تخطى إلى المحتوى

لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً ؟ 2024.

لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً ؟

——————————————————————————–

لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً ؟</STRONG>

إنه نور الإيمان

جميلٌ أن تكون ممن سخَّر جوارحه في طاعة الله وانطلق بهمته إلى ما يحبه الله ويرضاه .. حينها يكون قد أشرق في القلب نور الإيمان , وامتلأت الروح بمحبة الرحمن .

إن هذه الحسنات لها ثمرة , بل ثمار , ومن أغلى هذه الثمار هو " نور الإيمان " .. قال تعالى : { يهدي الله لنوره من يشاء } ( النور : 35 ) فالله هو الهادي وهو المرسل لهذا النور في قلوب أولياءه .

وهذا النور مقتبسٌ من الوحي , فالقرآن نور , والسنة نور , قال تعالى " فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " وإذا كان الله قد سمَّى الدين والوحي نور . فاعلم أن نصيبك من هذا النور على قدر التزامك بهذا الوحي .

ونور الإيمان الذي سكن في قلوب المؤمنين متفاوتٌ على قدر تفاوتهم في قربهم من الرحمن , فهذا قد مُلئ نوراً وإيماناً وبجانبه من هو أضعف منه نوراً , وما ربك بظلام للعبيد .

وهذا النور يقوى حتى يظهر على صفحات الوجه , حتى إنك ترى بعض الناس وعلى وجوههم إضاءة من نور . فما هو ؟ إنه نور الإيمان , ولهذا قال ابن عباس : " إن للحسنة ضياء في الوجه , ونوراً في القلب ".. وهذا أحدهم يسأل الحسن البصري : لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً ؟ قال : خلَوْا بالله فألبسهم نوراً من نوره .
ولا يزال العبد يُنافس في الحسنات ويسابق إلى الصالحات حتى يقوى نور الإيمان في قلبه , فيظهر عليه عند موته , فكم سمعنا من أمواتٍ لما ماتوا وعند تغسيلهم وتكفينهم رأى المغسِّلون أنواراً وضياءً في الوجه , بل وفي سائر الجسد .

ولا يزال هذا النور يُتحف صاحبه بالهدايا , فيأتيه في قبره , فيضيئ له كالقمر ليلة البدر , كما صح في الحديث .. وفي يوم القيامة , حيث الأهوال والمصائب إذا بك تلتفت فترى هناك فئة وعلى وجوههم نوراً عجيباً وصفه الرسول بقوله : " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ".

وعند المرور على الصراط وفي شدة الظلام , يُشرق نور الإيمان لأهله , قال تعالى : { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبإيمانهم } . ( الحديد : 12 )

فيعبرون على الصراط بهذا النور وينطلقون بكل سرعة نحو الجنان .. وحينما يدخلون الجنان إذا بهم في قصورها وبين أنهارها وتحيط بهم أشجارها وثمارها , وهم مع زوجاتهم من الحور العين , والخدم يطوفون بهم ولا يزالون في نعيم مقيم أبد الآباد .

وهذا جزاء كل من تمسَّك بنور الإيمان .. فاللهم هب لنا من لدنك نوراً ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.