السلام عليكم و رحمة الله ..
الطفل الرضيع يبكي كثيرا ، و هو بذلك يجلب عطف ابويه ، و كل من
يسمعه ، انه يجذبهم اليه برابط الحب و الحنان و العطف فيهيج فيهم
عواطفهم مما يجعلهم يحاولون اسكاته و سد حاجاته بمختلف الطرق . و
كثير ما يكون الرضيع شبعانا مرتويا هادئا صحيحا لا شيء يقلقه و مع
ذلك نراه يبكي فتعمد الام الى رفعه و احتضانه و تحريكه و تقوم بما
شاكل ذلك لتهديء عليه ، و قد يبلغ الضجر و السأم بالبعض من جراء
بكاء الاطفال ان يفرطوا في حقهم فلا يعتنوا لهم ابدا ، و لولا وجود
العاطفة _ و هي اشد عند الام منها عن الاب _ لتخلصوا منه بمختلف
الوسائل و ارتاموا من صراخه و ضجيجه و بكائه و قد يورق للبعض ان
يتشبث بمثل هذا الاستدلال على عدم وجود الا نسجام الكامل و النظام
العام في الوجود . لكن الامام الصادق (ع) بين لنا فائدة هذا البكاء و
الذي جاء العلم الحديث في اوج تقدمه يؤيد لنا ذلك .
ان في رأس الطفل افرازات خاصة اذا بقيت في راسه فإنها تؤدي به الى
الجنون و البله على الاقل و بما ان الطفل الرضيع لا يقدر على الحركة
فإن تنفسه يكون بطيئا و خاملا فيحتاج الى رياضة تبعث فيه النشاط و
تطرد عنه شر الرطوبة في رأسه .
و البكاء _ بما فيه من حركات الفضلات و خروج الدمع من العينين _ هو
الطريق الوحيد الذي ينقذ الطفل مما يخاف وقوعه فيه من الجنون و البله
و الشلل و ما شاكل ذلك .
فبكاء الاطفال الرضع و ان كان يسبب الضجر و السأم عند الابوين الا انه
يعود بالنفع و الفائدة لطفلهم فلذلك يجب ان لا يتأذوا من ذلك كثيرا ، بل
يطمئنوا الى ان صالح الطفل هو في بكائه.
منقول _ مجلة الكوثر _ .
هذا و تقبلوا خالص تحياتي
أبي دائماً يقول: الطفل يبكي إما جوع أم موجوع. وأنا أضيف كما ذكرتي: ضجران.