عناءها وتعبها،،ومتى أدركنا شدة حقارتها سنشتاق لتطليقها مراراً، والزمام هنا في يد الجميع بلا استثناء(نساءً ورجالاً،صغاراً وكباراً وعجائز وكهول..)
سنحس بعدها براحة عجيبة قد أحسها وتذوقها السابقون من الأخيار قبلنا، فيا ليت شعري ونثري أن ننهج نهجهم ونسير على أثرهم! لنبقى أحراراً تحت طاعة الله عز وجل وحده دون سواه، والذي عنده تقف الخلائق بأجمها في يوم تشخص فيه القلوب والأبصار،ويُسئل الجميع فيه عن عمره وشبابه وصحته وماله وكل صغيرة وكبيرة عملها على صفحة تلك الدنيا التي رحلت وتحطمت في ذالك الوقت الذي سيأتي حتماً ذات يوم على الجميع..
فلم ننساق وراء أهواءنا والشيطان؟! لم ننخدع بالمظاهر البراقة للإثم والمعصية؟! لمَ همنا الذي يثُقل تفكيرنا ويقض مضاجعنا((الدنيا))؟! والله تعالى يقول في شأنها((كـل من عليــها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)) والرسول يقول <كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل>.. وكثير منا يُجري قلمه وفكره فيقول:
هي دارنــا دار الرحيل وكلنا يوماً إلى دار البقاء سنُزمعُ
فلنقبل نحو الجنة،فإنها تتزين كل يوم وتنادي من يشتريها؟ من يُضحي بكل فان ليقدم إليها ويخطبها؟ من يفكر قبل ذالك كله فيها؟من يكن همه ومناه رؤيتها والتمتع بها؟من يدعو الله قائماً وقاعداً ومضجعاً أن يريه إياها ويُدخله فيها؟ من يكن حديثه الحبيب إلى قلبه الجنة وما فيها وبمَ يستحقها الداخل إليها؟
إننــا إن تجردنا من أهواءنا وصدقنا مع الله أفلحنا وفزنا..فإن الله يا أحبتي يحب من يحبه ويطيعه ولا يعصيه، وإن عصاه بادر بالتوبة والاستغفار والندم ..
إن الله حرم النار على كل من ذرفت عيناه من خشية الله،و إن الله يحب لقاء من أحب لقاء الله..فأحبــوا لقائه..فأحبوا لقائه.
*********************
و ما هى إلا جيفة مستحيلة
عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها
وان تجتذبها نازعتك كلابها
شكر الله لك الموضوع الطيب..
رزقنا الله وإياك جنان عدن..