تخطى إلى المحتوى

مالك بن دينار ( الجزء الأول ) 2024.

ساعة مع العارفين
مالك بن دينار
(الجزء الأول)

الاسم: مالك بن دينار السامى الناجى، أبو يحيى البصرى الزاهد
الطبقة: 5 : من صغار التابعين
الوفاة: 130 هـ أو نحوها
روى له: خت د ت س ق (البخاري تعليقا – أبو داود – الترمذي – النسائي – ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: صدوق
رتبته عند الذهبي: وثقه النسائى
يكنى أبا يحيى مولى لامرأة من بني سامة بن لؤي كان يكتب المصاحف .

(النعيم الأوفى)

جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله تعالى .

(بين الربوة والصفوان)

قال وسمعته يقول: يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض، وقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض فيصيب الحش فيكون فيه الحبة، فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن !! فيا حملة القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ أين أصحاب سورة ؟! أين أصحاب سورتين ؟! ماذا عملتم فيهما ؟!
وسمعته يقول: إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا .

(الجاهل، الطاعم، الكاسي)

قال وسمعته يقول: يا هؤلاء جهالكم كثير لولا ذلك –أي تعليم الجهال- للبست المسوح، يا هؤلاء لا تجعلوا بطونكم جربا للشيطان يوعى فيها إبليس ما شاء .

(زاد الراحل إلى الآخرة)

يوسف بن عطية الصفار عن مالك بن دينار قال: من دخل بيتي فأخذ منه شيئا فهو له حلال، أما أنا فلا أحتاج إلى قفل ولا إلى مفتاح .
وكان يأخذ الحصاة من المسجد ويقول لوددت أن هذه أجزأتني في الدنيا ما عشت لا أزيد على مصها من الطعام ولا الشراب .
عبدالملك بن قريب قال حدثني رجل صالح من أهل البصرة قال: وقع حريق في بيت مالك بن دينار، فأخذ المصحف، وأخذ القطيفة فأخرجهما، فقيل له: يا أبا يحيى البيت !! فقال: ما فيه إلا السندانة، ما أبالي أن يحترق .
قال الدورقي وذكر عبد الله بن المبارك قال: وقع حريق بالبصرة فأخذ مالك بن دينار بطرف كسائة وقال هلك أصحاب الأثقال .

(زهد في الدنيا)

وكان يقول: لو صلح لي أن آكل الرماد لأكلته، ولو صلح لي أن أعمد إلى بورى فأقطعه بقطعتين فأتزر بقطعة وأرتدي بقطعة
لفعلت .
عثمان بن إبراهيم قال سمعت مالك بن دينار يقول لرجل من أصحابه: إني لأشتهي رغيفا بلبن رائب قال فانطلق فجاء به قال: فجعله على الرغيف فجعل مالك يقلبه وينظر إليه ثم قال: اشتهيتك منذ أربعين سنة
فغلبتك حتى كان اليوم وتريد أن تغلبني إليك عني وابى أن يأكله .
سلام بن أبي مطيع قال دخلنا على مالك بن دينار ليلا وهو في بيت بغير سراج وفي يده رغيف يكدمه فقلنا له أبا يحيى الا سراج الا شيء تضع عليك خبزك فقال: دعوني فوالله إني لنادم على ما مضى .

(أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك)

جعفر بن سليمان قال قال مالك بن دينار: لقد هممت أن آمر إذا مت أن أُغَل فأدفع إلى ربي مغلولا كما يدفع الآبق إلى مولاه .

(اظفر بذات الدين تربت يداك)

جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: ينطلق أحدكم فيتزوج ديباجة الخرم – يعني أجمل الناس – او ينطلق إلى جارية قد سمنها أبوها كأنها زبدة فيتزوجها، فتأخذ بقلبه فيقول لها: أي شيء تريدين فتقول: خمار خز وأي شيء تريدين فتقول كذا وكذا قال مالك فتمرّط – تقطع – والله دين ذلك القارئ – العالم – ويدع أن يتزوجها –ويترك أن يتزوج- يتيمة ضعيفة فيكسوها فيؤجر ويدهنها فيؤجر .

(وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ)

قال وسمعت مالكا يقول: كان حبر من أحبار بني إسرائيل قال: فرأى بعض بنيه يوما غمز النساء، فقال –الحبر-: مهلا يا بني، قال فسقط من سريره ؛ فانقطع نخاعه ؛ فأسقطت امرأته ؛ وقتل بنوه في الجيش، وأوحى الله تعالى إلى نبيهم، أن أخبر فلانا الحبر: أني لا أخرج من صلبك صديقا أبدا ؛ ما كان غضبك لي إلا أن قلت مهلا يا بني مهلا .

(فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ)

رياح بن عمرو القيسي قال سمعت مالك بن دينار يقول: ما من أعمال البر شيء إلا دونه عقبة، فإن صبر صاحبها أفضت به إلى رَوْحوإن جزع رجع .

(آفة التفريط)

مسلم قال قال مالك بن دينار: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، ولم أكره مذمتهم، قيل ولم ذاك قال: لان حامدهم مفرط وذامهم مفرط .

(فخاخ القراء)

أبو حفص عمر بن أحمد قال قال مالك بن دينار: مثل قراء –علماء- هذا الزمان، كمثل رجل نصب فخا ونصب فيه برة فجاء عصفور فقال: ما غيبك في التراب ؟ قال التواضع، قال: لأي شيء انحنيت ؟ قال من طول العبادة، قال فما هذه البُرَّة – حبة الحنطة – المنصوبة فيك ؟ قال: أعددتها للصائمين، فقال: نعم الجار أنت، فلما كان عند المغرب دنا العصفور ليأخذها، فخنقه الفخ، فقال العصفور: إن كان العباد يخنقون خنقك فلا خير في العباد اليوم !! .

(فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ)

جعفر بن سليمان قال مر والي البصرة بمالك بن دينار يرفل –يتبختر- فصاح به مالك: أقل من مشيتك هذه، فهم خدمه به –بضربه-، فقال: دعوه ؛ ما أراك تعرفني ؟ فقال له مالك: ومن أعرف بك مني، أما أولك فنطفة مذرة، وأما آخرك فجيفة قذرة، ثم أنت بين ذلك تحمل العذرة فنكس الوالي رأسه ومشى .

(كرامة)

عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار أنه كان يُرَى يوم التروية بالبصرة ويوم عرفة بعرفات .

(من خفَّ حِمْلُه خَفَّ حسابُه)

عون بن الحكم عن أبيه عن مالك بن دينار قال: قدمت من سفر لي فلما صرت بالجسر قام العشار –عمال الضرائب- فقال: لا يخرجن من السفينة، ولا يقوم أحد من مكانه، فأخذت ثوبي فوضعته على عنقي ثم وثبت فإذا أنا على الأرض، فقال لي: ما أخرجك ؟ قلت ليس معي شيء، قال: اذهب فقلت في نفسي: هكذا أمر الآخرة .

(أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ)

محمد بن عبدالعزيز بن سلمان قال سمعت أبي يقول سمعت مالك ابن دينار يقول: عجبا لمن يعلم أن الموت مصيره، والقبر مورده، كيف تقر بالدنيا عينه، وكيف يطيب فيها عيشه !! قال: ثم يبكى مالك حتى يسقط مغشيا عليه .

(تلقيح !!)

أبو سمير عن مالك قال إن لكل شيء لُقاحا وإن الحُزن لُقاح العَمَل الصالح إنه لا يصبر أحد على هذا الأمر إلا بحزن، فوالله ما اجتمعنا في قلب عبد قط حزن بالآخرة وفرح بالدنيا إن أحدهما ليطرد صاحبه .
وسمعته يقول بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج هم الآخرة من قلبك وبقدر ما تحزن للآخرة فكذلك يخرج هم الدنيا من قلبك .

جزاك الله خيرا
شكرا على المرور
بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.